احدث الاخبار

تحالف أسطول الحرية: إسرائيل تعرقل وصول السفينة”مادلين” إلى غزة وأنباء عن اعتقال الناشطين

كتب /محمد السيد راشد

 
أعلن تحالف أسطول الحرية في بيان صدر فجر الاثنين، أن سفينة مجهولة كانت تقترب من السفينة “مادلين”، المتجهة إلى قطاع غزة، قد غادرت الموقع بعد إطلاق جرس الإنذار على متن السفينة تحسبًا لأي محاولة لاعتراضها.

وقالت مصادر من التحالف إن الطاقم استشعر الخطر بعد رصد تحركات مشبوهة حول السفينة في عرض البحر، ما دفعهم إلى تفعيل الإنذار استعدادًا لأي طارئ.

وفي وقت سابق تم تداول انباء بصعود قوات الاحتلال إلى متن السفينة واعتقال الناشطين الـ 12 وتحويل مسارها الى ميناء اسدود تمهيدا لترحيلهم الى بلدانهم .


تل أبيب تأمر بمنع السفينة من الوصول

جاء هذا التطور بعد ساعات من إصدار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات مباشرة للجيش بمنع السفينة من مواصلة رحلتها، مؤكدًا أنها تُقل ناشطين، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبري، وتحمل كمية رمزية من المساعدات الإنسانية مثل الأرز وحليب الأطفال، في محاولة رمزية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.


توثيق صوتي للحظة التوتر في عرض البحر

نشر التحالف عبر قناته على تطبيق تيليغرام مقطعًا صوتيًا للناشط تياجو أفيلا، أحد النشطاء على متن السفينة، قال فيه:
“حاصرتنا العديد من الأضواء في آنٍ واحد، كانوا يحومون حول قاربنا، لكنهم في النهاية واصلوا طريقهم.”

السفينة مادلين ترفع علم بريطانيا وتبحر حاليًا قبالة السواحل المصرية، متجهة ببطء نحو قطاع غزة وسط مراقبة إسرائيلية مشددة.


من هي مادلين؟ الرمز الذي أطلق اسمه على السفينة

لعل الجميع سمع بقصة السفينة “مادلين” التي أبحرت من جزيرة صقلية باتجاه غزة في مهمة جريئة لكسر الحصار، لكن قليلون يعرفون قصة الفتاة التي حملت السفينة اسمها.

مادلين كلاب، فتاة فلسطينية من غزة، أصبحت أول وأصغر صيادة أسماك محترفة في القطاع. فقدت والدها في الحرب الأخيرة، وكانت قد بدأت حياتها في الصيد منذ أن كانت في السادسة من عمرها، ترافق والدها، وتتعلم منه أسرار البحر.

عندما أصيب والدها بالشلل في سن مبكرة، تحملت مادلين مسؤولية إعالة أسرتها كاملة، وقادت قارب الصيد بنفسها وهي لم تتجاوز الثالثة عشرة.


تحديات الحصار والتمييز الاجتماعي

مع اشتداد الحصار الإسرائيلي الذي قلّص المسافة المسموح بها للصيد إلى 3-6 أميال بحرية، واجهت مادلين مخاطر كبيرة أثناء عملها في البحر.
وكانت أيضًا تواجه تحديات اجتماعية في مجتمع محافظ لم يكن معتادًا على رؤية فتاة تعمل في مهنة الصيد. لكنها قاومت كل هذه القيود وواصلت طريقها بشجاعة.

في عام 2016، صادرت قوات الاحتلال الإسرائيلي قارب والدها مع معداته، ما زاد من معاناة الأسرة، لكن مادلين لم تستسلم، بل استأجرت محركًا لقارب سياحي وواصلت رحلات الصيد لتوفير لقمة العيش وعلاج والدها.


رمز للمقاومة النسوية والصمود المدني

إلى جانب العمل في البحر، واصلت مادلين دراستها، ونظمت ورش عمل لتعليم الفتيات مهارات الصيد وصناعة الشباك، وأطلقت ناديًا نسائيًا للصيد لدعم زوجات الصيادين.

تحولت مادلين إلى رمز للمقاومة النسوية الفلسطينية، وجسدت بصبرها وقوتها روح التحدي والصمود المدني في وجه الحصار الإسرائيلي والتقاليد الاجتماعية القاسية.


تكريمها من خلال إطلاق اسمها على سفينة الحرية

في يونيو 2025، قرر تحالف أسطول الحرية تكريم مادلين بإطلاق اسمها على إحدى سفنه، اعترافًا بقصتها المؤثرة ورمزيتها في تحدي الحصار والدفاع عن حقوق النساء والصيادين في غزة.

وبعد اندلاع الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، فقدت مادلين والدها ومصدر رزقها، لكن قصتها بقيت حية في قلوب المتضامنين، ليُبحر اسمها اليوم على متن سفينة “مادلين” في محاولة جديدة لكسر الحصار وتسليط الضوء على معاناة أهل غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى