شيخ الأزهر يدعو لتوحيد الإعلام العربي ويحذر من خطر المنصات الرقمية على الشباب

كتب / محمد السيد راشد
في كلمته أمام الدورة الثالثة والعشرين من قمة الإعلام العربي المنعقدة في دبي، أطلق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نداءً صادقًا لتوحيد جهود الإعلام العربي تحت مظلة استراتيجية موحدة تعبّر عن هموم الأمة وتتصدى لما وصفه بـ”غزو المنصات الرقمية” لعقول الشباب العربي.
استراتيجية إعلامية موحدة تحمي القيم
قال فضيلة الإمام الأكبر:
“إني لأتمنَّى أن يوفِّق الله القائمين على هذا المؤتمر والمشاركين فيه، للوصول إلى إستراتيجيَّة إعلامٍ عربي مشترك قابلٍ للتطبيق، وقادرٍ على التعبير عن واقع هذه الأمة، وعن آلامها ومآسيها، ومؤهلٍ لحماية شبابنا”.
ودعا إلى ضرورة وضع إعلام عربي مشترك يعبّر عن قضايا الأمة، ويحمي النشء من التيارات المضللة، موضحًا أن الإعلام في صورته الحالية لا يواكب التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه المجتمعات العربية.
الشباب فريسة للمنصات الرقمية
وحذّر شيخ الأزهر من أن الشباب العربي “أوشك أن يقع فريسة في شباك منصاتٍ رقميةٍ تتحكَّم في توجيه مشاعره وعواطفه”، مؤكدًا أنها تعمل على تغييبه عن واقع أمته، وتعيق انخراطه الواعي في مواجهة التحديات الحقيقية.
وأشار إلى أن هذه المنصات تروّج لمفاهيم مغلوطة تحت شعارات براقة مثل: التقدم، والانفتاح، والحرية، والحداثة، ونبذ الرجعية والتخلّف، وهو ما ساهم في خلخلة المعايير الأخلاقية، واضطراب موازين الحُسن والقبح، والصواب والخطأ.
آثار سلبية على الذوق والفطرة
وأكد فضيلته أن المنصات الرقمية أصابت المجتمعات العربية بـ”أمراض مجتمعية” أثرت على الذوق العام والفطرة السليمة، ودفعت إلى طمس الحدود بين الفضيلة والرذيلة، وسط غياب إعلام رصين يواجه هذا الخطر الفكري والثقافي الداهم.
دعوة لتجديد الدور الإعلامي العربي
واختتم الإمام الأكبر كلمته بالدعوة إلى إعادة صياغة دور الإعلام العربي بما يخدم الهوية والثقافة الأصيلة، ويحفظ كرامة الأمة، ويحمي شبابها من التيارات العابرة للحدود، مؤكدًا على ضرورة تحمّل المؤسسات الإعلامية لمسؤوليتها التاريخية في هذا الظرف الحرج.