السودان

حركات مسلحة تتخلى عن “الحياد” وتؤجج الحرب فى السودان

كتبت : د.هيام الإبس

 

مع انطلاق الحرب بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، أعلنت حركات مسلحة التزامها مبدأ “الحياد”، إلا أن الأمر سرعان ما تبدل.

وبعد نحو أسبوعين من اندلاع القتال فى منتصف أبريل 2023، شكلت حركات دارفور الرئيسية الأربع (تحرير السودان، تحرير السودان- المجلس الانتقالى، العدل والمساواة، تجمع قوى تحرير السودان) قوة مشتركة لحماية المدنيين فى الإقليم، لتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتأمين المقار والمؤسسات المهمة فى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

 

وفى 16 نوفمبر 2023، أعلن رئيس حركة تحرير السودان، منىِ أركو مناوى ، ورئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، ورئيس حركة تحرير السودان (المنشقة عن حركة جيش تحرير السودان)، مصطفى تمبور ، التخلى عن “الحياد” والانحياز إلى الجيش السودانى، وسبقهم إلى ذلك رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، مالك عقار.

 

تبرير خطوة الانحياز

وبرر هؤلاء خطوة انحيازهم إلى الجيش السودانى والقتال فى صفوفه، لما أسموها الانتهاكات التى ارتكبتها قوات “الدعم السريع” فى حق المدنيين داخل المدن والأحياء السكنية.

 

بينما اختار رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالى، برئاسة الهادى إدريس، ورئيس تجمع قوى تحرير السودان، الطاهر حجر، الانضمام إلى التيار الداعى لوقف القتال، وعدم موالاة أى من طرفى القتال، ليصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالى، عبد الفتاح البرهان، قراراً بإقالتهما من منصبيهما فى مجلس السيادة.

 

وأفادت مصادر عسكرية، بأن قوات من حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وأخرى من حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور، شاركت مؤخراً فى المعارك التى شهدتها أم درمان القديمة وفى شرق البلاد على الحدود مع ولاية الجزيرة التى أخضعتها قوات “الدعم السريع” تحت قبضتها وسيطرتها.

ووفق المصادر العسكرية، فإن رئيس حركة تحرير السودان، منىِ أركو مناوى، سبق وأن قاد قوة ضخمة من ولاية نهر النيل شمال البلاد إلى منطقة “وادى سيدنا” العسكرية بمدينة أم درمان شمال العاصمة الخرطوم وأعلن المشاركة فى المعارك الحربية.

 

وأكدت المصادر، أن منىِ أركو مناوى يمتلك أكبر عدد من القوات والعتاد العسكرى المتقدم، وأن عدد مسلحيه بلغ 30 ألف جندى يتوزع القسم الأكبر منهم فى ولاية شمال دارفور.

 

وحسب المصادر، فإن رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد محمد نور، التزم “الحياد”، وأصبحت المناطق المحررة التى تسيطر عليها قواته فى “جبل مرة” بولاية وسط دارفور، ملاذاً للنازحين الفارين من جحيم الحرب فى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

 

تباين المواقف فى صفوف الحركات المسلحة

 

وبسبب التباين فى المواقف فى صفوف الحركات المسلحة إثر الحرب فى دارفور، توقفت “القوة المشتركة” عن أداء مهام الحماية وتأمين المساعدات، ما أثر سلباً على الأوضاع الإنسانية فى الإقليم، وأصبح يعانى نقصاً حاداً فى الغذاء تحول إلى مجاعة فى العديد من معسكرات النزوح.

 

وتضم القوة المشتركة حركات مسلحة أبرزها العدل والمساواة، بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان، بقيادة منىِ أركو مناوى.

 

وأعلنت مصادر عسكرية، إن الحرب تسببت فى انقسامات قوية فى صفوف الحركات المسلحة، إذ انشقت حركة العدل والمساواة إلى فصيلين يقود أحدهما جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان، بقيادة منىِ أركو مناوى.

 

وأعلنت مصادر عسكرية، إن الحرب تسببت فى انقسامات قوية فى صفوف الحركات المسلحة، إذ انشقت حركة العدل والمساواة إلى فصيلين يقود أحدهما جبريل إبراهيم، فيما يتزعم سليمان صندل فصيلاً آخر الذى يبدو أقرب إلى قوات “الدعم السريع” فى مواقفه بضرورة وقف الحرب وإحلال السلام.

 

كما تواجه قوات الهادى إدريس، وفق المصادر العسكرية، خلافات وانشقاقات كبيرة، حيث توجهت مجموعة منها بزعامة صلاح رصاص للقاء رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وإعلان تأييدها للقوات المسلحة، وعزل إدريس من رئاسة الحركة، وأصبح مؤخراً عضواً بمجلس السيادة الانتقالى.

حركات شرق السودان

وفى أكتوبر الماضى، أعلنت قوات “الأورطة الشرقية” بقيادة الجنرال الأمين داؤود الانتشار والانفتاح نحو الإقليم الشرقى بالسودان، فى أعقاب مشاورات فنية مع الجيش السودانى، فى خطوة اعتبرها مراقبون تطيل أمد الحرب.

 

وذكرت مصادر عسكرية ، أن قوات الأورطة الشرقية بدأت تدريبها العسكرى العام الماضى فى دولة مجاورة، وخضعت لكافة أنواع التدريب العسكرى المتقدم.

 

وتأسست الأورطة الشرقية بقيادة الجنرال الأمين داؤود بعد اندلاع الحرب بين الجيش السودانى وقوات “الدعم السريع” فى منتصف أبريل2023.

 

وحسب المعلومات ، توجد بالخارج 4 جماعات مسلحة ذات صلة بحزب المؤتمر الوطنى (الحاكم السابق فى السودان) تعمل على إشعال التوتر فى شرق السودان.

ووفق المعلومات، فإن هذه الجماعات المسلحة تشمل قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داؤود، وحركة تحرير شرق السودان بقيادة إبراهيم دنيا، وقوات الحركة الوطنية للعدالة والتنمية بقيادة محمد طاهر سليمان بيتاى، ومؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، وقوات مؤتمر البجا/ الكفاح المسلح بقيادة الجنرال شيبة ضرار.

وطالبت حركة شبابية، يتبع عناصرها إلى قبيلة “البجا” المتجذرة فى شرق السودان، بطرد الحركات المسلحة الحليفة للجيش من المنطقة.

 

وقالت الحركة، التى أطلقت على نفسها اسم “تيار الشباب البجاوى الحر”، فى بيان، إن “وجود الحركات المسلحة القادمة من خارج الإقليم يُمثل خطراً داهماً، ليس على الأمن فقط، بل على نسيجنا الاجتماعى”.

 

وتوعدت الحركة الشبابية بإغلاق كامل لحدود الإقليم إلى حين خروج الحركات المسلحة، باعتباره خطوة ضرورية وواجبة من أجل أهل الإقليم وسلامته.

 

جدير بالذكر أن عناصر حركة تحرير السودان، بقيادة منىِ أركو مناوى ، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان، بقيادة مصطفى تمبور، الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة السودانية فى أكتوبر 2020، تنشط أيضاً فى شرق السودان بعد إعلان انحيازها إلى الجيش السودانى والانخراط فى ميادين القتال.

وتقول الأمم المتحدة إن السودان، الذى كان حتى قبل الحرب من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح فى العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريباً أسوأ أزمة  جوع فى العالم.

 

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب فى السودان بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

ومنذ منتصف أبريل2023، يخوض الجيش السودانى و”الدعم السريع” حرباً خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى