خبير استراتيجي: المقاومة الفلسطينية قادرة على مواجهة تهديدات ترامب ومماطلة نتنياهو 

كتب -هاني حسبو 

أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، صلاح العواودة، أن اتفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار كان هشًا منذ البداية، لكنه أشار إلى أن المقاومة تراهن على الضغوط المتزايدة داخل الكيان الإسرائيلي خاصة عائلات الاسرى لإجبار نتنياهو وترامب على استئناف الاتفاق.

وأوضح العواودة، في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام، أن الاتفاق جاء نتيجة ضغوط داخلية وخارجية على الطرفين، إلا أن الاحتلال كان يشعر بالفشل منذ اليوم الأول بعد استعراض قوة المقاومة. ومع تصاعد الضغوط الداخلية، بما في ذلك استقالة إيتمار بن غفير وتهديدات بتسلئيل سموتريتش، حاول نتنياهو التملص من الاتفاق عبر تأخير عودة المستوطنين للشمال، وتعطيل الإفراج عن الأسرى، وعرقلة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وأشار العواودة إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة أظهرت بوضوح نواياه تجاه المقاومة وقطاع غزة، وهو ما أكده نتنياهو في خطابه الأخير عندما تعهد بالعودة للحرب لتحقيق أهداف لم يتمكن من تحقيقها سابقًا.

تهديدات ترامب

من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتعين على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة بحلول ظهر يوم السبت وإلا فإنه سيقترح إلغاء وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة ويسمح “لأبواب الجحيم بأن تنفتح على مصراعيها”.

وذكر ترامب أن إسرائيل قد ترغب في عدم الأخذ برأيه في هذه المسألة وقال إنه قد يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لكن في جلسة موسعة مع الصحفيين في المكتب البيضاوي، عبر ترامب عن خيبة أمله من حالة المجموعة الأخيرة من الرهائن الذين أفرجت عنهم حماس وإعلان الحركة أنها ستوقف عمليات إطلاق سراح الرهائن الأخرى.

وقال ترامب “من ناحيتي، إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت، وأعتقد أنه وقت مناسب.. فسأقول، ألغوا الأمر وستنهار كل الرهانات ولتنفتح أبواب الجحيم على مصراعيها. أقول إنه يجب إعادتهم بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت”.

وقال إنه يريد إطلاق سراح الرهائن بشكل جماعي، وليس عددا قليلا منهم في كل مرة. وأضاف “نريد عودتهم جميعا”.

إعادة ضبط المشهد السياسي والتفاوضي

يرى العواودة أن المشهد الإقليمي يتطلب إعادة ضبط للتوجهات السياسية، خاصة في ظل الحديث عن تهجير سكان غزة، والضغوط المتزايدة على مصر، وتطورات الموقف العربي، بما في ذلك السعودية.

وأضاف: “الوسطاء، مثل مصر وقطر، قد يكونون بحاجة إلى مراجعة مواقفهم، خاصة مع تصاعد الممارسات الإسرائيلية وتصريحات ترامب ونتنياهو المعادية للاتفاق”. وشدد على أن المقاومة ليست لديها قيود دبلوماسية مثل بعض الأنظمة العربية، مما يمنحها فرصة أكبر للتعبير عن رفضها الصريح للمخططات الإسرائيلية.

المقاومة تفرض شروطها: لا تسليم للأسرى دون التزام الاحتلال بالاتفاق

في خطوة تعكس موقفًا حازمًا من المقاومة، أعلن المتحدث العسكري باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، يوم الاثنين، تأجيل تسليم أسرى الاحتلال الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل، وذلك ردًا على انتهاكات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

مكاسب المقاومة 

يتجه المشهد السياسي والميداني في غزة نحو مزيد من التعقيد، مع استمرار المقاومة في فرض شروطها وعدم تقديم تنازلات دون التزام الاحتلال ببنود الاتفاق. وفي ظل الضغوط الداخلية على نتنياهو، يبدو أن المقاومة قادرة على تحقيق مكاسب سياسية جديدة وإعادة ضبط توازن القوى في المفاوضات الجارية.