جوتيريش: تدفّق الأسلحة إلى السودان “يجب أن يتوقف”
نزوح جماعى من قرى غرب "الفاشر" شمال دارفور بسبب ميليشيا الدعم السريع

كتبت : د.هيام الإبس
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، إلى وقف تدفّق الأسلحة إلى السودان، مشيراً إلى “أزمة إنسانية غير مسبوقة فى القارة الأفريقية”.
جاء ذلك فى المؤتمر الإنسانى رفيع المستوى لشعب السودان اليوم الذى عقد فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا – مقر الاتحاد الأفريقى.
وقال جوتيريش، على هامش قمة الاتحاد الأفريقى “يجب حماية المدنيين وتسهيل الوصول الإنسانى الآمن ووقف تدفّق الأسلحة”، وأعلن إن الوقت قد حان لكى يظهر المجتمع الدولى للشعب السودانى فى محنته، نفس مستوى الدعم الذى أظهره السودانيين لجيرانهم فى الماضى. وأضاف: “يجب أن نبذل المزيد – ونبذل المزيد الآن – لمساعدة شعب السودان على الخروج من هذا الكابوس”.
وأشاد جوتيريش بكرم الشعب السودانى فى دعم النازحين داخلياً إلى جانب اللاجئين من المنطقة، بما فى ذلك أولئك من إريتريا وتشاد وجنوب السودان وحتى إثيوبيا فى لحظات معينة. وقال للحاضرين إن تعهداتهم اليوم “ستكون تعبيراً عن هذا الدعم”.
وأشار الأمين العام إلى أن منظومة الأمم المتحدة ستطلق خطتيها للسودان – للاستجابة الإنسانية ولللاجئين – لعام 2025، واللتين تتطلبان 6 مليارات دولار لدعم نحو 26 مليون شخص داخل وخارج الحدود السودانية. وقال: “إن هذين النداءين اللذين تم تنسيقهما من قبل الأمم المتحدة يتجاوزان بكثير أى نداءات أطلقناها للسودان والمنطقة، ويمثلان الأبعاد غير المسبوقة للاحتياجات التى نواجهها”، وقال إن السودان فى قبضة أزمة “مذهلة الحجم والوحشية”، وهى تنتشر بشكل متزايد إلى المنطقة الأوسع، وتتطلب اهتماماً مستداماً وعاجلاً من الاتحاد الأفريقى والمجتمع الدولى الأوسع.
وأضاف جوتيريش، إن الشعب السودانى يريد وقف إطلاق النار الفورى وحماية المدنيين، مضيفاً أن مبعوثه الشخصى، رمطان لعمامرة، يتواصل مع الأطراف المتحاربة بشأن سبل ملموسة لتعزيز هذين الهدفين، بما فى ذلك من خلال التنفيذ الكامل لإعلان جدة.
وقال: “إن شهر رمضان المبارك على الأبواب. وفى هذا الوقت المبارك من أجل السلام والرحمة والعطاء والتضامن، أحثكم جميعاً على استخدام نفوذكم الهائل من أجل الخير. ادعموا بسخاء الاستجابة الإنسانية واضغطوا من أجل احترام القانون الدولى، ووقف الأعمال العدائية، والمساعدات المنقذة للحياة، والسلام الدائم الذى يحتاجه شعب السودان بشدة”.
فى الأثناء، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، إن قوات الدعم السريع أحرقت أغلب القرى الواقعة غرب المدينة، واضطر آلاف المواطنين إلى النزوح للمناطق الآمنة نسبياً، فيما تعيش الشوارع والأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش تهدئة مؤقتة .
وأكدت لجان مقاومة الفاشر، اليوم الجمعة هدوء الأوضاع داخل المدينة وحولها، بينما تستمر موجات النزوح من قرى تقع من الناحية الغربية بعد أن أضرمت قوات الدعم السريع ومجموعات متحالفة معها النار فى المنازل والأسواق.
ونوهت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، إلى أن الوضع الإنسانى في المدينة يشهد تدهوراً كبيراً بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية، والنقص الحاد فى المعينات الطبية وشح الأدوية.
وأطلقت لجان مقاومة الفاشر مناشدة للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، بالتحرك العاجل ومساعدة المواطنين للحصول على الاحتياجات الضرورية.
وكانت السلطات الأمنية سمحت بعمل نقاط تزويد الإنترنت “ستار لينك” لساعتين فى الفترة الصباحية، للسماح للمواطنين بالتواصل مع ذويهم وإجراء التعاملات المصرفية الإلكترونية.
وتتعرض الفاشر إلى هجوم متواتر من قوات الدعم السريع منذ أشهر طويلة، فيما حشدت القوات المسلحة والمشتركة آلاف الجنود المشاة فى المدينة، وتمكنت من الحفاظ على مقر الفرقة السادسة مشاة وأجزاء واسعة من الأحياء السكنية والسوق الرئيس.
ودرج مواطنو الفاشر على سماع أصوات المدافع بين الحين والآخر، وتقول القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش إنها تمكنت من صد ما يزيد عن 180 هجوماً لقوات حميدتى على المدينة.
وهاجمت قوات الدعم السريع معسكر زمزم الذى يقطن فيه نحو نصف مليون شخص، يومى الإثنين والثلاثاء الماضيين على التوالى، وقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، كما أدى الهجوم إلى احتراق سوق ومتاجر المعسكر وقُدرت الخسائر بملايين الدولارات.
واشترط قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، فك الحصار عن الفاشر وتجميع مقاتلى الدعم السريع فى معسكرات لتسريح هذه القوات لإيقاف الحرب فى السودان.
