الخارجية السودانية تنفي توقيع اتفاق مع روسيا

المنسقة الأممية: استهداف البنية التحتية المدنية انتهاك خطير للقانون الدولي
كتب / د. هيام الإبس
في تطور لافت، نفت وزارة الخارجية السودانية بشكل قاطع ما تداولته بعض الوسائط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي حول توقيع اتفاق بين السودان وروسيا. وأكدت الوزارة في بيان رسمي نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا)، أن “الخبر المتداول كاذب ولا أساس له من الصحة”، مشيرةً إلى أن تلك الوسائط نشرت أيضاً تصريحات مفبركة منسوبة إلى وكيل وزارة الخارجية المكلف، السفير حسين الأمين الفاضل.
وشدد البيان على أن “كل ما نشر مجرد اختلاق”، داعياً وسائل الإعلام إلى تحري الدقة، وعدم اعتماد أي أخبار تتعلق بالعلاقات الخارجية إلا من خلال القنوات الرسمية المعتمدة.
الأمم المتحدة تدين استهداف مطار بورتسودان
في سياق متصل، أعربت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن صدمتها وقلقها الشديد من تكثيف الهجمات بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية المدنية في بورتسودان، والتي تُعد المركز الإنساني الرئيسي في البلاد.
ووصفت سلامي تلك الهجمات بأنها “انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني”، مشيرة إلى أن مطار بورتسودان يُعتبر شريان حياة للعمليات الإنسانية، وأن استهدافه يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ويعطل وصول المساعدات إلى المحتاجين.
كما حذّرت من أن تضرر منشآت الوقود والكهرباء سيؤدي إلى انهيار سلاسل الإمداد الحيوية، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ما يزيد من حدة المعاناة في السودان، التي وصفتها بأنها “الأسوأ في العالم حالياً”.
ترك يحذر من اندلاع حرب عالمية
وفي تطور لافت، حذّر محمد الأمين ترك، رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، من أن استمرار استهداف مدينة بورتسودان وتعطيل حركة الطيران قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل.
وشدد ترك، في تصريحاته لقناة “الحدث”، على أن استهداف المرافق الحيوية في المدينة يمثل تهديداً مباشراً للأمن والسلم العالميين، مناشداً الدول العربية بالوقوف صفاً واحداً مع السودان.
وقد شملت الهجمات المتواصلة محطة كهرباء ميناء بشائر 2، ومحيط مطار بورتسودان، ومخازن شركة النيل للبترول، بالإضافة إلى منشآت مدنية مثل شقق مارينا وفندق كورال الرئاسي وقصر الضيافة.
الدعم السريع: لا عودة للدكتاتورية
من جهتها، دعت قوات الدعم السريع إلى “حل سلمي شامل يُنهي الأوضاع المختلة” في البلاد، مؤكدة في بيان لها أن “معركة إعادة تشكيل السودان لن تسمح بعودة الدكتاتورية أو التمييز أو الاستبداد”.
واتهمت القوات الجيش السوداني بالعمل تحت مظلة “الحركة الإسلامية الإرهابية”، مشيرة إلى أن الأزمة في السودان ناتجة عن إصرار هذه القوى على السيطرة على مؤسسات الدولة ومواردها. كما أعربت عن قلقها من استخدام البنية التحتية المدنية في الحرب، معتبرة ذلك تهديداً إقليمياً ودولياً.
في المقابل، يتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الهجمات التي طالت منشآت مدنية في بورتسودان وكسلا باستخدام الطيران المسيّر، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تُعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
إدانات دولية
الهجمات الأخيرة أثارت إدانات واسعة محلية ودولية، واعتبرها مراقبون تصعيداً خطيراً في الحرب الدائرة بالسودان منذ أبريل 2023، حيث تتهم منظمات حقوقية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة، بما في ذلك العنف الجنسي الممنهج، وجرائم ضد المدنيين في مناطق واسعة من البلاد.