استمرار الجدل حول نسب اليهود .. يهود الخزر بفضحون أكذوبة النسب السامي

كتب / محمد السيد راشد
يثير الجدل حول أصل النسب اليهودي تساؤلات تاريخية وسياسية معقّدة، خاصة في ظل ادعاء إسرائيل بأنها دولة “يهودية قومية” تقوم على “حق تاريخي” في أرض فلسطين. غير أن الأبحاث التاريخية والأنثروبولوجية الحديثة تكشف عن تناقضات كبيرة في هذا الادعاء، خاصة فيما يتعلق بأصول غالبية سكان إسرائيل الحاليين.
يهود إسرائيل.. خليط من 100 جنسية
تؤكد الحقائق التاريخية تكشف عن واقع مختلف تمامًا، يتمثل في أن سكان إسرائيل الحاليين هم خليط من عشرات الجنسيات، ولا يجمعهم أصل عرقي موحد. فاليهود الذين وفدوا إلى فلسطين عبر موجات الهجرة الحديثة ينتمون إلى أكثر من 100 جنسية حول العالم، غالبيتهم الساحقة لا تمت بصلة للسامية أو لنَسَب بني إسرائيل التوراتي.
■ 84% من اليهود من أصل خُزَري
تشير أبحاث ودراسات متعددة إلى أن 84% من يهود إسرائيل اليوم هم من اليهود الأشكناز، أي يهود أوروبا الشرقية، الذين تعود أصول الكثير منهم إلى قبائل الخزر. والخزر هم شعوب آسيوية الأصل، ينتمون عرقيًا إلى خليط من البولنديين والرومان والروس والأوكرانيين واللتوانيين. وقد هاجروا إلى أوروبا بعد أن طُردوا من موطنهم الأصلي في آسيا.
■ الخزر.. مملكة وثنية اعتنقت اليهودية
في القرن السابع الميلادي، وبحسب العديد من المصادر التاريخية، اعتنق ملك الخزر “رولان” الديانة اليهودية، وفرضها على شعبه كدين رسمي. ومع مرور الوقت، أصبح الخزر يشكلون قاعدة بشرية ضخمة لليهود الأشكناز. ورغم تهوّدهم، فإن هؤلاء لا ينحدرون من نسل النبي موسى عليه السلام أو بني إسرائيل، بل هم شعب دخيل على الديانة اليهودية.
■ إبادة اليهود الساميين وانقراض نسلهم
من الناحية التاريخية، تعرض اليهود الساميون الأصليون للإبادة الجماعية عام 596 قبل الميلاد، عندما غزا البابليون مملكة يهوذا، ودمروها، وقتلوا معظم سكانها، ونقلوا البقية سبايا إلى بابل. وتُشير الوثائق إلى أن السلالة السامية الأصلية قد انقرضت عمليًا، باستثناء عدد قليل فرّ إلى شمال القوقاز، واستقر في أرض الخزر، وهناك أعاد نشر الديانة اليهودية.
■ لا وحدة عرقية ولا صلة ببني إسرائيل
الخلاصة أن الغالبية الساحقة من يهود اليوم، خاصة داخل إسرائيل، لا يمتّون بصلة مباشرة إلى بني إسرائيل التاريخيين، وإنما ينحدرون من شعوب دخلت اليهودية في مراحل تاريخية لاحقة، لأسباب دينية أو سياسية. وبالتالي، فإن الادعاء الإسرائيلي بالعودة إلى “أرض الميعاد” بوصفها وطنًا قوميًا لليهود الساميين، يبدو بلا أساس علمي أو تاريخي.
خلاصة تاريخية
إن ما يُروّج له على أنه “حق تاريخي لليهود في أرض فلسطين” لا يصمد أمام الحقائق التاريخية والجينية. فاليهود الأشكناز، وهم الغالبية في إسرائيل، ينحدرون من أصول أوروبية آسيوية بعيدة عن السامية، ويجسّدون، وفق مؤرخين، مشروعًا سياسياً محضًا لا دينياً ولا قومياً.