أوغندا تعزز أمن حدودها مع جنوب السودان

كتبت : د.هيام الإبس
كثفت السلطات الأوغندية من إجراءاتها الأمنية في منطقة كوبوكو الواقعة على الحدود الشمالية مع جنوب السودان، وذلك في أعقاب تصاعد التوترات المسلحة بين القوات الحكومية في جوبا والجماعات المعارضة، ما أدى إلى اندلاع أعمال عنف عبر الحدود وموجات نزوح جديدة.
وقال إيمي ميتالا، مفوض منطقة كوبوكو، إن السلطات الأوغندية قامت بنقل عدد من الأفراد، من بينهم أشخاص لا يحملون وثائق هوية رسمية، إلى مستوطنات اللاجئين أو إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، في إطار جهود لاحتواء التدهور الأمنى المتسارع.
وأكد ميتالا أن المنطقة شهدت حوادث اختطاف وسرقة وقتل، تورطت فيها مجموعات مسلحة يعتقد أنها عبرت الحدود من جنوب السودان إلى داخل الأراضى الأوغندية، وبحسب البيانات الرسمية، فقد قتل مواطنان أوغنديان حتى الآن، بينما لا يزال عدد آخر في عداد المفقودين، مع تسجيل نحو 20 حالة اختطاف على يد جماعات تطالب بفدية مالية لإطلاق سراح الضحايا.
ومن بين الحوادث البارزة، وقع اختطاف المواطن الأوغندى حاميس لوجي (39 عاما) في قرية موجوجاي، حيث طالب الخاطفون بفدية قدرها 5 ملايين شلن أوغندي لإطلاق سراحه.
في موازاة ذلك، شهدت منطقة كوبوكو تدفقاً مستمرا للآجئين الهاربين من مناطق النزاع في جنوب السودان، حيث استقبلت السلطات خلال الأيام الأخيرة أكثر من 80 لاجئاً غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأكدت الحكومة الأوغندية التزامها بحماية أرواح وممتلكات المواطنين، وتعهدت بـتعزيز التواجد الأمنى على طول الحدود، إلى جانب ملاحقة الجماعات المسلحة التى تنفذ عمليات اختطاف وهجمات عبر الحدود.
وتأتى هذه التطورات فى ظل تصاعد الانقسامات الداخلية فى جنوب السودان بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتلك التابعة للنائب الأول للرئيس الدكتور رياك مشار، فى صراع يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الحرب الأهلية السابقة، ويثير مخاوف من اندلاع جولة جديدة من الصراع فى الدولة المجاورة .
أوغندا تُرسل مساعدات غذائية للمتضررين فى أعالى النيل
فى السياق ، قامت القوات الجوية التابعة لجيش دفاع الشعب الأوغندي، الأيام الماضية بإنزال مئات الأطنان المترية من المساعدات الغذائية الطارئة للمناطق المتضررة بشدة في ولاية أعالي النيل بشمال جنوب السودان، حيث يعيش آلاف النازحين حالياً في ظروف مجاعة عقب اندلاع العنف المسلح فى المنطقة منذ مطلع هذا العام.
وأعلن بيان صحفى صادر عن إدارة المعلومات العامة بوزارة الدفاع التابعة لقوات دفاع الشعب الأوغندي “الخميس”، أن شحنات المساعدات الإنسانية المقدمة من تحالف من الشركاء الدوليين نُقِلَت جواً من قبل القوات الجوية التابعة للجيش الأوغندي من مطار جوبا الدولي إلى مقاطعتي أولانق والناصر في ولاية أعالى النيل.
وأوضح العقيد كريس ماغيزي، مدير إدارة المعلومات العامة بوزارة الدفاع بالإنابة: “منذ مارس 2025، أدت الاشتباكات إلى مواجهة بين قوات دفاع شعب جنوب السودان الحكومية والجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، وهي ميليشيا قبلية من النوير متحالفة مع النائب الأول لرئيس جنوب السودان الدكتور رياك مشار تينج ضورغون المحتجز”.
وأضاف البيان: “يُتهم الجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة، المعروف أيضاً باسم الجيش الأبيض، بارتكاب مذابح واسعة النطاق ضد مجتمعات الدينكا المنافسة والجماعات العرقية الأخرى في المنطقة”.
وأوضح البيان: “بناءً على طلب سلطات جنوب السودان، نشرت قوات دفاع الشعب الأوغندي، قوة استطلاعية في البلاد في مارس 2025، للمساعدة على دعم قوات دفاع شعب جنوب السودان في عمليات تأمين الخطوط الخلفية لتأمين العاصمة جوبا، وتقديم مساعدات عسكرية فنية أخرى”. وفقاً لـ “راديو تمازج”
ووفقاً للعقيد ماغيزي، فقد استقر الوضع الأمني في محيط منطقة جوبا الكبرى منذ ذلك الحين، مما خفف التوترات التي سمحت للبعثات الأجنبية والشركات والتجارة بالازدهار مجدداً.