جنوب السودان: وضع نائب الرئيس ريك مشار ووزيرة الداخلية قيد الإقامة الجبرية

كتبت: د. هيام الإبس

أعلنت الحركة الشعبية المعارضة في دولة جنوب السودان عن وضع رئيس الحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية، ريك مشار، قيد الإقامة الجبرية بأوامر من الرئيس سلفا كير ميارديت. كما أفادت بأن وزيرة الداخلية أنجلينا تينج خضعت لنفس الإجراء، مع اعتقال جميع مرافقي نائب الرئيس ونقلهم إلى أماكن منفصلة.

تصاعد التوترات في جنوب السودان

تشهد جنوب السودان اضطرابات أمنية متزايدة، تنذر باندلاع حرب أهلية جديدة، وذلك بعد مقتل قائد الجيش في منطقة ناصر بولاية أعالي النيل على يد عناصر يُعتقد أنها تابعة لقوات الجيش الأبيض، التي تتهم بتبعيتها للحركة الشعبية المعارضة بقيادة ريك مشار.

وكانت السلطات في جنوب السودان قد نفذت حملة اعتقالات في صفوف قيادات الحركة الشعبية المعارضة في أوائل مارس الجاري، عقب اشتباكات عنيفة في مدينة ناصر بين الجيش الرسمي وقوات الجيش الأبيض.

انهيار اتفاق السلام

أكدت الحركة الشعبية المعارضة أن احتجاز ريك مشار يعد تهديدًا مباشرًا لاتفاق السلام المعاد تنشيطه بين الحكومة والمعارضة، حيث جاء في بيانها:

“باعتقال الدكتور ريك مشار، تم فعليًا إلغاء اتفاق السلام المنشط. إن الهجمات المستمرة على مواقعنا تشكل انتهاكًا خطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الدائم واتفاق وقف الأعمال العدائية لعام 2017.”

كما دعت الحركة المجتمع الدولي، بما في ذلك الإيجاد، الاتحاد الإفريقي، مجلس الأمن، والأمم المتحدة، إلى التدخل العاجل لضمان تنفيذ اتفاقية السلام والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين.

دعوات للهدوء وتحذيرات من التصعيد

ناشدت الحركة الشعبية المعارضة أعضاءها والشعب بالتحلي بالصبر والهدوء، وسط الجهود الدبلوماسية الجارية لضمان إطلاق سراح النائب الأول لرئيس الجمهورية.

من جهته، أدان حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان (حزب المؤتمر الوطني)، ما وصفه بـ الانتهاك الصارخ للدستور واتفاقية السلام، مؤكداً أن حراس مشار تم نزع سلاحهم، وتسليمه مذكرة اعتقال بتهم غير واضحة، مع محاولات لنقله إلى مكان غير معلوم.

تصاعد المواجهات العسكرية

أفادت الأمم المتحدة بوقوع اشتباكات خلال الـ24 ساعة الماضية بين القوات الموالية لكل من ريك مشار وسلفا كير خارج العاصمة جوبا، بعد أسابيع من التوترات الناجمة عن قتال في شمال شرق البلاد بين القوات الحكومية وميليشيات كانت تاريخياً قريبة من مشار.

خلفية النزاع

اندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان بين عامي 2013-2018، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص في الدولة التي نالت استقلالها عن السودان في عام 2011. وتم توقيع اتفاق سلام في 2018، لكن التوترات بين الفرقاء السياسيين لم تهدأ، مما يثير مخاوف من اندلاع موجة جديدة من العنف.