الأزهر يرد على الهلالي ببيان من 12 نقطة: نصوص الميراث قطعية لا تقبل التغيير

كتب / محمد السيد راشد موسى
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا حاسمًا ردًّا على ما أثاره الدكتور سعد الدين الهلالي بشأن الميراث وتفسير بعض آيات القرآن، مؤكدًا أن نصوص المواريث في الإسلام قطعية الثبوت والدلالة، لا تقبل الاجتهاد أو التغيير، ومشدِّدًا على أن هذه الدعوات تمثل خطرًا على الفكر الديني والمجتمعي.
رفض للتأويلات الفردية والفتاوى الإعلامية
أكد المركز أن الدعوة لصنع “تدين شخصي” أو “قانون فردي” ما هي إلا افتئات على الشرع وعلى ولي الأمر، تمثل شكلًا من أشكال إعادة إنتاج الفكر التكفيري المتطرف. وأوضح أن تجديد علوم الإسلام ليس ميدانه شاشات التلفاز أو النقاشات العامة بين غير المتخصصين.
صدمة الجمهور والتشكيك في الدين جريمة فكرية
أشار البيان إلى أن صدمة الجمهور باستدلالات مغلوطة على تحليل الحرام أو تحريم الحلال تمثل “جريمة فكرية”، محذرًا من أن هذه المنهجية تسهم في زعزعة الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي، وتغذي روافد الانحراف والتطرف.
تفسير “أولي الأمر” بالشعب… شذوذ فكري
انتقد المركز تفسير بعض الأكاديميين لآية {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} باعتبار “الشعب” هو صاحب السلطة العليا في التشريع، معتبرًا ذلك دعوة للتجرؤ على أحكام الشريعة، وتجاوزًا للدستور والقانون المصري، بل وإعادة إنتاج لفكر التكفيريين في تفسير النصوص الدينية.
لا تعارض بين الفقه والدستور
أكد البيان أنه لا يوجد تعارض بين الفقه الإسلامي والدستور المصري، حيث إن معظم مواد القانون مستمدة من الشريعة الإسلامية، وأن الادعاء بوجود تعارض يُعد من الأدوات التي استخدمها المتطرفون لتبرير العنف والتكفير.
خطر الفكر الفرداني والفوضى التشريعية
هاجم المركز الفكرة الفردانية التي تروج لحرية كل فرد في اختيار قوانينه وتفسيراته للدين، معتبرًا أنها تؤدي إلى فوضى مجتمعية تهدد الاستقرار الوطني.
الطعن في أحكام الشريعة بحجة حقوق المرأة
رفض البيان استخدام لافتات “حقوق المرأة” كذريعة للطعن في أحكام الميراث، مؤكدًا أن أحكام المواريث عادلة ومتوازنة، وترتبط بتشريعات أخرى كقضايا النفقة والواجبات المالية، وأن تصوير الدين كعدو للمرأة هو حيلة مغرضة تستهدف إقصاء الدين واستيراد أفكار دخيلة.
المواريث: نصوص قطعية لا تقبل الجدل
شدد المركز على أن علم الميراث نصوصه قطعية ومحكمة راسخة، تولى الله تعالى بنفسه تفصيلها في القرآن، لما لها من أهمية كبرى في منع النزاع والحفاظ على الحقوق، موضحًا أن إجماع الصحابة والعلماء في كل العصور كان على عدم جواز الاجتهاد في نصوصها.
التجديد الديني مسؤولية العلماء فقط
أكد الأزهر أن تجديد الفكر الإسلامي مهنة دقيقة لا يملكها إلا العلماء الراسخون، في المؤسسات العلمية، وليس بين هواة التأويل أو عبر الإعلام، محذرًا من اتجاهين متطرفين: أحدهما يرفض التجديد تمامًا، والآخر يسعى إلى تبديد الشريعة.
دعوات عزل الشريعة… خطر على الأمة
أوضح البيان أن الدعوة الدائمة لعزل أحكام الشريعة بزعم أنها لا تناسب العصر هدفها فصل الدين عن حياة الناس، ما يؤدي إلى الانحراف الفكري والتطرف.
ختام بآية وحدود الله
ختم المركز بيانه بالتذكير بالآيات القرآنية التي تؤكد أن أحكام الميراث “حدود من الله”، يجب الالتزام بها وعدم تجاوزها، مستشهدًا بقوله تعالى:
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [النساء: 13، 14].