احدث الاخبارالسودان

الخارجية السودانية: قوات الدعم السريع تقتل 433 مدنيًا في القطينة بولاية النيل الأبيض

بقلم: د. هيام الإبس

مجزرة في القطينة تهز السودان

أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة مروعة في قرى ومدينة القطينة بولاية النيل الأبيض خلال اليومين الماضيين، ما أسفر عن مقتل 433 مدنيًا، بينهم أطفال رُضّع.

ووفقًا لشهادات محلية، فإن القوات هاجمت المدينة بدراجات نارية وأطلقت النار عشوائيًا على المدنيين في الطرقات وداخل منازلهم، كما منعت الأهالي من الفرار، مما أجبر العديد منهم على الفرار عبر النيل، حيث لقي البعض مصرعهم غرقًا. كما وثقت تقارير حالات اغتصاب وانتهاكات جسيمة.

إدانة رسمية ودعوات للمحاسبة

في بيانها، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن كل من يدعم قوات الدعم السريع أو يوقع ميثاقًا سياسيًا معها يعد شريكًا في جرائمها. وأشارت إلى أن هذه المجزرة تعد من أبشع الفظائع المرتكبة بعد مجازر الجنينة، أردمتا، ود النورة، جلقني، الهلالية، السريحة، تمبول، ومعسكر زمزم وقرى شمال دارفور.

وجددت الوزارة دعوتها إلى تحرك دولي عاجل ضد قوات الدعم السريع، مؤكدة أن جرائمها تفوق ما ارتكبته الجماعات الإرهابية المعروفة عالميًا.

تداعيات إقليمية للحرب في السودان

الأمم المتحدة تحذر من خطر عدم الاستقرار الإقليمي

حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 قد تدفع الدول المجاورة إلى حافة عدم الاستقرار. وأشار توم فليتشر، منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، إلى أن الأزمة تتجاوز السودان وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها لعقود قادمة.

كما أطلقت المنظمة نداءً دوليًا لتوفير 6 مليارات دولار لدعم اللاجئين والنازحين السودانيين، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 3 ملايين سوداني فروا إلى الدول المجاورة، مما يزيد من الضغط على الموارد المحدودة في هذه البلدان.

تصاعد التوترات الأمنية في جنوب السودان وتشاد

امتدت تداعيات الحرب إلى جنوب السودان، حيث اجتاحت موجة غضب واسعة عددًا من المدن احتجاجًا على مقتل عشرات المواطنين الجنوبيين في ولاية الجزيرة بوسط السودان. وأدى ذلك إلى اضطرابات عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 لاجئًا سودانيًا في جنوب السودان.

أما في تشاد، فقد تبادلت الحكومة السودانية ونظيرتها التشادية الاتهامات بدعم جماعات مسلحة. وفي نوفمبر الماضي، اتهمت تشاد السودان بتمويل وتسليح جماعات تهدف إلى زعزعة استقرارها، بينما استقبلت أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوداني رغم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن ذلك.

الأزمة الاقتصادية تضرب دول الجوار

مع استمرار الحرب، انهارت الصادرات السودانية إلى الدول المجاورة، ما أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة. وتعتمد كل من جنوب السودان، تشاد، وإفريقيا الوسطى على السلع السودانية مثل السكر والدقيق وزيوت الطعام.

كما أن إثيوبيا وتشاد يعتمدان بشكل كبير على الموانئ السودانية لتجارتهم الخارجية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم في هذه الدول.

وفي هذا السياق، أوضح محمد شيخون، أستاذ الاقتصاد في الجامعات السودانية، أن الحرب دمرت معظم البنية الصناعية وأوقفت الإنتاج والصادرات تمامًا، مما أثر سلبًا على اقتصادات الدول المجاورة.

أزمة غير مسبوقة

مع تصاعد العنف واستمرار الحرب، يواجه السودان أزمة غير مسبوقة تمتد تداعياتها إلى القرن الإفريقي بأكمله، ما يتطلب تحركًا دوليًا سريعًا لمنع مزيد من الكوارث الإنسانية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.