وزير الخارجية :رفع تجميد نشاط السودان مرهون بتشكيل حكومة مدنية مستقلة

كتبت: د. هيام الإبس
أكد وزير الخارجية السوداني، السفير علي يوسف، أن رفع تجميد نشاط السودان يتطلب تشكيل حكومة مدنية من الكفاءات الوطنية المستقلة، يرأسها رئيس وزراء مدني يحظى بدعم القوى الوطنية.
المشاورات مستمرة لتشكيل الحكومة
وأوضح السفير علي يوسف أن الجهود متواصلة لتشكيل حكومة كفاءات وطنية لقيادة المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن هناك مشاورات تُجرى حاليًا لإطلاق عملية سياسية شاملة لا تستثني أحدًا.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قد أعلن في 8 فبراير الماضي عزمه تشكيل حكومة انتقالية، مشيرًا إلى أنها ستكون إما “حكومة تصريف أعمال” أو “حكومة حرب”، وستتكون من كفاءات وطنية مستقلة.
رفض الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع
من جهة أخرى، قلل وزير الخارجية السوداني من أهمية تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، معتبرًا أن رفض مجلس السلم والأمن الإفريقي لهذه الحكومة يُمثل موقفًا واضحًا وقويًا، كما يعكس رفض السودان التام لهذا الكيان وإدانته لمواقف كينيا.
وفي مارس الجاري، أعلن مجلس السلم والأمن الإفريقي عدم اعترافه بأي حكومة موازية في السودان، داعيًا الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي كيان يسعى لتقسيم السودان أو حكم جزء من أراضيه.
التصعيد السوداني ضد كينيا ووقف الاستيراد
في سياق متصل، أعلنت الحكومة السودانية، الخميس 13 مارس، وقف استيراد جميع المنتجات الواردة من كينيا، ردًا على استضافة نيروبي لمؤتمر نظمته قوات الدعم السريع وحلفاؤها.
وأصدر وزير التجارة السوداني، عمر أحمد محمد علي، في 14 مارس قرارًا بوقف استيراد كافة المنتجات الكينية عبر جميع المنافذ السودانية، حتى إشعار آخر. وأوضح القرار أن هذا الإجراء جاء ردًا على رعاية كينيا لأنشطة قوات الدعم السريع واجتماعاتها.
انعكاسات اقتصادية لحظر الواردات الكينية
تبلغ قيمة الواردات السودانية من كينيا نحو 72 مليون دولار، منها 45 مليون دولار تمثل واردات الشاي الكيني الذي يعتمد عليه السودان. وقد أثار قرار الحظر موجة غضب بين المصدرين الكينيين، الذين طالبوا الحكومة الكينية بالتدخل دبلوماسيًا لإنقاذ الشحنات العالقة والتفاوض على مهلة شهر لتفادي خسائر بمليارات الدولارات.
التوتر بين السودان وكينيا
منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، شهدت العلاقات بين الخرطوم ونيروبي توترًا متزايدًا. وتصاعدت حدة الأزمة بعد توقيع قوات الدعم السريع وكيانات سياسية وعسكرية ميثاقًا في 22 فبراير في نيروبي لتشكيل حكومة موازية، مما دفع السودان إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد كينيا.
في المقابل، بررت كينيا استضافتها للمجموعات السودانية بأنها تأتي في إطار سعيها لحل الأزمة السودانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.