الكاتب الصحفي الكبير صالح إبراهيم يكتب : خدعوك فقالوا إنها القمة ١٢٩! ..أداء بارد ..ولغز كبير

**احتشد استاد القاهرة بجماهير الأهلي والزمالك، رغم الموجة الباردة، ملأوا جنبات الاستاد قبل موعد اللقاء (القمة ١٢٩) مع قرب وداع المرحلة الأولى من الدوري الساخن، جاءوا من كل مكان يعبرون عن حبهم، كل لناديه بالعبارات المحفزة وأهازيج التشجيع، آملين في فوز يتحقق للأحمر أو الأبيض وفي كل الأحوال، توقعوا مع الصفقات الجديدة للفريقين أداءا أفضل وفيضا من فنون وجنون الساحرة المستديرة، لكنهم -للأسف- اشتروا التروماي كما فعل إسماعيل يس وزينات صدقي حيث جاء الأداء باردا ومملا على مدى الشوط الاول بالكامل، وأصبح من الصعب أن يصدق أحد من الحاضرين بالاستاد أو المشاهدين في المقاهي والبيوت أن المباراة تخص أكبر وأعرق ناديين في مصر وإفريقيا وتعود الجميع على أن يطلقوا عليها لقب القمة المتداول منذ لقائهم الأول، ليصل اليوم إلى الرقم ١٢٩.
**نشطت المباراة قليلا في شوطها الثاني ومع تذكر كولر ما لديه من أوراق رابحة على دكة البدلاء، فاستعان ببن شرقي و كريم الدبيس في الدقيقة ٦٠ وبعدها بقليل في الدقيقة ٧٢ كان بن شرقي عند حسن الظن ووقع على أوراق اعتماده لدى جماهير الأهلي ، قادما من الزمالك عبر الخطوط القطرية، وسجل هدفا جميلا أيقظ الجماهير بدعم من السلوفيني جارديشار وهكذا عم الدفء جنبات الاستاد على البساط الأخضر ومقاعد الجماهير ووصلت السخونة إلى لاعبي الزمالك بدرجة تقترب من لهيب الحماس بقليل من الغيرة من المغربي بن تايك الذي استثمر كرة رائعة من عمر جابر.
ووجد أمامه الدفاع مفتوحة فلعبها بنكهة مغربية،تخطت الشناوي والدفاع ومسجلا في الدقيقة ٨٤ هدف التعادل للأبيض (الأسود في هذه المباراة) أربكت فيما يبدو حساب المدربين فلم يحسنوا التغيير وفاق الأبيض ليقترب من تسجيل هدف الخطف القاتل قبيل نهاية المباراة، لكن السماء كانت رحيمة بالشناوي وكولر وأيضا الجماهير الذين خرجوا حبايب في القمة ١٢٩ وأصبحت الحقيقة ذات جانبين: كل منهما يعتقد أنه الأفضل في المباراة ويبحث في ذلك عن دليل.
**أما اللغز الكبير-بالنسبة لي كأهلاوي- يتعلق بالخواجة كولر الذي طالما اشتكى في مؤتمراته الصحفية من حاجتة للاعبين في مراكز حساسة وبنفس قوة الأساسيين وعندما استجابت له الإدارة ودعمه الكابتن الخطيب رئيس النادي-شفاه الله وعافاه- فوجئنا به يختار البدء بنفس تشكيل مباراة الإسماعيلي تقريبا، ظنا منه أن الرباعية التي سجلها الأهلي في مرمى الدروايش يمكن تكرارها في مرمى الأبيض في ظل ما انتشر من أنباء عن إصابات وخلافات وتراجعات داخل قائمة الفن والهندسة ولم يلتفت كولر إلى الحسابات الأخري التي تميز لقاءات القمة ( مهما كان ترتيب الفريقين في جدول الدوري)كما ان حالة الإسماعيلي ومعاناته القاسية للبقاء في دوري الأضواء منذ عدة مواسم لا تقارن أبدا بواقع الحال في الزمالك الشقيق والرصيد الحماسي التاريخي لكل من أنصار و أجهزة الناديين وما ترسخ في عقول الأجيال عن صدارة وجدارة متوقعة في لقاءاتهما معا.
**لقد سقط كولر فريسة للوهم والخديعة وعليه أن يتعلم من هذا الدرس الكبير.
الكاتب الصحفي الكبير صالح إبراهيم
مدير تحرير أول لجريدة الجمهورية