هجرة عكسية بالقوارب من إسرائيل: كما جاؤوا… سيرحلون”

Table of Contents
Toggleفقد الأمان بداية نهاية المشروع الصهيوني
كتب – محمد السيد راشد
كما جاؤوا… سيرحلون”..بهذا الوصف اختصر ناشطون مشهدًا يتكرّر في المرافئ الإسرائيلية، حيث توثّق التقارير الصحفية حالات هروب جماعي لعائلات إسرائيلية عبر البحر، تمامًا كما دخل أسلافهم فلسطين عبر البحر عام 1948. الفرق أن الرحيل اليوم ليس لاستيطان، بل فرار من مستقبل غامض وحرب تطرق الأبواب.
المرافئ تتحول إلى نقاط فرار
تؤكد تقارير إعلامية عبرية أن مئات الإسرائيليين يفرّون من مرافئ هرتسليا وحيفا وعسقلان، على متن يخوت خاصة متجهة إلى قبرص، هربًا من القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل. صحيفة هآرتس كشفت أن الموانئ الإسرائيلية باتت ممرات بحرية للهرب السري، حيث تصطف العائلات منذ ساعات الصباح في مارينا هرتسليا، حاملين حقائبهم للفرار من “الخطر الحقيقي”.
رحلات الهروب تكلف بين 2500 إلى 6000 شيكل، حسب نوع اليخت، بينما تتم بعضها دون تأمين أو تسجيل رسمي، في مشهد يعكس حالة من الهلع المتصاعد داخل المجتمع الإسرائيلي.
قرار وزاري يعكس الذعر
أمام هذه الفوضى، أصدرت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف قرارًا يمنع الإسرائيليين من مغادرة البلاد، مع استثناء الأجانب والسياح. القرار أثار جدلًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي، حيث اعتبره البعض محاولة فاشلة لمنع “الهروب الكبير”، بينما رأى آخرون أنه اعتراف ضمني بفقدان السيطرة على المشهد الداخلي.
كما جاؤوا… سيرحلون”
تزامنًا مع هذه التطورات، أعاد نشطاء عرب تداول صورة أرشيفية من عام 1948، توثق لحظة وصول أولى دفعات المستوطنين اليهود عبر البحر إلى فلسطين. وتمت مقارنة هذه الصورة بمشاهد الفرار الحالية، مع تعليق لاذع: “كما جاؤوا… سيرحلون”.
ورأى مغردون أن الإسرائيليين “لا يشعرون بالانتماء”، وأنهم، في النهاية، “ضيوف مسلحون على أرض ليست لهم”. وأضافوا أن الفرق الجوهري بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أن الأخيرين رغم القتل والحصار باقون في أرضهم، لأنها أرضهم وأرض أجدادهم، بينما يهرب المستوطنون فور اشتداد الخطر.
550 ألفًا غادروا منذ 7 أكتوبر
وفقًا لمصادر عبرية وروسية، فقد غادر إسرائيل نحو 550 ألفًا بلا عودة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر. ويعتقد أن آلافًا غادروا سرًا في الأيام الأخيرة عقب الضربات الإيرانية، ضمن ما وُصف بأنه أكبر موجة هجرة عكسية منذ عقود.
قنوات روسية أكدت بدورها أن “الكثير من الإسرائيليين يحملون جوازات سفر مزدوجة”، وأن وجودهم كان لأغراض اقتصادية أو أمنية، لا انتماء فعلي. واليوم، بعد أن فقدوا الأمان، أصبحت الهجرة العكسية خيارًا واقعيًا، لا مجرد مخاوف.
بداية النهاية؟
مغردون ومدونون وصفوا ما يحدث بأنه بداية نهاية المشروع الصهيوني، مؤكدين أن قرار “ريغيف” لم يكن ليصدر إلا إذا شعرت الحكومة بأن الجمهور جاهز للهرب. وكتب أحدهم:
“مثلما جاؤوا على متن البواخر، سيعودون. عودوا من حيث أتيتم يا سارقي الأرض!”
وغرّد آخر:
“الأرض تعرف أهلها، والزمن لا يرحم الغزاة”.
صمود فلسطيني وهروب إسرائيلي
في حين يواجه الفلسطينيون آلة الحرب الإسرائيلية بالصمود والثبات، يهرب الإسرائيليون في قوارب فاخرة إلى حيث أتوا. إنها هجرة عكسية بلا ضجيج، لكنها تحمل في طيّاتها انهيارًا نفسيًا وجمعيًا لمجتمع أُقيم على فكرة “الأمان”، لكنه لم يجده، ولم ينجح في منحه.