تروبانوف  : أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ

الكسندر تروبانوف: أنكم لستم فقط أصحاب الأرض بل أصحاب المبدأ والقضية العادلة

أعده للنشر / وليد على 

في رسالة مؤثرة، عبّر الأسير الإسرائيلي الروسي  المحرر الكسندر تروبانوف عن امتنانه ودهشته من المعاملة التي تلقاها خلال فترة أسره في غزة، مؤكدًا أن التجربة التي عاشها غيرت نظرته تمامًا للحقيقة والصراع القائم.

يذكر أن الإسرائيلي الروسي  المحرر الكسندر تروبانوف  كان أسيرا لدى”سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد” في فلسطين .

كلمات تروبانوف بعد الإفراج عنه

قال تروبانوف في رسالته:
“جميلكم محفور في وجداني، فخلال 498 يومًا عشتها بينكم، تعلمت معنى الرجولة الحقّة، والبطولة الخالصة، واحترام الإنسانية والقيم، رغم ما تعرضتم له من عدوان وإجرام.”

وأضاف:
“كنتم أنتم المحاصرون الأحرار، وأنا الأسير وأنتم الحراس على حياتي، اعتنيتم بي كأب رؤوف بأبنائه، حفظتم علي صحتي وكرامتي وأناقتي، ولم تسمحوا للجوع أو الذل أن يمسّني، رغم أنني كنت في قبضة رجال يقاتلون لأجل أرضهم وحقهم المسلوب تقاتلهم حكومة بلادي التي تمارس أبشع إبادة بحق شعب محاصَر.”

دهشة من المعاملة الإنسانية

أبدى تروبانوف اندهاشه من مستوى الإنسانية والرحمة التي لقيها رغم ظروف الحرب، قائلًا:
“لم أكن أعرف معنى الرجولة حتى رأيتها في أعينكم، ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشتها بينكم، حيث كنتم تواجهون الموت بابتسامة، وتقاومون بأجسادكم العارية عدوًا يملك كل أدوات القتل والدمار.”

وتابع:
“أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية، وتتهاوى بجانبه كل بروتوكولات التعامل مع الأعداء! لقد طبقتم العدالة والرحمة في أصعب اللحظات، ليس بشعارات زائفة، بل بواقع عشناه، والتزمتم بمبادئكم حتى في أحلك الظروف.”

إقرار بعدالة القضية

في نهاية رسالته، عبّر تروبانوف عن تحوله الفكري نتيجة تجربته، قائلًا:
“صدقوني، لو كُتب لي أن أعود إلى هنا يومًا، فلن أعود إلا مقاتلًا في صفوفكم، لأنني عرفت الحق بأهله، وأدركت أنكم لستم فقط أصحاب الأرض، بل أصحاب المبدأ والقضية العادلة.”

مختارة من صفحة الكاتب الصحفي السيد طه 

مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا