صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يعترف ضمنيًا – “نحن أغبياء”… وإسرائيل تغرق في مستنقع غزة

كتب / محمد السيد راشد
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرًا مطولًا تناولت فيه حالة التدهور السياسي والعسكري لإسرائيل في قطاع غزة، متسائلة: “مستوى الدماء في ارتفاع، فهل هذه هي طريقة تحرير الرهائن؟ وهل الضغط العسكري سيقهر حماس؟”
وأشارت الصحيفة إلى أن قادة حماس أبدوا استعدادًا للتضحية بآلاف الفلسطينيين دون تردد، كما حدث في المجزرة الكبرى قبل عام ونصف، حيث لم يمنعهم دمار القطاع وسقوط آلاف القتلى من المضي قدمًا في مخططاتهم.
استراتيجية فاشلة وغياب للنتائج
وانتقدت الصحيفة استمرار نتنياهو في سياسة الضغط المتصاعد، رغم معرفة الجميع أن هذا النهج لن يؤدي إلى تحرير الرهائن، بل يهدد حياتهم وحياة الجنود الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة إن معظم الإسرائيليين، بمن فيهم غالبية المسؤولين الأمنيين والسياسيين السابقين، يؤيدون صفقة تبادل شاملة لتحرير الرهائن حتى ولو تطلب الأمر وقف الحرب، مشيرةً إلى أن نتنياهو يصر على خلاف ذلك، بدعوى أن حماس تطالب بضمانات دولية تمنع إسرائيل من استئناف الحرب لاحقًا.
انتقاد لاذع لنتنياهو
ووصفت الصحيفة تبريرات نتنياهو بأنها “مسيرة حماقة حديثة”، منتقدةً تصوره بأنه الوحيد الذي يفهم كيف يعمل النظام الدولي. وأضافت أن ادعاء نتنياهو بأن حماس قد تحترم شروط اتفاق وقف إطلاق النار ساذج وغير واقعي.
وأوضحت أن أي انتهاك محتمل من حماس للاتفاق لن يضعف إسرائيل، بل سيعطيها شرعية دولية للرد القاسي. وتساءلت بمرارة: “هل نتنياهو جاد حين يحاول إقناعنا بعكس ذلك؟”
التحذير من مستقبل أسوأ
أكدت الصحيفة أن وجود حماس حية وقوية يعني خطرًا مستمرًا على حدود إسرائيل الجنوبية، وعلى أمن الضفة الغربية أيضًا، مشيرةً إلى أن ضعف الردع الإسرائيلي قد يحفز تنظيمات إسلامية متطرفة أخرى في المنطقة.
واعتبرت أن نتنياهو، عبر استسلامه لضغوط أحزاب اليمين المتطرف، يقود إسرائيل إلى حرب شاملة جديدة، رغم فشل استراتيجيته في تحقيق نصر حاسم أو إضعاف حماس خلال الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل.
أزمة ثقة وطنية
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن إسرائيل تمر بأسوأ أزمة ثقة بين القيادة والشعب، حيث يُشعر الجنود بالخذلان بسبب السياسات الحكومية، في ظل إهمال الرهائن واستمرار العبث السياسي الذي يهدد بانهيار الحافز الوطني ويكشف عن علامات الفشل الذريع.