600 قتيل من الدعم السريع.. الجيش السوداني يكشف تفاصيل ملحمة “معركة الفاشر”

كتبت: د. هيام الإبس
كشفت قيادة الفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني عن تفاصيل واحدة من أعنف المعارك التي شهدتها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدة نجاح القوات المسلحة في صد هجوم واسع النطاق شنّته قوات الدعم السريع صباح الاثنين 28 أبريل 2025.
وأفاد البيان العسكري أن الهجوم، الذي تم من أربعة محاور رئيسية، أسفر عن مقتل نحو 600 عنصر من الدعم السريع، بينهم قائد العملية الهجومية، وتدمير أكثر من 25 مركبة عسكرية تابعة للمليشيا، في خسارة وُصفت بأنها الأكبر منذ بدء المعارك في دارفور.
الفاشر.. آخر قلاع الجيش في دارفور
وتعد مدينة الفاشر آخر المعاقل الكبرى التي يحتفظ فيها الجيش السوداني بوجود فعّال داخل إقليم دارفور، الذي بات خاضعًا لسيطرة شبه كاملة من قوات الدعم السريع. ويكتسب الإقليم أهمية استراتيجية قصوى بفضل موقعه الجغرافي المجاور لأربع دول: ليبيا، تشاد، إفريقيا الوسطى، وجنوب السودان.
وجاء في البيان أن الهجوم حمل الرقم “208” في سلسلة هجمات الدعم السريع على المدينة، وبدأ في تمام الثامنة صباحًا، واستمر أكثر من سبع ساعات، استخدمت خلاله قوات الدعم السريع أسلحة ثقيلة، مدفعيات متنوعة، طائرات مسيّرة، وعربات مصفحة، إضافة إلى استهداف أحياء سكنية ومعسكرات نازحين بوصفها “هجمات إرهابية ممنهجة”.
مجزرة جديدة بحق المدنيين.. 41 قتيلاً بينهم نساء وأطفال
أدان الجيش السوداني القصف المدفعي العشوائي الذي طال أحياء سكنية في الفاشر، بالتزامن مع المعركة، مؤكدًا مقتل 41 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى عشرات المصابين. واعتبر البيان هذه الجريمة امتدادًا لانتهاكات متكررة ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين منذ بداية النزاع.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
وتشهد الفاشر منذ مايو 2024 اشتباكات عنيفة ومتواصلة بين الجيش والدعم السريع، ما فاقم الأزمة الإنسانية، خاصة أن المدينة تعد مركز العمليات الإنسانية الرئيسي لجميع ولايات دارفور، ويُشكل تدهور الأوضاع فيها تهديدًا مباشرًا لملايين النازحين.
وكان معسكر “زمزم” للنازحين قد تعرض في أبريل الجاري لهجوم كبير من قبل الدعم السريع، ما أدى إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 400 شخص، ونزوح نحو 400 ألف شخص، وفق ما أوردته تقارير أممية.
قيادة الجيش: الفاشر لن تسقط
أشاد اللواء الركن محمد أحمد الخضر، قائد الفرقة السادسة مشاة، بصمود قواته أمام الهجمات المتكررة، مؤكدًا أن “الفاشر محروسة بإرادة الله وصمود الجنود الشجعان”، متهمًا ما سماه “المليشيات المدعومة خارجيًا” بمحاولة إسقاط المدينة بأي ثمن.
صراع دامٍ منذ 2023.. وأرقام مفزعة
تعود جذور هذا التصعيد إلى الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة، في حين تشير دراسات مستقلة إلى أن العدد الحقيقي للضحايا قد يصل إلى 130 ألف قتيل، مع وجود ما لا يقل عن 15 مليون نازح داخل وخارج البلاد.