المعارضة التشادية ترفض المشاركة في الانتخابات المقبلة وتدعو لمقاطعة شاملة
كتبت: د. هيام الإبس
في خطوة تصعيدية، أعلنت المعارضة التشادية رفضها المشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية المزمعة في 29 ديسمبر 2024، ووصفت هذه الانتخابات بأنها “حصرية وغير ديمقراطية”، مما دفعها إلى دعوة الشعب التشادي إلى مقاطعة شاملة للانتخابات.
موقف المعارضة من الانتخابات
في اجتماع استثنائي عُقد في العاصمة نجامينا تحت شعار “لا للانتخابات الحصرية والمناهضة للديمقراطية”، أعلنت أكثر من 15 حزبًا معارضًا رفضها المشاركة في الانتخابات، معتبرة أن شروط المشاركة غير متوفرة. وأشارت الأحزاب إلى سجل انتخابي “فاسد” وغياب ضمانات نزاهة الانتخابات.
وأكدت المعارضة أنها طالبت سابقًا بإعادة النظر في ملف الانتخابات وتوزيع الدوائر الانتخابية، وبضمان انتخابات شفافة تشمل توافقًا بين الفاعلين السياسيين. ومع عدم الاستجابة لهذه المطالب، أعلنت أحزاب المعارضة عدم مشاركتها في الانتخابات التشريعية والمحلية المقررة في ديسمبر.
تصريحات قادة المعارضة
قال محمد زين شريف، رئيس حزب “تشاد متحد”: “لقد قررنا عدم دعم هذه الانتخابات. لا يمكننا، كمعارضة سياسية، إضفاء الشرعية على انتخابات لا تتمتع بالمصداقية. إنها مسؤوليتنا تجاه نشطائنا والمواطنين التشاديين”.
كما علق أفوكسوما دجونا أتشينيمو، زعيم “الحزب الديمقراطي”، بأن “هذه الانتخابات محسومة مسبقًا”، وأكد نيته العمل على منع إجرائها، مشيرًا إلى أن المشاركة في هذه الانتخابات ستجرد الأجيال القادمة من أي تأثير سياسي.
استجابة الحكومة وأحزاب الائتلاف
على النقيض، تستعد أحزاب الائتلاف الداعمة للرئيس الحالي محمد إدريس ديبي لخوض الانتخابات، فيما طالب أنصار المرشح الرئاسي ورئيس الحكومة السابق سوكسيه ماسرا بضرورة احترام شروط معينة لضمان نزاهة الانتخابات.
ودعت المعارضة باقي الأحزاب التي لم تشارك في المرحلة الانتقالية إلى فرض “حصار انتخابي”، مما يعزز موقفها بمقاطعة الانتخابات ورفضها للانتخابات المخططة.
السياق الانتخابي في تشاد
تأتي هذه الانتخابات بعد مرور أكثر من 13 عامًا منذ آخر انتخابات برلمانية جرت في البلاد عام 2011. وقد تم تأجيل الانتخابات عدة مرات بسبب التهديدات الإرهابية وتفشي جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى الفترة الانتقالية التي أعقبت وفاة الرئيس الراحل إدريس ديبي في عام 2021.
يبقى السؤال
يبقى السؤال حول ما إذا كانت الحكومة التشادية قادرة على تنظيم انتخابات ديمقراطية في ظل مقاطعة المعارضة، وما إذا كان التوتر السياسي سيتصاعد قبل موعد الانتخابات في ديسمبر 2024. يبدو أن هذه الانتخابات ستكون حاسمة في تحديد مستقبل النظام السياسي في تشاد.