هجوم الدعم السريع على بورتسودان… انتقام لمطار نيالا أم تمويه لإجلاء قتلى أجانب؟!

كتب / محرر الشئون العربية
في تصعيد مفاجئ وخطير، شنّت مليشيا الدعم السريع، صباح أمس الأحد، هجومًا بطائرات مسيّرة على قاعدة عثمان دقنة الجوية قرب مطار بورتسودان الدولي، وذلك بعد يوم واحد من استهداف الجيش السوداني لمطار نيالا في ولاية جنوب دارفور، في عملية أسفرت عن تفجير طائرة قيل إنها تابعة لدولة الإمارات، وفقًا لمصادر عسكرية سودانية.
رد انتقامي أم رسالة استراتيجية؟
ربط محللون استراتيجيون الهجوم على بورتسودان بقصف الجيش لمطار نيالا، مشيرين إلى أنه يأتي كرد انتقامي مباشر على استهداف القاعدة التي تستخدمها مليشيا الدعم السريع منذ سبتمبر 2024.
لكن تقديرات أخرى رجّحت أن يكون الهدف أوسع من مجرد الانتقام، معتبرين أن الهجوم يرمي إلى إرسال رسالة بأن المليشيا لا تزال تملك القدرة على الوصول إلى مناطق يعتبرها الجيش آمنة، وبالتالي التأكيد على استمرار توازن القوى، رغم تفوق الجيش في بعض الجبهات.
غطاء لعملية إجلاء سرية؟
مراقبون عسكريون ومطلعون على تطورات النزاع في السودان لم يستبعدوا وجود نوايا خفية وراء الهجوم. ووفقًا لهؤلاء، فإن طبيعة العملية، التي لم تُسفر عن خسائر كبيرة، قد تشير إلى أنها مجرد تمويه لعملية أوسع تهدف إلى إجلاء قتلى أو مصابين أجانب سقطوا خلال قصف مطار نيالا. وتحدثت التكهنات عن إمكانية وجود رعايا من دول داعمة للمليشيا، تم إخراجهم سرًا عبر البر إلى إحدى دول وسط أفريقيا المجاورة لدارفور، أو عن طريق إجلاء جوي تحت غطاء الهجوم.
تفاصيل الهجوم على بورتسودان
الفريق محجوب بشري، قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية، أوضح في لقاء مع البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الدولية تفاصيل الهجوم، مؤكدًا أن العملية بدأت في الساعة الثالثة والنصف فجر الأحد واستمرت لنحو أربع ساعات.
وأوضح أن الهجوم استهدف محطة الرادار في قاعدة “فلمينقو”، وقاعدة عثمان دقنة الجوية، إضافة إلى بعض المنشآت الاستراتيجية المدنية. وشاركت في العملية 11 طائرة مسيّرة انتحارية، نجح الدفاع الجوي السوداني في إسقاط معظمها، حيث سقط بعضها في البحر، وتمت السيطرة على سبع منها.
محاولة للتشتيت والتضليل
وأكد بشري أن طائرة مسيّرة استراتيجية كانت تهدف إلى إحداث ضرر كبير بقاعدة عثمان دقنة، حيث وقعت أضرار مادية وإصابات طفيفة في صفوف العاملين بالقاعدة، دون تسجيل أي خسائر بشرية كبيرة. وأضاف أن الهدف من استخدام الطائرات الانتحارية كان تضليل الدفاعات الجوية وإشغالها، لتمكين الطائرة الأساسية من تنفيذ ضربتها الرئيسية.
وحرصًا على سلامة المدنيين، تم إغلاق مطار بورتسودان مؤقتًا حتى إزالة الخطر، قبل أن يُستأنف عمله مجددًا عند الساعة الخامسة مساءً.
إدانة رسمية وتحذير من التصعيد
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم، معتبرة أنه يعكس إصرار مليشيا الدعم السريع على الاستمرار في “نهجها التخريبي التدميري المُوجَّه ضد الشعب السوداني وبُنيته التحتية”. وأكدت أن هذا التصعيد المدعوم من دول خارجية يُعد انتهاكًا صريحًا للقوانين والأعراف الدولية.
كما دعت الخارجية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته والضغط على الدول الداعمة، وعلى رأسها الإمارات، لوقف إمداد المليشيا بالسلاح والتمويل الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي.