السودانشئون عربية

تجدد الاشتباكات بين الجيش السودانى والدعم السريع في الخرطوم 

انقسام حول المبادرة الأمريكية ورفض حكومي ناعم

كتبت: د.هيام الإبس

اندلعت اشتباكات عنيفة وسط قصف مدفعى متبادل بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع فى العاصمة الخرطوم.

وقالت مصادرة محلية  إن الاشتباكات تركزت فى محيط سلاح المدرعات التابع للجيش السودانى جنوب مدينة الخرطوم.

وأفاد شهود عيان بسماع دوى انفجارات عنيفة شرق وجنوب الخرطوم جراء تبادل القصف المدفعى بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.

فى السياق قصف الجيش السودانى بالمدفعية الثقيلة مواقع الدعم السريع فى منطقة جبرة والصحافة جنوب مدينة الخرطوم.

فى المقابل، قصفت قوات الدعم السريع المتمركز جنوب وشرق الخرطوم مواقع مختلفة للجيش السودانى بالعاصمة السودانية.

 انقسام تجاه الدعوة الأمريكية

من جهة أخرى، رأى الباحث السياسى، سر الختم خيرى، أن هناك انقساما تجاه الدعوة الأمريكية فالذين يرفضونها يعتقدون أن واشنطن غير جادة فى إيقاف الحرب ومعالجة الأزمة، لأنها لم تضغط على قوات الدعم السريع لتنفيذ ما يليها من “إعلان جدة”، وتطرح مبادرة جديدة تضعف من دور السعودية من شريك فى رعاية المفاوضات إلى شريك فى الاستضافة مع سويسرا.

ويعتقد الباحث أن الجهود الأمريكية جاءت على عجل لتحقيق مكاسب سريعة  دون إعداد جيد ولقاءات تمهيدية أو عبر قنوات تواصل خلفية مما لا يدعو للتفاؤل بتحقيق اختراق نحو وقف الحرب فى السودان.

  رفض ناعم لمفاوضات جنيف

من جهته، قال بخارى بشير، المحلل السياسى ورئيس تحرير صحيفة “الانتباهة”، إن رد وزارة الخارجية السودانية على الدعوة الأمريكية أشبه بالرفض “الناعم” لمفاوضات جنيف، لأنها تؤدى إلى “تشتيت” منبر جدة.

وقال بخارى، إن التجارب تشير إلى أن مؤسسات ومراكز الدولة فى السودان، لا تتوافق على رؤية موحدة، لذلك لا يستبعد أن يتغير الموقف الرسمى المتحفظ إلى قبول بالمشاركة فى محادثات سويسرا، وتوقع أن تلتقى قيادات حكومية مع المبعوث الأمريكى وحدوث تنازلات متبادلة.

 مبررات رفض المبادرة الأمريكية

فى الأثناء، أكد المستشار السابق للحكومة السودانية، الدكتور ربيع عبد العاطى، أن”رفض السودان للمبادرة الأمريكية كان بسبب عدم التشاور مع الخرطوم حول أجندة الحوار وتوجيه الدعوة للجيش كطرف بينما هو مؤسسة للحكومة السودانية”.

وقال فى حديثه له أمس  الخميس، إن الحكومة السودانية اعتبرت أن عدم التشاور معها فيما سوف يتم تناوله فيف مفاوضات جنيف وتوجيه الدعوة لها هو بمثابة عدم اعتراف بشرعيتها، وأنها ساوت بين التمرد والجيش السودانى.

وأضاف عبد العاطى، علاوة على ما سبق “فإن الحكومة رأت عدم قبولها بمن دعتهم المبادرة وهم يتماهون مع التمرد، وتم اتهامهم بأنهم يمدون التمرد بالسلاح، ومن المنطقى والطبيعى أن لا يتم القبول بهؤلاء كمراقبين”.

وتابع عبد العاطى: “الرفض السودانى لم يكن متعنتا أو أنه لا يرغب فى السلام ووقف الحرب، لكن كانت هناك مخرجات سابقة لمفاوضات منبر جدة والتى قضت بخروج التمرد من منازل المواطنين وغير ذلك من شروط، لكنها لم تنفذ ولا يجوز الحوار مع طرف ما زال يُصر على عدم تنفيذ ما خلص إليه منبر جدة”.

وحول دعوة البرهان للولايات المتحدة الأمريكية بضرورة التشاور مع الحكومة السودانية، يقول عبد العاطى: “تصريح الفريق البرهان بضرورة الحوار مع الولايات المتحدة فيما يبدو له علاقة بمبررات الحكومة لرفضها للمبادرة، وهو حق يقضى بضرورة أن تكون الحكومة السودانية على رضى تام بشكل المبادرة وأطرافها ومن يتم دعوته لها أصيلاً كان أو مراقبًا، لأن المبادرة إن كانت من حيث موضوعها مقبولة لكنها باطلة و مرفوضة من حيث الشكل و التصميم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.