صراع مستمر وأزمة إنسانية متفاقمة فى السودان.. ولا أفاق للحل

كتبت : د.هيام الإبس

يعيش السودانيون منذ منتصف، أبريل 2023 أزمة إنسانية متفاقمة بدأت الآن تنذر بوضع كارثى يتطلب تدخل المنظمات الدولية والجميعات الخيرية “بشكل عاجل” لمواجهة المعاناة الانسانية المتزايدة يوما بعد يوم

ويشهد السودان استمراراً للصراع العنيف بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، مما يؤدى إلى تدهور الوضع الإنسانى وتعميق الأزمة فى البلاد.

فبعد فترة من الهدوء النسبى، عادت المعارك إلى العاصمة الخرطوم وامتدت إلى ولايات أخرى، مخلفة وراءها دمارً واسعاً وأزمة إنسانية متصاعدة.

فى تطور جديد، استهدف الطيران الحربى السودانى مطار نيالا الدولى عاصمة ولاية جنوب دارفور بغارة جوية، حيث أطلقت الطائرات المقاتلة صاروخين على المطار.هذا الهجوم يأتى بعد أيام قليلة من هبوط طائرتى شحن فى المطار، مما يشير إلى احتمال استخدامه لنقل إمدادات لقوات الدعم السريع المسيطرة على المنطقة.

كما تلعب الجسور دوراً محورياً فى هذا الصراع، حيث تعتبر أهدافًا استراتيجية للطرفين. فالسيطرة على الجسور تعنى التحكم فى حركة الإمدادات العسكرية والغذائية، وبالتالى التأثير على مجريات المعارك.

حالياً يتقاسم الطرفان السيطرة على عدة جسور رئيسية فى العاصمة وحولها، مما يعكس حدة الصراع وتعقيده.

وفقًا للخبراء العسكريين والمحللين السياسيين، فإن الجيش السودانى يسعى لاستعادة السيطرة على الجسور بهدف ربط قواته فى مختلف أنحاء العاصمة وكسر الحصار المفروض على مواقعه العسكرية من قبل قوات الدعم السريع.

أما عن الأزمة الإنسانية الناتجة عن هذا الصراع؛ فهى تتفاقم بشكل مقلق. فمنذ بداية النزاع فى منتصف أبريل 2023، أسفرت المعارك عن مقتل حوالى 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين آخرين، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

أسوأ أزمات النزوح

وتحذر المنظمة الدولية من أن السودان يواجه “واحدة من أسوأ أزمات النزوح على مستوى العالم”، كما أنه على وشك مواجهة أزمة جوع حادة.

تبادل الاتهامات

وفى ظل هذه الظروف المأساوية، يبدو أن الحل السياسى لا يزال بعيد المنال، مع استمرار تبادل الاتهامات بين الطرفين وتصاعد حدة المعارك. ويبقى المدنيون هم الضحية الأكبر لهذا الصراع، حيث يواجهون تحديات إنسانية هائلة تتمثل فى نقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

أزمة ذات أبعاد خطيرة

الأزمة الحالية فى السودان تعتبر “أزمة ذات أبعاد خطيرة”، مع تزايد التقارير عن الفظائع ضد المدنيين، وفي مقدمته الجوع ، والعنف الجنسى، وتجنيد الأطفال، والتعذيب والاعتقال التعسفى من قبل الطرفين المتنازعين.

كما أن الصراع أدى إلى تدمير البنية التحتية الصحية.

فالتدخلات الدولية لم تكن كافية حتى الآن لإنهاء الصراع، مع استمرار دعم القوى الخارجية للأطراف المتحاربة، مما يزيد من تعقيد الوضع، وتحث الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى والمنظمات الأخرى الأطراف المتنازعة على احترام القوانين الدولية ووقف الأعمال العدائية فوراً.

ويحتاج السودان اليوم، أكثر من أى وقت مضى، إلى تدخل دولى فعال وجهود وساطة جادة لوقف نزيف الدم وإيجاد حل سياسى يضع حداً لهذه الأزمة المتفاقمة، ويعيد الاستقرار والأمن إلى ربوع البلاد.