شئون عربيةفلسطينفيديو وضوح

مشهد النصر واحتضان الشعب للمقاومة في ساحة السرايا في غزة ودلالاته الإستراتيجية

كتب – هاني حسبو 

في مشهد تاريخي سيظل عالقًا في الأذهان، نقلت ساحة السرايا في غزة صورة زاهية عن صمود الشعب الفلسطيني واحتضانه للمقاومة. مراسم تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاثة، التي نظمتها كتائب القسام في قلب هذه الساحة، جسدت انتصارًا استراتيجيًا على الاحتلال الإسرائيلي بعد 470 يومًا من الحرب.

ظهور مئات المقاتلين من الوحدة الخاصة في كتائب القسام بكامل تجهيزاتهم العسكرية وسط الجماهير الغزية، عكس التفافًا شعبيًا استثنائيًا حول المقاومة، وشكل رسالة حاسمة بأن جميع أهداف الاحتلال قد أُحبطت.

مشهد النصر واحتضان الشعب للمقاومة في ساحة السرايا في غزة ودلالاته الإستراتيجية 2

الهزيمة النفسية والسياسية للاحتلال

أرادت حكومة الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، تحويل غزة وساحة السرايا تحديدًا إلى رمز لهزيمة المقاومة. ولكن الصورة انقلبت تمامًا. ففي الإعلام العبري، أصبح الحديث عن “فشل الاحتلال” حديث الساعة، مع تصاعد موجات الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي تجاه قيادته السياسية والعسكرية.

حالة الإحباط الإسرائيلية تُرجمت إلى تساؤلات شائكة: كيف أمكن للمقاومة، التي قيل إنها تعرضت للقصف والدمار على مدار 15 شهرًا، أن تظهر بهذه القوة والسيطرة في أول أيام الهدنة؟


رمزية اختيار ساحة السرايا

اختيار كتائب القسام لساحة السرايا لإتمام عملية تبادل الأسرى لم يكن محض صدفة، بل قرارًا يحمل رسائل استراتيجية عميقة. هذا الميدان المركزي في غزة، الذي يربط بين شارعي الجلاء وعمر المختار، كان مسرحًا لجرائم الاحتلال من تدمير وتهجير.

كما أوضح الإعلامي تامر المسحال، فإن هذا الاختيار يمثل تحديًا واضحًا للاحتلال وإفشالًا لمزاعمه. تحول الميدان إلى رمز للسيطرة والنصر الفلسطيني، بينما أظهرت كتائب القسام قدرة تنظيمية كبيرة في تسليم الأسرى تحت أعين الإعلام العالمي.


التداعيات السياسية والاجتماعية داخل إسرائيل

الاحتلال الإسرائيلي يجد نفسه أمام أزمات متفاقمة، حيث تُثار نقاشات واسعة حول فشل نتنياهو وقادته العسكريين. وقد وصف الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، هذه المعركة بأنها “دقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال”.

وأكد أن معركة “طوفان الأقصى” التي بدأت من غزة، غيرت وجه المنطقة، وأجبرت الاحتلال على اللجوء إلى وساطات دولية. وأشار إلى أن المقاومة قاتلت ببسالة في ظروف صعبة، بينما اعتمد الاحتلال على أساليب همجية تستهدف المدنيين بلا وازع.


صفقة تبادل الأسرى.. صفحة جديدة في الصراع

عملية تبادل الأسرى شملت الإفراج عن 90 فلسطينيًا، منهم نساء وأطفال، مقابل ثلاث أسيرات إسرائيليات. ومن بين المفرج عنهم شخصيات بارزة مثل خالد جرار وعبلة سعدات. وقد تمت العملية برعاية الصليب الأحمر الدولي، الذي أشرف على نقل الأسيرات الإسرائيليات إلى الجانب الآخر.


رسائل المقاومة للعالم

أكدت كتائب القسام أن صمود الشعب الفلسطيني والتضحيات التي قُدمت خلال 471 يومًا لن تذهب سدى. وبهذا المشهد الذي تكرر في ساحة السرايا، أثبتت المقاومة أنها ركيزة النضال الفلسطيني، وأنها قادرة على قلب الموازين وفرض معادلات جديدة في الصراع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.