بورتسودان تشتعل بالتحركات.. اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع لبحث “عدوان حفتر” على السودان

الخارجية الليبية تُحمل قوات حفتر المسؤولية القانونية وتتبرأ من التصعيد

كتبت: د. هيام الإبس

في تطور ميداني بالغ الحساسية، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعًا طارئًا، اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبمشاركة رئيس الوزراء د. كامل إدريس، وأعضاء المجلس السيادي، وكبار القادة الأمنيين والعسكريين، وذلك لبحث التوغلات الليبية الخطيرة في منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر.

“العدوان الليبي” على طاولة الدولة

مصادر مطلعة أكدت أن الاجتماع ركّز على تقارير استخباراتية وعسكرية كشفت عن تورط قوات تابعة للمشير خليفة حفتر في دعم مليشيا الدعم السريع، من خلال تسهيلات لوجستية ومشاركة ميدانية جزئية، في خرق واضح لسيادة السودان وتهديد مباشر للأمن القومي.

خطة دفاعية وتحركات دبلوماسية مرتقبة

رجحت المصادر أن الاجتماع خلص إلى خطة دفاعية متكاملة، تشمل:

• تعزيز الوجود العسكري السوداني في منطقة المثلث الحدودي.

• تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

• إصدار تحذير حازم لقيادة الجيش الليبي من مغبة دعم المليشيات المسلحة داخل السودان.

كما تقرر فتح قنوات اتصال عاجلة مع عدد من العواصم الإفريقية والعربية، لشرح خطورة التصعيد، وسط تأكيد من الحكومة السودانية على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد والمنطقة.

طرابلس تتبرأ وتحمل حفتر المسؤولية

في أول رد فعل رسمي، أصدرت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية بيانًا صحفيًا عبّرت فيه عن رفضها القاطع لتورّط مجموعات مسلحة تابعة لخليفة حفتر في الاعتداءات الأخيرة داخل السودان.

وأكدت الوزارة أن هذه المجموعات لا تخضع لأي سلطة قانونية أو عسكرية تابعة للدولة الليبية، محملةً من يثبت تورطه المسؤولية الجنائية والقانونية الكاملة.
وأوضحت أن طرابلس تتابع التحقيقات الجارية، مشيرة إلى أن البيانات السودانية تستند إلى معلومات دقيقة، داعية إلى وقف الحرب والاحتكام لحل سياسي شامل يضمن وحدة واستقرار السودان.

تحذير عسكري: حفتر يدفع بالمنطقة إلى حافة التصعيد

الخبير العسكري السوداني اللواء أمين إسماعيل مجذوب وجّه تحذيرًا مباشرًا للجيش الليبي، مؤكدًا أن أي تدخل في النزاع السوداني ومساندة مليشيا الدعم السريع سيكون خطأ استراتيجيًا فادحًا.

وفي مقابلة مع قناة “الحدث”، قال مجذوب إن حفتر يحاول استغلال هشاشة الموقف الأمني في السودان لتقديم نفسه كبديل إقليمي للرئيس التشادي محمد إدريس ديبي (كاكا)، لا سيما بعد فشل التحالفات السابقة مع المليشيا.

وأكد مجذوب أن الجيش السوداني يمتلك أدلة ميدانية موثقة، من بينها ضبط عناصر ليبية داخل السودان أثناء تنفيذ مهام استخباراتية لصالح الدعم السريع، مشددًا على أن الجيش السوداني لن يتهاون في حماية السيادة الوطنية.

نيالا.. اشتباكات ونهب يفاقمان الأزمة الإنسانية

في سياق متصل، شهدت مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، اشتباكات عنيفة بالذخيرة الحية بين عناصر من قوات الدعم السريع داخل محيط قسم شرطة نيالا جنوب، ما تسبب في ذعر واسع بين السكان وشلل تام للحركة.

وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات أعقبها عمليات نهب واسعة النطاق، شملت الأسواق والمحال التجارية والأحياء المجاورة، وسط غياب تام لأي تدخل أمني فعّال.
وتعيش المدينة منذ أسابيع حالة من الانفلات الأمني والانقسام الداخلي في صفوف قوات الدعم السريع، مع تصاعد الاعتداءات ومخاوف جدية من انهيار الوضع الإنساني في ظل توقف الأنشطة الخدمية والأساسية.