احدث الاخبارفلسطين

صحيفة إسرائيلية: نتنياهو سلّح ميليشيات مشبوهة.. وقد تُطلق النار على جنود الاحتلال

كتب / محمد السيد راشد

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر بشكل مباشر بتسليح ميليشيات فلسطينية جنوب قطاع غزة، في عملية سرية قادها جهاز الأمن العام (الشاباك) خلال الأشهر الماضية، بمشاركة وموافقة من قيادات الجيش الإسرائيلي.

وتهدف العملية إلى دعم مجموعة فلسطينية من رفح تُعتبر خصمًا تقليديًا لحركة حماس، وذلك من خلال نقل عشرات بل مئات البنادق والمسدسات إليها، لتشكيل تحدٍّ مسلح لحماس في المنطقة الجنوبية من القطاع.

مخاوف من انفلات السيطرة: هل تطلق الميليشيات النار على الجيش الإسرائيلي؟

رغم أن الهدف المُعلن للعملية هو إضعاف حماس، عبّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن قلق بالغ من أن هذه الميليشيات، التي وُصفت بأنها “مشبوهة”، قد تُوجّه سلاحها لاحقًا ضد قوات الجيش الإسرائيلي نفسها، خصوصًا في محور فيلادلفيا والطرق التي تُستخدم لتأمين قوافل المساعدات الإنسانية.

وقال أحد المسؤولين لموقع “واينت”:

“لم يكن بالإمكان ضمان عدم إطلاقهم النار على جنودنا… ولم تكن لديهم نية لإدارة رفح بعد الحرب، بل هم مشغولون بالتهريب والدعارة وتجارة المخدرات”.

الميليشيا المشتبه بها: “القوات الشعبية” بقيادة ياسر أبو شهاب

تتمحور العملية حول شخصية تُدعى ياسر أبو شهاب، من أصل بدوي ويبلغ من العمر 32 عامًا، يُقدَّم عبر وسائل التواصل كزعيم ميليشيا تُعرف باسم “القوات الشعبية”. ويُزعم أن المجموعة تعمل تحت غطاء “توزيع المساعدات الإنسانية”، لكنها بحسب تقارير فلسطينية ودولية تعمل بالتنسيق مع الاحتلال، خاصة في شرق رفح قرب معبر كرم أبو سالم.

أبو شهاب نفى في مقابلات علنية تلقيه أسلحة من إسرائيل، مؤكدًا أن ما يفعله يهدف إلى “مواجهة الظلم والنهب”، إلا أن شهادات متعددة تؤكد تورط جماعته في نهب شاحنات مساعدات إنسانية، وسط اتهامات له ببيع مواد كانت مخصصة لسكان غزة.

اشتباك مع حماس ومقتل شقيقه

في وقت سابق، تمكّنت حماس من تفكيك العصابة التابعة لأبو شهاب، وقتلت نحو 20 عنصرًا منها، بينهم شقيقه، بعد اتهامهم بسرقة المساعدات وإثارة الفوضى. وفي منشور رسمي، أعلنت الحركة أنها نفذت العملية “لضبط الأمن ومنع سرقة موارد الشعب”.

تورط الجيش والشاباك في توجيه الميليشيات

أفادت قناة “هنا” العبرية أن العملية جرت تحت إشراف مباشر من ضباط الشاباك الذين كانوا يرافقون القوات داخل القطاع، فيما قال أحد الضباط المشاركين:

“الميليشيات تتلقى توجيهات من القيادات العليا، ويتم تسليحها وتوفير الأموال لها، وكل شيء يتم بسرية وبطريقة معقدة جدًا”.

وكشف أن “بعض الأسلحة التي تم تسليمها للميليشيات، هي ذاتها التي تم الاستيلاء عليها داخل غزة، وأُعيدت إليها لاحقًا”، كما أشار إلى أن العملية شملت أيضًا تحويلات مالية، وربما أسلحة تم تهريبها عبر طائرات مسيرة من إسرائيل إلى غزة.

علاقات مع داعش وتهريب عبر النقب

المصادر الأمنية الإسرائيلية أكدت أن أفراد هذه الجماعة على علاقة بـ”داعش سيناء” لأسباب اقتصادية بحتة، حيث ينشطون في تهريب المخدرات والأسلحة، مستغلين صلاتهم العائلية في النقب لتسهيل التهريب عبر الحدود.

نتنياهو يبرر: “أنقذنا أرواح جنودنا”

رداً على كشف رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيجدور ليبرمان، عن هذه العملية، لم ينف مكتب نتنياهو التفاصيل، بل اعتبر التسريب “ضارًا بالأمن القومي”. وقال نتنياهو:

“ما المشكلة في ذلك؟ إنه جيد. أنقذ أرواح جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”.

سابقة ليست الأولى: إسرائيل سلّحت جماعات في سوريا والأكراد

كشفت الصحيفة أيضًا أن هذه الخطوة ليست سابقة فريدة، إذ سلّحت إسرائيل في السابق مجموعات مسلحة في الجولان السوري خلال الحرب الأهلية، وبعضها كان على صلة بـتنظيم داعش. كما دعمت جماعات كردية بأسلحة وخبرات عسكرية، وهو أمر لم تنفه إسرائيل رسميًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى