أكبر أزمة نزوح في العالم.. الحرب تشرد 14 مليون سوداني والأطفال الأكثر تضرراً
كتبت: د. هيام الإبس
كشف تقرير حديث للمنظمة الدولية للهجرة أن أعداد النازحين واللاجئين جراء الصراع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 تجاوزت 14 مليون شخص، مما جعلها أكبر أزمة نزوح في العالم. تسببت الحرب المستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في نزوح داخلي لأكثر من 11 مليون شخص، فيما عبر أكثر من 3 ملايين آخرين الحدود إلى دول الجوار.
تفاصيل النزوح
وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، نزح داخلياً حوالي 10,916,305 شخصاً في 9,269 موقعاً داخل 183 محلية تشمل جميع ولايات السودان. يعيش معظم هؤلاء النازحين في مراكز إيواء تفتقر لأبسط مقومات الحياة الأساسية، في ظل تفشي الأوبئة وأمراض سوء التغذية.
فيما عبر 3,119,885 شخصاً الحدود هرباً من الصراع إلى دول مثل جنوب السودان، تشاد، ومصر، التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين.
أبرز مناطق النزوح
تُعد ولايات الخرطوم، جنوب دارفور، وشمال دارفور من أبرز المناطق التي شهدت نزوحاً واسعاً. أما من حيث استقبال النازحين، فقد استضافت ولاية جنوب دارفور أكبر نسبة من النازحين، تلتها ولاية شمال دارفور، ثم ولاية القضارف.
الأطفال: الضحايا الأكثر تضرراً
بحسب التقرير، يشكل الأطفال أكثر من نصف النازحين، حيث يمثلون 52% من إجمالي النازحين، ما يجعل أزمة نزوح الأطفال في السودان الأكبر في العالم اليوم. يُقدر عدد النازحين الذين اضطروا للنزوح مرة أخرى بعد أن نزحوا في وقت سابق بحوالي 1,070,888 شخصاً.
معاناة مراكز الإيواء
تعاني مراكز الإيواء من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى انهيار النظام الصحي في العديد من المناطق، حيث تشهد انتشاراً لأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك. أدى ذلك إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، في ظل انتشار الأوبئة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب النزاع المستمر.
انهيار النظام الصحي
الهجمات المتكررة على المرافق الصحية، إلى جانب تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، تسببت في إغلاق معظم المستشفيات والمرافق الطبية. تعاني المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع من نقص حاد في الإمدادات الطبية، مما يزيد من مخاطر تفشي الأمراض.
منظمة “أطباء بلا حدود” حذرت مؤخرًا من كارثة صحية في معسكر كلمة للنازحين بولاية شمال دارفور، الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء والمساعدات الطبية.
أزمة الموارد
النزوح الجماعي أدى إلى زيادة الضغط على الموارد المحدودة في المجتمعات المضيفة، التي تعاني هي الأخرى من تداعيات النزاع والانهيار الاقتصادي. يشارك سكان ولايات مثل دارفور والنيل الأزرق النازحين في معاناتهم من نقص الغذاء والماء وتدهور البنية التحتية.
أزمة جيل كامل
الأطفال هم الضحايا الأكبر لهذه الأزمة، حيث فقد العديد منهم فرص التعليم والرعاية الصحية. الظروف القاسية في مراكز النزوح، بالإضافة إلى الصدمات النفسية وفقدان الأمان، تؤثر سلباً على مستقبل جيل كامل من السودانيين. وصفت منظمات إنسانية الأزمة السودانية بأنها “أزمة جيل كامل من الأطفال”، محذرة من التداعيات الكارثية طويلة الأمد لهذه الكارثة الإنسانية.