ضربات إيرانية تشعل ليل تل أبيب وحيفا.. حرائق مروعة ودمار غير مسبوق

كتب – الدكتور محمد النجار
في تصعيد غير مسبوق، شهدت مدن تل أبيب وحيفا ويافا ليلة من أشد الليالي دموية واضطرابًا، إثر وابل من الصواريخ الإيرانية التي تجاوز عددها المئة، بحسب ما بثّته قناة الجزيرة وصور الأقمار الصناعية التي أظهرت دمارًا هائلًا في عدة مواقع.
حرائق وصرخات ودمار
ألسنة اللهب التهمت مباني بأكملها في تل أبيب، وسط صرخات النساء والأطفال الذين هربوا من منازلهم تحت وابل النيران والانفجارات. صور الحرائق التي تناقلها الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تُظهر انهيار مبانٍ وسوّيت أخرى بالأرض، في مشهد غير مألوف حتى في أشد الحروب السابقة التي خاضها الكيان الإسرائيلي.
استهداف حيفا.. المدينة الاقتصادية والعسكرية
في حيفا، المدينة التي تُعد من أهم المراكز الاقتصادية والعسكرية لدولة الاحتلال، كانت الضربات أكثر حدة. فقد استهدفت الصواريخ منشآت حيوية من بينها الميناء الذي تمر من خلاله 90% من واردات وصادرات إسرائيل، بالإضافة إلى مصانع كيماوية وقواعد عسكرية، منها:
-
قاعدة حيفا البحرية
-
مجمع “رافائيل” الصناعي العسكري
-
قاعدة “مقلاع داوود” للدفاع الجوي
-
مركز حيفا التقني العسكري
هذه الضربات تُنذر بتأثير كبير على البنية التحتية للاقتصاد الإسرائيلي وأداء الجيش في الأيام القادمة.
شلل في الداخل الإسرائيلي وتكتم إعلامي
وسائل الإعلام العبرية، الخاضعة لرقابة عسكرية مشددة، اكتفت بنقل مشاهد محدودة وسط حالة هستيرية في مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجّت بفيديوهات وصور تظهر الحرائق الهائلة والمباني المنهارة.
كما أظهرت اللقطات عشرات سيارات الإسعاف والإطفاء تهرع إلى قلب تل أبيب لمحاولة السيطرة على الحرائق وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض. وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تزال بعض الأبنية مشتعلة في أكثر من حي.
فشل دفاعي وإجلاء المصابين
في مواجهة هذه الضربات، فشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية – بما في ذلك القبة الحديدية ومقلاع داوود – في اعتراض عدد كبير من الصواريخ والمسيرات، ما سمح لها بإصابة أهدافها بدقة.
وأعلنت سلطات الاحتلال عن إجلاء 29 مصابًا حتى الآن، بينما يُتوقع أن ترتفع الأعداد مع استمرار عمليات الإنقاذ. وقد حاولت إسرائيل، على مدار أربع ساعات متواصلة، تدمير منصات الإطلاق الإيرانية، إلا أن الهجوم الصاروخي لا يزال يُسجل كأحد أعنف الليالي في تاريخ الكيان الصهيوني.