أخبار العالم

روسيا تخشى تسرب أسرارها العسكرية بعد اعتقال فرنسا مؤسس تليغرام  “دوروف”

كتب- محمد السيد راشد

كشفت  تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن السبب وراء رد فعل موسكو الغاضب “وغير العادي” بعد القبض على مؤسس تلبغرام، بافيل دوروف، حيث يخشى الجيش الروسي على تسرب أسراره العسكرية.

وصرحت الصحيفة أن تليغرام بات أكثر من مجرد تطبيق للتواصل الاجتماعي في روسيا، حيث يعتمد عليه الجنود والجواسيس الروس للتواصل في ساحة المعركة، ويتم استخدامه في تنسيق التحركات وجمع المعلومات الاستخباراتية.

وأخضع قاض فرنسي، دوروف، لتحقيق رسمي، الأربعاء، فيما يتعلق بالجريمة المنظمة عبر تطبيق التراسل، لكنه منح رجل الأعمال الإفراج بكفالة بشرط دفع 5 ملايين يورو وتسجيل حضوره لدى الشرطة مرتين في الأسبوع وألا يغادر الأراضي الفرنسية.وقالت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، في بيان إن القاضي وجد أن هناك أسبابا تدعو إلى التحقيق رسميا مع دوروف في جميع الاتهامات التي قُبض عليه بسببها قبل أيام، حسب ما نقلته رويترز وتشمل هذه الاتهامات، الاشتباه في الضلوع في إدارة منصة على الإنترنت تسمح بالمعاملات غير المشروعة واستغلال الأطفال في المواد الإباحية والاتجار بالمخدرات والاحتيال، فضلا عن رفض تقديم معلومات إلى السلطات وغسل الأموال وتقديم خدمات التشفير للمجرمين قال أليكسي روغوزين، المستشار بالبرلمان الروسي الذي عمل سابقا كمدير تنفيذي في مجال الصناعات العسكرية، لوول ستريت جورنال، إن الكثيرون يمزحون بشأن القبض على دوروف ويعتبرون أنه “اعتقال لكبير ضباط الإشارة في القوات المسلحة الروسية”.

حينما بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، اكتشفت موسكو سريعا أن وحدات الجيش تواجه صعوبة في التواصل وأنه يتم اعتراض اتصالات الراديو بسهولة من الأوكرانيين، كما أثببت التقنيات السوفيتية السابقة أنه غير مناسبة لهذا النوع الجديد من الحروب الذي يشمل المسيّرات والنقل الفوري للصور ومقاطع الفيديو، وفق الصحيفة.وأشار التقرير إلى أن الجيشين الروسي والأوكراني يعتمدان على منصات التواصل الاجتماعي، لكن كييف تعتمد على تطبيقات غربية مثل “سيغنال”.

بينما يعتمد الجيش الروسي على تليغرام التابع لشركة مقرها الإمارات التي تحافظ على علاقات جيدة مع موسكو.وترى موسكو أن التطبيق سيكون أكثر صعوبة فيما يتعلق بأن يكون متاحا أمام الاستخبارات الغربية.

وذكرت “وول ستريت جورنال” أن المتطوعين الروس الذين يساعدون الوحدات العسكرية الخاصة فيما يتعلق بالمسيّرات وأجهزة الرؤية الليلية والمدرعات، يتواصلون بشكل شبه حصري عبر تطبيق تليغرام.

وحول اعتقال دوروف، قال مراسل التلفزيون الحكومي الروسي، أندريه ميدفيديف، عبر حسابه على تليغرام: “لم يكن الاعتقال بحد ذاته سيحدث مثل هذا الصدى في روسيا، إلا مع ظروف واحد، فهو في الواقع المسؤول عن المراسلات في الحرب، ويعتبر (التطبيق) بديل للشبكة العسكرية السرية”.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في تصريحات، الخميس، بشأن دوروف الذي يحمل الجنسية الروسية والفرنسية، ونقلتها وكالة فرانس برس: “الأمر الأهم هو ألا يتحول ما يحدث في فرنسا إلى اضطهاد سياسي”.

وأضاف أن موسكو “ستراقب ما سيحدث” في القضية التي تستهدف دوروف المتّهم بارتكاب جرائم على صلة بخدمة الرسائل المشفرة للتطبيق.

 

ونقل تقرير “وول ستريت جورنال” أن وسائل إعلام محلية روسية، كشفت وجود تعليمات واسعة النطاق من وكالات حكومية بحذف سجلات المحادثات على تطبيق تليغرام، على الرغم من نفي بيسكوف مثل هذه الأوامر.

وقال مدير الاستخبارات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين، مؤخرا في مقابلة مع وكالة تاس، إنه يتوقع ألا يشارك دوروف أي معلومات من شأنها الإضرار بالدولة الروسية مع الحكومات الفرنسية وغيرها من الحكومات الغربية.

وأضاف، وفق وول ستريت جورنال: “أعتمد عليه بشدة في عدم السماح بحدوث ذلك”.

وأثار احتجاز دوروف جدلا حول حدود حرية التعبير وتطبيق القانون.

كما أكد على العلاقة المتوترة بين الحكومات وتطبيق تلغرام الذي لديه نحو مليار مستخدم. كما يعد الاعتقال تحذيرا لشركات التكنولوجيا العملاقة التي ترفض الامتثال للسلطات بشأن مزاعم انتهاك القانون على منصاتها.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.