الصلاة تعالج الأمراض النفسية والجسدية

كتبت – عزة السيد
الصلاة تمثل أعظم أركان العبادة التي يناجي فيها المؤمن ربه وخالقه، وهي راحة وملاذ لكل من يثقل عليه أمر أو يشتد عليه كرب. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “وجعلت قرة عيني في الصلاة” [رواه النسائي عن أنس رضي الله عنه]. وكان صلى الله عليه وسلم يلجأ إلى الصلاة كلما واجهته صعوبات أو هموم، كما جاء في قوله: “يا بلال أرحنا بالصلاة” [رواه أحمد].
الأثر النفسي للصلاة
أشار فارس علوان في كتابه القيم ( الصلاة صحة ووقاية ) إلى تأثير الصلاة على نفسية المؤمن، حيث قال:
“الصلاة تضفي على المسلم أمنًا واستقرارًا نفسيًا وتوازنًا عصبيًا وانسجامًا عقليًا، ممزوجة براحة الضمير وشعور بالسعادة. هي لذة روحية لا تعادلها لذة، يحسبها غير المصلي أوهامًا فيحرم منها، مهما أوتي من متاع الدنيا.”
الصلاة ودورها في تعزيز الصحة النفسية
الصلاة ليست مجرد عبادة، بل هي علاج روحي يضفي السكينة والطمأنينة على قلب المؤمن، مما ينعكس إيجابيًا على صحته النفسية. من أبرز فوائدها:
- الطمأنينة النفسية: تساعد على تخفيف مشاعر القلق والخوف.
- السكينة الروحية: تنشر الراحة والسلام الداخلي.
- التوازن العقلي: تقي من الأمراض النفسية والعقلية كالخرف والاكتئاب.
- التحرر من الوحدة: تقوي الشعور بالانتماء إلى مجتمع المصلين.
لذة الصلاة وعمق الإخلاص
يشير فارس علوان في كتابه وفي الصلاة وقاية إلى أن الصلاة تحمل لذة روحية فريدة لا يشعر بها إلا من أخلص وجهه لله. حيث يقول:
“في الصلاة لذة لا يشعر بها إلا من أخلص وجهه لله، ومتعة لا يتذوقها إلا من استقرت حلاوة الإيمان في قلبه، وراحة نفسية قلما توجد إلا عند من خضعت جبهته ذليلة ساجدة لله.”
الصلاة ليست مجرد أداء لطقس ديني، بل هي تجربة روحية متكاملة تعكس حلاوة الإيمان وعمق الإخلاص، مما يجعلها مصدرًا دائمًا للسكينة والراحة النفسية.
الصلاة كعلاج نفسي شامل
محمد نجاتي في كتابه الحديث وعلم النفس يسلط الضوء على التأثير العميق للصلاة على النفس البشرية، فيقول:
“للصلاة تأثير فعَّال في علاج الإنسان من الهم والقلق، فوقوف الإنسان في الصلاة أمام ربه، في خشوع واستسلام، وتجرد كامل عن مشاغل الحياة ومشكلاتها، يبعث في النفس الهدوء والسكينة والاطمئنان.”
فوائد الصلاة النفسية والروحية
الصلاة لها فوائد عديدة في الجانب النفسي والروحي، تشمل:
- التخلص من الهم والقلق: تجلب السكينة والاطمئنان وتخفف ضغوط الحياة.
- إطلاق الطاقة الروحية: تعزز الأمل وتقوي العزيمة والهمة.
- التخلص من الشعور بالذنب: تساهم في القضاء على القلق النفسي الناجم عن الذنب.
- زيادة التركيز والاستعداد الذهني: تجعل الإنسان أكثر تقبلاً للعلم والمعرفة والحكمة.
الصلاة وعلاج الأمراض النفسية والجسدية
نجاتي يوضح أن الطاقة الروحية التي تطلقها الصلاة تساعد في:
- الشفاء من الأمراض النفسية: مثل القلق والخوف.
- تعزيز الصحة الجسدية: بفضل حالة السكينة التي تدعم استقرار وظائف الجسم.
- زيادة الحيوية والنشاط: مما يمنح الإنسان قدرة كبيرة على أداء الأعمال الجليلة.
نور القلب وسر السكينة
الصلاة تهيئ القلب لتلقي النفحات الإلهية، فتفتح أبواب الطمأنينة وتغمر الإنسان بشعور من الراحة والرضا يعجز عن تحقيقه أي متاع دنيوي.
الصلاة حصن من الأمراض النفسية
مجتمع المصلين يتمتع بنسب أقل من الأمراض النفسية والعقلية، كالحزن المزمن، القلق، والغضب، مقارنة بالمجتمعات التي تغفل عن هذه العبادة. الصلاة ليست فقط طقوسًا تؤدى، بل هي علاج شامل يؤثر إيجابيًا على كافة جوانب الحياة.