الأزهر يرفض تكرار ربط الهجرة بالجريمة في إسبانيا ويؤكد بطلان هذه الادعاءات بالإحصائيات

✍ كتب – محمد السيد راشد
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف رفضه للادعاءات المتكررة التي يروجها حزب “فوكس” اليميني في إسبانيا بشأن العلاقة بين الهجرة والجريمة، مشددًا على أن هذا الخطاب لا يستند إلى أدلة علمية أو إحصائية، بل يهدف إلى تأجيج المخاوف وتعزيز الانقسامات داخل المجتمع الإسباني.
Table of Contents
Toggleإدعاءات حزب “فوكس” والرد بالإحصائيات الرسمية
كرر النائب البرلماني عن حزب “فوكس” في قرطبة خوسيه راميريث ديل ريو خلال زيارة لمدينة “مونتيّا”، ادعاءه بأن ارتفاع معدلات الجريمة مرتبط بـ”التدفق الهائل للمهاجرين غير الشرعيين”. إلا أن البيانات الرسمية الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء ووزارة الداخلية الإسبانية تفند هذه المزاعم، حيث تؤكد أن الغالبية العظمى من الجرائم المسجلة في إسبانيا عام 2023 ارتكبها مواطنون إسبان.
أرقام تكشف زيف الادعاءات
وفقًا للإحصائيات الرسمية:
- 73% من إجمالي مرتكبي الجرائم في إسبانيا عام 2023 كانوا من المواطنين الإسبان.
- شكل الإسبان 70.6% من مرتكبي جرائم القتل و80% من جرائم القتل غير العمد.
- في الاعتداءات الجسدية، كان 70.6% من المتهمين مواطنين إسبان.
- ثلاثة من كل أربعة جرائم في إسبانيا ارتكبها مواطنون إسبان، بينما شكل الأجانب 25% فقط من الجناة.
دراسات علمية تدحض مزاعم حزب “فوكس”
أكد باحثون في علم الاجتماع والجريمة أن ارتفاع معدلات الجريمة مرتبط بشكل أساسي بـ الفقر والتهميش الاجتماعي وليس بالجنسية. وأوضحت الدكتورة إليسا جارثيا أن الدراسات العلمية أثبتت أن معدلات الجريمة بين المهاجرين أقل من السكان المحليين، مما يدحض الادعاءات التي تربط الهجرة بالجريمة.
إدانة رسمية لخطاب حزب “فوكس”
انتقد خوان مانويل مورينو بونيّا، رئيس حكومة “أندلُثيّا”، الخطاب التحريضي لحزب “فوكس”، واصفًا إياه بـ “الهراء المطلق”، وأكد أن الإحصائيات تشير إلى أن الجرائم المرتكبة من قبل المهاجرين في الإقليم لا تتجاوز 7%، ومعظمهم من مواطني دول أوروبية أخرى.
مرصد الأزهر يحذر من خطابات الكراهية
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن الربط بين الهجرة والجريمة خطاب سياسي مضلل، يسعى إلى تشويه صورة المهاجرين والإسلام، مشيرًا إلى أن الدراسات العلمية والإحصائيات الرسمية تؤكد أن الفقر والتهميش هما المحركان الأساسيان للجريمة، وليس الأصل أو الجنسية.
وشدد المرصد على أهمية مواجهة المفاهيم الخاطئة وتعزيز التعايش السلمي داخل المجتمعات، بدلًا من نشر أفكار مغلوطة تغذي خطاب الكراهية والتمييز.