متحدث منسقية النازحين: الوضع بالفاشر بلغ الانهيار الكامل وحياة المدنيين في خطر داهم

Table of Contents
Toggleدعوات عاجلة لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية
كتبت: د. هيام الإبس
طالبت منسقية النازحين واللاجئين بإقليم دارفور طرفي النزاع في السودان بوقف فوري لإطلاق النار في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك لإنقاذ أرواح ملايين المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ويعيش سكان المدينة ومعسكرات النازحين، خصوصاً زمزم وأبو شوك، أوضاعاً إنسانية مأساوية بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ 15 مايو 2024، وسط تصعيد غير مسبوق في حدة القتال وغياب كامل لأي ممرات إنسانية.
أرقام صادمة وأسعار خيالية تحت الحصار
أكد آدم رجال، الناطق باسم منسقية النازحين، أن الأوضاع بلغت مرحلة الانهيار الكامل، وأن حياة السكان أصبحت في خطر داهم، مشيراً إلى أن المواطنين يعيشون تحت القصف المدفعي وصواريخ الطائرات، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وارتفاع خيالي في الأسعار، حيث بلغ سعر برميل المياه 12 ألف جنيه سوداني، وصابونة الغسيل 8 آلاف جنيه، وكيس الملح 7 آلاف جنيه.
وأضاف أن التجار استغلوا الأزمة في ظل الانفلات الأمني، محملاً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مسؤوليتهم تجاه الكارثة الجارية، ومناشداً أصحاب الضمائر الحية في العالم التحرك العاجل لإنقاذ الأبرياء.
أمم المتحدة: هجمات الدعم السريع غير مقبولة ويجب وقفها فوراً
في تطور خطير، أعربت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، عن صدمتها وقلقها البالغ إزاء الهجمات البرية والجوية التي شنتها قوات الدعم السريع على معسكري زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر في 11 أبريل 2025، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص بينهم 20 طفلاً، ومصرع 9 من العاملين في المجال الإنساني، بينهم موظفون في منظمة دولية.
وأكدت سلامي أن هذه الهجمات تمثل تصعيداً مميتاً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، مطالبة بوقفها فوراً، تماشياً مع قرار مجلس الأمن رقم 2736 الذي يشدد على حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
دعوات لتوفير ممرات آمنة وإجلاء المدنيين
في سياق متصل، رفضت الإدارة العليا لمعسكر زمزم وقادة القوة المشتركة مقترحاً من حركتي تحرير السودان (المجلس الانتقالي وقوى تحرير السودان) لتوفير ممرات آمنة للمدنيين إلى مناطق سيطرتهم، وسط مخاوف من استغلال الوضع لمكاسب سياسية أو عسكرية.
وتؤوي معسكرات زمزم وأبو شوك أكثر من 700 ألف نازح يعيشون في ظروف إنسانية متدهورة نتيجة تكرار موجات النزوح وانعدام الأمن.
مساعدات أوروبية جديدة لأزمة السودان واللاجئين
بالتوازي مع الأحداث الميدانية، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تخصيص أكثر من 280 مليون يورو كمساعدات إنسانية للسودان والدول المجاورة، منها 160 مليون يورو مخصصة لدعم المتضررين داخل السودان، خاصة في المناطق التي تعاني من المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.
وشملت المساعدات خدمات الرعاية الصحية، التغذية، المياه والصرف الصحي، التعليم، المأوى والحماية. كما خُصص مبلغ 48 مليون يورو للاجئين في مصر وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.
وأكدت حاجة لحبيب، المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية، أن استمرار النزاع يفاقم الأزمة في المنطقة بأسرها، مشيرة إلى أن تصاعد القتال قد يؤدي إلى موجات لجوء جديدة نحو تشاد.
واقع مأساوي يهدد الملايين
بحسب الأمم المتحدة، يعاني أكثر من 24.6 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويواجه 8.5 مليون شخص حالة طوارئ أو شبه مجاعة، في وقت تستعد فيه البلاد لموسم الجفاف، ما ينذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق.
وتُعد مدينة الفاشر حالياً من أكثر المناطق تضرراً، حيث يتعرض سكانها للقتل والمرض والجوع، وسط غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية، ورفض مستمر لتأمين ممرات إغاثة آمنة.