أراء وقراءات

الشباب والإعلام.. شراكة تصنع المستقبل بدعم وزارة واعية

بقلم: المهندس منصور أمان

في زمن لا تتوقف فيه عقارب التحول عن الدوران، تبرز طاقة الشباب كقوة دافعة لا مثيل لها، ويبرز الإعلام كمحرك أساسي لقدرتها على الظهور والتأثير. لم يعد الشباب اليوم مجرد متلقين لمعلومات تصب في آذانهم؛ بل هم صناع، مشاركون، وشعلة تضيء دروب التغيير، والإعلام هو منصتهم الكبرى ومساحتهم الحيوية.

إن العلاقة بين الشباب والإعلام المعاصر ليست علاقة تقليدية؛ إنها تفاعل مستمر يشكل الوعي ويبني التصورات. من خلال المنصات الرقمية ووسائل التواصل المتجددة، يتبادل الشباب الأفكار، يناقشون القضايا، ويصنعون محتوى يعكس رؤيتهم للعالم وتطلعاتهم للمستقبل. هذه العملية ليست مجرد ترفيه، بل هي صلب تشكيل الوعي الجمعي للجيل القادم، وتحديد أولوياته واهتماماته. الإعلام هنا ليس مجرد مرآة، بل هو أداة تشكيل وبناء للوعي النقدي والإيجابي.

الكيانات الشبابية والإعلام: تنظيم وطموح بدعم الوزارة

في قلب هذا المشهد، تبرز الكيانات الشبابية كركيزة أساسية لعمل الشباب المنظم والمؤثر. وهذه الكيانات التابعة لوزارة الشباب، تجد في الإعلام العصري أداتها الفعالة للوصول إلى قواعدها، تنظيم فعالياتها، وحشد الطاقات حول قضايا تهم الشباب والمجتمع ككل.
تستخدم هذه الكيانات الإعلام ليس فقط لنشر أخبارها وأنشطتها، بل كمنصة لتمكين الشباب الأعضاء فيها، تزويدهم بالمعلومات والفرص، وفتح آفاق للمشاركة الفاعلة. وهنا يأتي دور وزارة الشباب كشريك استراتيجي وداعم رئيسي. إن الوزارة، بإدراكها العميق لأهمية هذه الديناميكية الجديدة، لا تدخر جهداً في دعم هذه الكيانات، وتوفير البيئة المواتية لها لاستخدام الإعلام بفعالية ومسؤولية، مما يعكس رؤيتها الحكيمة في الاستثمار في طاقات الشباب. إن هذا الدعم الوزاري هو محفز أساسي يقوي من قدرة الكيانات الشبابية على الوصول والتأثير عبر الإعلام.

الإعلام همزة الوصل بين الشباب والوزارة 

ولعل الدور الأكثر حيوية للإعلام في هذا السياق هو كونه “همزة الوصل” المحورية التي تربط بين الشباب (أفراداً وكيانات) وبين وزارة الشباب. لم تعد العلاقة بين الشباب والوزارة علاقة أحادية الاتجاه أو محدودة القنوات. فبفضل الإعلام، أصبح هناك مسار مفتوح للتواصل المتبادل.

يستخدم الشباب الإعلام لإيصال أصواتهم ومقترحاتهم وشكاواهم إلى الوزارة مباشرة أو عبر الرأي العام. وتستخدم الوزارة الإعلام ليس فقط للإعلان عن برامجها ومبادراتها، بل للاستماع إلى تطلعات الشباب، فهم احتياجاتهم المتغيرة، وقياس مدى تأثير سياساتها على أرض الواقع. هذا التواصل الثنائي التفاعلي يخلق بيئة من الشفافية والاستجابة، ويجعل وزارة الشباب أقرب إلى نبض الشارع الشبابي، وأكثر قدرة على تلبية احتياجاته وتوجيه إمكانياتها لدعمه بفعالية أكبر. إنها عملية تبادلية يغذيها الإعلام، وتصنع شراكة حقيقية بين الشباب ووزارتهم. إن الإشادة بدور الوزارة هنا تكمن في فهمها العميق لهذه الحاجة وصناعتها لهذه الجسور الإعلامية الفعالة.

بناء المستقبل بوعي ومشاركة

إن تلاقي قوة الإعلام مع حيوية الشباب ودعم وزارة الشباب يشكل معادلة قوية لرسم ملامح المستقبل. فمن خلال الإعلام، يكتسب الشباب الوعي اللازم بقضايا وطنهم وعالمهم، وتتمكن الكيانات الشبابية من حشد الطاقات وتنظيم المبادرات، وتستطيع الوزارة بناء شراكة فاعلة ومستجيبة مع من تمثلهم.

التحديات موجودة بالطبع؛ فوضى المعلومات، الحاجة للتحقق والتدقيق، وضمان الاستخدام المسؤول للأدوات الإعلامية. لكن الفرص أكبر بكثير. إنها فرصة لبناء جيل واعٍ، قادر على التعبير، المشاركة، والمساهمة بفعالية في التنمية، مستخدماً الإعلام كأداة بناء لا هدم. إنها دعوة لاستخدام هذه القوة الإعلامية الهائلة بحكمة، ليكون صوت الجيل القادم صوتاً واعياً، مؤثراً، وشريكاً أصيلاً في بناء مستقبل يليق بطموحاته وبوطنه.

 منصور أمان

مهندس اتصالات مهتم بقضايا الفكر والإعلام 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى