شئون عربيةفلسطين

“المسيرة العالمية إلى غزة”.. تحالف دولي يطلق مبادرة غير مسبوقة لكسر الحصار ووقف الحرب

كتب / هاني حسبو 
في تحرك غير مسبوق يعكس تصاعد التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، أعلن ائتلاف يضم نقابات، وحركات تضامن، ومؤسسات حقوقية من أكثر من 32 دولة عن إطلاق مبادرة “المسيرة العالمية إلى غزة”، بهدف الدخول إلى القطاع سيراً على الأقدام، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 20 شهراً، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.

خطوة تاريخية بدعم مدني عالمي

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس التحالف الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي، سيف أبو كشك، إن المبادرة تهدف بشكل مباشر إلى وقف الإبادة الجماعية في غزة، والسعي إلى إدخال المساعدات الإنسانية فوراً، مع الدعوة لرفع الحصار المفروض على القطاع منذ أكتوبر 2023.

وأشار إلى أن المبادرة تحظى بإقبال واسع، إذ تجاوز عدد المهتمين بالمشاركة 10 آلاف شخص من خلفيات متعددة، معظمهم من دول غربية، وليس فقط من الجاليات العربية والإسلامية. وتم تقسيم المشاركين جغرافياً لتسهيل الترتيب اللوجستي والتواصل الإعلامي بلغات مختلفة.

أهداف استراتيجية وإنسانية

وحدّد منظمو المسيرة عدة أهداف رئيسية، أبرزها:

  • إيقاف الإبادة الجماعية: من خلال تحرك جماعي يواجه استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين في غزة، ووقف القتل المنهجي الذي يهدد آلاف الأطفال الفلسطينيين.

  • إدخال المساعدات فوراً: والسعي لإدخال الأغذية والأدوية والوقود عبر معبر رفح، حيث لا تزال نحو 3 آلاف شاحنة إغاثية عالقة منذ أشهر.

  • كسر الحصار: بالدعوة لفتح ممر إنساني دائم ومستقر يضمن دخول الاحتياجات الأساسية دون عراقيل.

  • تحريك المجتمع الدولي: عبر توحيد جهود المجتمع المدني عالمياً، ومخاطبة البرلمانات والحكومات للضغط على إسرائيل، وفضح جرائمها عبر الإعلام الدولي.

  • المحاسبة القانونية: بالمطالبة بمساءلة المسؤولين عن الجرائم ضد المدنيين في غزة، وتفعيل دور المنظمات الدولية.

رسائل مدنية وسلمية

وأكدت المحامية الألمانية ميلاني شفايتسر أن المسيرة تمثل رسالة تضامن مدنية خالصة، تعكس وحدة صوت المجتمع المدني العالمي، بمشاركة نقابات وحقوقيين وناشطين إنسانيين من مختلف الدول والثقافات، مشددة على أنها مبادرة سلمية بالكامل، ولا تتلقى أي تمويل حكومي، والمشاركون يمولون أنفسهم ذاتياً.

المسار والتحرك إلى رفح

من المقرر أن يبدأ التحرك في 12 يونيو المقبل، حيث سيتجمع المشاركون في القاهرة، ومن ثم ينتقلون إلى مدينة العريش، ومنها تبدأ المسيرة على الأقدام نحو معبر رفح.

وأوضح أبو كشك أن المرحلة الأولى تشمل تحديد مناطق الانطلاق والتنسيق المحلي، وتوزيع المشاركين حسب جنسياتهم، مع تنظيم لقاءات دورية لتوحيد التحرك، وصولاً إلى الاعتصام أمام معبر رفح للمطالبة بفتحه بشكل دائم ودخول المساعدات.

دعم مبادرات موازية وتنسيق دولي

ويجري التنسيق مع مبادرات أخرى، مثل قافلة “صمود” البرية وتحالف أسطول الحرية، ضمن جهود موحدة لكسر الحصار. وأكد مسؤول العلاقات الدولية في النقابة البديلة الكتالونية إدوارد كاماتشو أن المشاركين سيتحملون نفقاتهم الذاتية، مع السعي لتوفير الحد الأدنى من الدعم اللوجستي.

تواصل رسمي مع مصر والمجتمع الدولي

أشارت الناشطة الأيرلندية كارين موينيهان إلى أن الجهات المنظمة تواصلت رسمياً مع السفارات المصرية في الدول المشاركة، وأن التحرك لا يحمل مصر أي مسؤولية، بل يهدف للتعاون معها في الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار.

وأضافت أن المسيرة تهدف أيضاً إلى محاسبة إسرائيل على الجرائم بحق المدنيين، محذرة من أن “كل من يصمت أو يتواطأ يُعد شريكاً في جريمة إبادة جماعية”، وفق تعبيرها.

رفض خطة توزيع المساعدات الإسرائيلية

وتأتي هذه المسيرة بالتزامن مع رفض الأمم المتحدة لخطة إسرائيلية تهدف لتكليف شركة خاصة بتوزيع المساعدات، معتبرة أنها تجزئ القطاع وتفاقم النزوح، وتجعل المساعدات أداة سياسية وعسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى