د. السبيت تهدي فوزها بجائزة المرأة القيادية في اللوجستيات للقيادة السعودية وتؤكد: هذا التمكين هو سر الإنجاز

الاحساء – زهير بن جمعة الغزال
في إنجاز وطني يُضاف إلى سجل النجاحات النسائية السعودية، حصدت الدكتورة نوره أحمد عبد الله السبيت الجائزة الدولية للمرأة القيادية في مجال الخدمات اللوجستية لعام 2025، ضمن فعاليات أقيمت في دبي برعاية معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان.
وفي حوار خاص، أعربت د. نوره عن امتنانها لهذا التكريم الدولي، مهدية الإنجاز إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تقديرًا لدورهما في دعم وتمكين المرأة في جميع القطاعات، وتذليل العقبات أمامها.
كما أهدت الجائزة إلى والديها الكريمين، ووجهت شكرها إلى رئيس جامعتها أ.د محمد صفحي وكافة منسوبيها، لما قدموه من دعم وتحفيز خلال مسيرتها الأكاديمية.
وفيما يلي أهم الأسئلة واجابات الدكتورة نورة السبيت
لماذا اخترتِ تخصص سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية؟
–التخصص كان شائعًا عالميًا منذ سنوات، لكنه بدأ يلفت الأنظار في الشرق الأوسط مؤخرًا، خاصة بعد أزمة كورونا التي سلطت الضوء على أهميته. بدايةً، تم قبولي في برنامج الدكتوراه في تخصص نظم المعلومات بجامعة أوكلاند في نيوزيلندا، ولكن بعد إطلاق رؤية السعودية 2030، ومع قراءتي لمحاورها خاصة محور “اقتصاد مزدهر”، شعرت بمسؤولية وطنية لتوجيه جهودي نحو ما يخدم الوطن.
ومن هنا، قررت تغيير تخصصي منذ السنة الأولى إلى إدارة العمليات وسلاسل الإمداد، لأنني أدركت حجم الاحتياج الوطني لهذا المجال مستقبلاً، خاصة مع تحولات الاقتصاد وسعي المملكة لتصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا.
ما أهمية تخصص سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية حاليًا؟
-هو أحد التخصصات المحورية لأي اقتصاد حديث، وتكمن أهميته في عدة جوانب:
-
الدور الحيوي في الاقتصاد: هو العمود الفقري لأي صناعة لضمان وصول المنتجات والخدمات بجودة وتكلفة مناسبة.
-
الطلب العالي على الكفاءات: خاصة مع توسع التجارة الإلكترونية والعولمة.
-
فرص العمل المتنوعة: يشمل مجالات مثل النقل، التخزين، التحليل، إدارة المستودعات والمشتريات والتوزيع.
-
بيئة عمل ديناميكية: تحتاج إلى تفكير تحليلي وقرارات سريعة.
-
إحداث تأثير فعلي: من خلال تقليل التكاليف، ورفع الكفاءة والربحية.
ما أبرز التحديات التي تواجه سلاسل الإمداد حاليًا؟
-التحديات متعددة ومترابطة، وتشمل:
-
تزايد طلبات العملاء: بسبب التسوق الإلكتروني وتوقعات الشفافية في التوصيل.
-
التكامل التكنولوجي: كدمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وما يصاحبه من تحديات مثل الهجمات السيبرانية.
-
ضغوط الاستدامة: مع تصاعد القضايا البيئية، أصبح من الضروري التحول إلى سلاسل إمداد خضراء.
-
الاضطرابات العالمية: مثل جائحة كوفيد-19، الكوارث الطبيعية، والتوترات الجيوسياسية (كالصراع الأمريكي الصيني) والتي تؤثر سلبًا على حركة البضائع وسلاسل التوريد.
لمواجهة هذه التحديات، أؤمن أن سلاسل الإمداد يجب أن تتحول من نموذج الأنظمة الخطية التقليدية إلى أنظمة ديناميكية مرنة تعتمد على التحليلات الفورية والإدارة الرشيقة.
كيف تخدم سلاسل الإمداد أهداف رؤية المملكة 2030؟
-العلاقة جوهرية ومباشرة، وتُسهم في:
-
الاستدامة: من خلال تحسين الكفاءة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
-
خفض التكاليف وتعزيز التنافسية: عبر اعتماد الاقتصاد الدائري والتقنيات الحديثة.
-
دعم التنويع الاقتصادي: بتعزيز الكفاءة التشغيلية في قطاعات النقل والمشتريات والتصنيع.
إدارة سلسلة الإمداد الفعّالة هي حجر الزاوية لتحقيق اقتصاد سعودي تنافسي ومستدام.
كيف ترين مستقبل هذا القطاع، ودور المرأة فيه؟
-المستقبل واعد جدًا، مدفوعًا بالتطور التكنولوجي السريع، من الذكاء الاصطناعي إلى الدرونز والبلوك تشين، والتي ستحدث ثورة في الخدمات اللوجستية.
أما دور المرأة، فأراه متزايدًا، وقد أثبتت المرأة السعودية كفاءتها في مجالات كثيرة. وأنا على يقين أن النساء سيقدن التحول القادم في هذا القطاع، من خلال الابتكار، والتفكير التحليلي، والقيادة.