أراء وقراءات

تأثير الأخبار السلبية على الصحة النفسية والجسدية

كتب / ممدوح الشنهوري*

في خضم ضغوط الحياة اليومية والتحديات المستمرة، أصبح من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن أو القلق من وقت لآخر. لكن المقلق أن تتفاقم هذه المشاعر لتتحول إلى اكتئاب حاد، ليس بسبب ظروف شخصية فقط، بل نتيجة التعرض المستمر لمواد إعلامية سلبية.

الأخبار السيئة مصدر جديد للاضطرابات النفسية

لقد باتت وسائل الإعلام، بما تبثه يوميًا من مشاهد وأخبار مؤلمة ومزعجة، من أهم العوامل المسببة للتدهور النفسي لدى الكثيرين. وتتنوع هذه الأخبار بين الصراعات السياسية، والحروب، والكوارث، والجرائم، مما يُحدث حالة من الانزعاج العام ويزيد من حدة التوتر لدى فئات كبيرة من الناس.

العاملون في الإعلام الأكثر عرضة

يواجه الإعلاميون والصحفيون تحديًا مضاعفًا، فهم مجبرون بحكم عملهم على المتابعة المستمرة لتلك الأخبار، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بحالات القلق والضغط العصبي والاكتئاب. كما أن هناك فئات أخرى من الناس أصبحت تعاني من الأعراض ذاتها بسبب الانغماس المفرط في متابعة الأحداث دون وعي.

نصيحة للمصابين بأمراض جسدية ونفسية

إذا كنت من الذين يعانون من أمراض جسدية، أو من أصحاب الحالات النفسية الحساسة، فأنصحك بالابتعاد قدر الإمكان عن متابعة الأخبار السلبية. فالدقائق القليلة التي تقضيها أمام هذه المشاهد قد تؤثر على مزاجك بشكل مباشر، وتزيد من سوء حالتك الصحية، النفسية أو البدنية.

قلّل من المتابعة… لتحافظ على صحتك

التقليل من التعرض المستمر للأخبار السيئة أصبح ضرورة ملحة، وليس ترفًا. فالمحتوى الإعلامي، وإن بدا في بعض الأحيان محايدًا، إلا أنه قد يحمل تأثيرًا نفسيًا عميقًا على من يتابعه. لذا، كن انتقائيًا فيما تتابعه، وضع صحتك النفسية في مقدمة أولوياتك.

العالم اليوم… سجن نفسي مفتوح

لقد أصبح العالم وكأنه سجن نفسي مفتوح، حيث تتسارع فيه الأحداث السلبية، وتنتقل من السيئ إلى الأسوأ. ولا سبيل للنجاة من هذه الدوامة إلا بالوعي والحرص على عدم التورط العاطفي في ما يُعرض يوميًا من صور ومآسٍ تستهلك أعصابنا وطاقتنا.

*كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى