السودان

12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان

نذر انقسام بين مكونات الإقليم ومخاوف من تدخل دول الجوار

12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان

 

نذر انقسام بين مكونات الإقليم ومخاوف من تدخل دول الجوار

 

كتبت : د.هيام الإبس

 

 

أثار إعلان نشر الجيش السودانى “ميليشيا قبلية” مسلحة جديدة فى شرق السودان مخاوف قديمة من انفجار الأوضاع فى الإقليم المضطرب، وانتقال الحرب إلى ولاياته الثلاث: القضارف، وكسلا، والبحر الأحمر، وقد تتدخل فيها بعض دول الجوار مثل إريتريا وإثيوبيا ما يؤدي لزعزعة الأوضاع فى كل الإقليم، لا سيما أن المكونات الإثنية ممتدة ومتداخلة فى الحدود الجغرافية للبلدان الثلاثة.

 

وأعلنت ميليشيا أطلقت على نفسها اسم “الأورطة الشرقية” وبالتنسيق مع الجيش، نشر قواتها فى عدد من المناطق بشرق البلاد، للمشاركة فى القتال ضد قوات “الدعم السريع”، وذلك بعد أن تلقت تدريبات فى معسكرات الجيش الإريترى داخل الأراضى الإريترية.

 

زعيم قبلى يحذر من عواقب وخيمة

يقود الميليشيا الجنرال الأمين داود، وهو أحد قادة شرق السودان، وكان وقع نيابة عنه فى اتفاق سلام السودان فى جوبا، بينما رفض الزعيم القبلى الناظر محمد الأمين ترك تمثيله لشرق السودان لأسباب قبلية.

 

وأعلن ترك رفضه لنشر قوات الميليشيا، وحذر من عواقب وخيمة، قد تترتب جراء ذلك، وجزم بعدم السماح بانتشارها فى مناطقه. وتعهد بالتصدى لها ما لم تتدخل قيادة الجيش لوقف ما أسماه «تلك الفوضى»، وفقاً لما نقلته “الشرق الأوسط”.

 

أربع ميليشيات مسلحة من شرق السودان

 

ودربت دولة إريتريا داخل أراضيها وتحت إشراف جيشها أربع ميليشيات مسلحة من شرق السودان، وهى: الأورطة الشرقية، وقوات مؤتمر البجا المسلح، وقوات تحرير شرق السودان، ومؤتمر البجا – القيادة الجماعية، إلى جانب أن حركات دارفورية مسلحة دربت أنصارها في شرق السودان فى دولة إريتريا المجاورة أيضاً.

 

ويتخذ الجيش السودانى من بورتسودان، وهى أكبر مدن شرق السودان عاصمة بديلة، وأصبحت مقراً لقائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، غداة خروجه من الخرطوم بعد نحو أربعة أشهر من حصار قوات الدعم السريع له هناك.

 

سخط عام بين بعض مكونات شرق السودان

 

وأدى انتقال الحكومة إلى بورتسودان ونزوح مئات الآلاف للمدينة إلى سخط عام بين بعض مكونات شرق السودان، الذين اعتبروا وجود الحكومة وحلفائها من الحركات المسلحة الحليفة للجيش ثقلاً على موارد الإقليم والمدينة.

 

مطالبة بإبعاد قوات الحركات الدارفورية من الإقليم

وتبعاً لذلك، دأب قائد ميليشيا مؤتمر البجا المسلح شيبة ضرار على المطالبة بإبعاد قوات الحركات الدارفورية من الإقليم، وإعادة قادتها، ومن بينهم وزير المالية جبريل إبراهيم، وحاكم إقليم دارفور منى أركو مناوى وآخرين إلى ديارهم فى دارفور، وهدد آخر بنزع سلاح هذه الميليشيات التى تعمل تحت اسم القوات المشتركة.

 

8 ميليشيات قبلية مسلحة فى شرق السودان

 

وأشار الناشط السياسى عزام عبد الله فى مقطع فيديو بصفحته على منصة “فيسبوك” إلى وجود 8 ميليشيات قبلية مسلحة فى شرق السودان هى: “مؤتمر البجا المسلح، بقيادة موسى محمد أحمد، قوات مؤتمر البجا الكفاح المسلح بقيادة الجنرال شيبة ضرار، قوات مؤتمر البجا القيادة الجماعية بقيادة أبو آمنة، الحركة الوطنية للعدالة والتنمية بقيادة الشيخ محمد طاهر سليمان بيتاى، قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داود، قوات تحرير السودان بقيادة إبراهيم دنيا، حركة الأسود الحرة بقيادة مبروك مبارك سليم، إضافة إلى قوات المنشق عن الدعم السريع أبو عاقلة كيكل”.

 

 

أربع ميليشيات دارفورية حليفة للجيش

 

ولا يقتصر وجود الميليشيات المسلحة فى شرق السودان على “الميليشيات الشرقية” وحدها، فهناك أربع ميليشيات دارفورية حليفة للجيش تعمل فى الإقليم، وهى: “قوات حركة تحرير السودان بقيادة منى أركو مناوى ، قوات حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، قوات حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى طمبور، قوات تحرير السودان بقيادة صلاح تور”.

 

وتم تكوين هذه القوات فى شرق السودان بعد اندلاع الحرب فى 15 أبريل 2023 من مقاتلين من أصول دارفورية تم تدريبهم بمعسكرات الجيش، وفى معسكرات الجيش الإريترى.

وتقاتل تلك الجماعات مع الجيش ضد قوات “الدعم السريع” تحت اسم “القوات المشتركة”، ويقودها مسؤولون كبار فى الحكومة التى تتخذ من بورتسودان مقراً  لها.

 

نزاعات المكونات السكانية

 

ويرى الدكتور عزام عبد الله أن ميليشيات شرق السودان تعيش نزاعات المكونات السكانية فى الإقليم، وخصوصاً عشائر الهدندوة والبني عامر، ويقول: “إحدى هاتين المجموعتين تصنف الأخرى بأنها غير سودانية”، ويتابع: لكلتا المجموعتين امتدادات فى دولة إريتريا المجاورة.

 

تحذير من انفجار النزاعات .. حرب عابرة للحدود .. 99 حركة مسلحة

 

ويحذر عبد الله من احتمالات “انفجار النزاعات الكامنة بين هذه المجموعات، ومن تحولها لحرب عابرة للحدود”، ويتساءل: “بدأ تمرد دارفور بحركتين، وتشظيتا إلى 99 حركة مسلحة، فكيف سيكون الحال فى شرق السودان الذى بدأ بأكثر من 8 حركات مسلحة”.

 

تفكيك السودان.. ضحية للأجندة الإقليمية

 

واتهم الرئيس الأريترى آسياس أفورقى، أطرافاً خارجية بالتدخل من أجل تفكيك السودان وجيشه، وأرسل تحذيرات لدول جوار من تحويل السودان ضحية للأجندة الإقليمية، وهى إشارة لدولة إثيوبيا التى يزعم أنها تؤيد قوات الدعم السريع.

 

وحذر رئيس المكتب التنفيذى للتجمع الاتحادى بابكر فيصل، من انفجار الأوضاع فى الولايات الشرقية، وقال: “هناك دول فى الإقليم –لم يسمها- لم تتورع عن إقامة معسكرات تدريب وتسليح في أراضيها لمكونات قبلية من شرق السودان”.

 

 

شرق السودان يواجه عدداً من التحديات

 

واعتبر نشر تلك الميليشيات إيذاناً بانفجار الأوضاع في الولايات الشرقية المتوترة، بقوله: “هى منطقة متوترة ومنذرة باندلاع نزاعات تحكمها المصالح المتشابكة والمتعارضة لعدد من الدول الإقليمية”.

ووفقاً لتقرير أعدته “الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية”، فإن شرق السودان يواجه عدداً من التحديات الناتجة عن الأوضاع المعقدة فى الإقليم، “وتتمثل فى انتشار الحركات المسلحة والاستنفار العشوائى، وهشاشة الوضع الأمنى وأخطار العودة إلى القبيلة والعرق، وبروز نخبة جديدة ذات طابع قبلى، والتدخلات الخارجية، والمناوشات بين الجيش وقوات (الدعم السريع)”.

12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان 10 12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان 11 12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان 12 12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان 13

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.