الجيش السوداني يتصدى مجدداً لهجمات مسيرة استهدفت سد مروي و مدينة عطبرة

ضحايا سودانيين في إفريقيا الوسطى يُشعل توترات على الحدود المشتركة
كتبت : د.هيام الإبس
خطاب مرتقب لرئيس الوزراء السوداني مساء اليوم
في خطوة جديدة، يلقي رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور كامل الطيب إدريس خطابًا مهماً مساء اليوم، و من المتوقع أن يُعلن خلاله عن تفاصيل تشكيل حكومته الجديدة التي طال انتظارها وكثرة الأخبار عنها.
توقعات واسعة:
– يُتوقع أن يتضمن الخطاب تفاصيل التشكيل الوزاري الذي سيتم الإعلان عنه رسمياً في الأيام المقبلة.
– يأتي هذا الإعلان في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار السياسي والانتقال الديمقراطي في السودان.

خلفية الأزمة:
يشهد السودان مرحلة حرجة تتطلب تشكيل حكومة كفؤة قادرة على معالجة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد، حيث ينتظر الشعب السوداني بفارغ الصبر إعلانًا يبعث على الأمل والثقة.
ومن المقرر أن تبث وسائل الإعلام المحلية والدولية الخطاب مباشرةً فيما يتجه أنظار الرأي العام المحلي والدولي إلى محتوى هذا الإعلان الذي قد يشكل منعطفاً جديداً في المسار السياسي للسودان، ويدعو مكتب رئيس الوزراء المواطنين ووسائل الإعلام لمتابعة الخطاب المهم الذي سيكشف عن ملامح المرحلة المقبلة وإجراءات الحكومة لمعالجة الأزمات الراهنة.
الجيش السودانى يتصدى مجدداً لهجمات مسيرة
شهدت سماء مدينتي عطبرة و مروي في شمال السودان مجدداً، استهداف لعدد من المسيـرات الاستراتيجية حيث أعلنت قيادة الفرقة 19 مشاة في مدينة مروي شمال السودان عن اعتراض دفاعاتها الجوية لعدد من الطائرات المسيـرة الانتـحارية التي حاولت استهداف سد مروي.
وفى تطور متصل، تعاملت وحدات المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني مع هجوم آخر شنته مليـشيات مسلحة باستخدام طائرات مسيرة، استهدف مدينة عطبرة بولاية نهر النيل فجر الخميس.
وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية في المدينة، تبين لاحقًا أنها ناجمة عن عملية اعتراض ناجحة للطائرات المهاجمة.
ووفقاً للمصادر، استهدفت المليـشيات محيط مطار عطبرة ومناطق أخرى، إلا أن الدفاعات الجوية أسقطت جميع الطائرات المعادية دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية، وأكد السكان المحليون أن الهجوم بدأ قرابة الخامسة صباحًا، حيث رُصد تحليق ما لا يقل عن 5 طائرات مسيرة في أجواء المدينة قبل تدميرها.
ضحايا سودانيين في إفريقيا الوسطى
من جهة أخرى ، تصاعد التوتر الأمني على الحدود السودانية مع جمهورية إفريقيا الوسطى، عقب مقتل ثلاثة سودانيين على يد مسلحين مجهولين داخل مدينة “ترفيله” بمحافظة “براو” الحدودية، أثناء توجههم من منطقة أمدافوق. الحادثة أثارت موجة غضب وسط الأهالي، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات قبلية عابرة للحدود.
الحادثة أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في المنطقة الحدودية التي تشهد تدفقات نازحين وسلسلة من أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة.
تفاصيل الحادثة
بحسب مصادر محلية، وقعت الجريمة عندما كان الضحايا الثلاثة في طريقهم من مدينة أمدافوق السودانية إلى منطقة “ترفيله” داخل إفريقيا الوسطى، وأفاد شقيق أحد القتلى، خالد الحسين، أن الضحايا “اختفوا في الطريق”، قبل أن تؤكد الإدارات الأهلية السودانية، لاحقاً، مقتلهم داخل الأراضي الإفريقية. وفقاً لـ”دارفور24″.
وأكدت مصادر محلية أن قوات مسلّحة أوقفت المركبة التي كانت تقلّهم، وأن دوافع الهجوم لم تُحدد بعد، وسط تلميحات إلى خلفيات انتقامية أو نزاعات محلية، في أعقاب الحادثة، تجمّع مئات من ذوي الضحايا في أمدافوق ملوّحين بالتحرك نحو مناطق الجناة، مما زاد من درجة التوتر في المدن الحدودية المجاورة داخل إفريقيا الوسطى.
فرار جماعي وخوف من المواجهة
قال مسؤول إداري محلي في أمدافوق، إن الحادثة أثارت “حالة من الذعر والاحتقان المجتمعي”، ما أدى إلى فرار جماعي لأفراد من قبيلة الكارا اللاجئين في أمدافوق، تحسباً لردود فعل انتقامية من سكان المدينة الذين ينتمي القتلى إلى صفوفهم.
تكرار الحوادث على الحدود
تأتي هذه التطورات بعد سلسلة من حوادث القـتل والنهب المسلحة ضد لاجئين سودانيين داخل الأراضي الإفريقية، أبرزها مقتل عدد من اللاجئين في منطقة بيراو قبل أيام، إضافة إلى مجزرة وقعت مطلع يونيو بمنطقة “إنجليز” قُتل خلالها خمسة سودانيين وأُصيب خمسة آخرون على يد مسلحين محليين.
وتؤكّد هذه الوقائع تصاعد الانفلات الأمني في المناطق الحدودية، والتي تشهد ضعفاً في الحضور الحكومي وارتفاعاً في التوترات الإثنية، ما يرفع المخاوف من تحوّل المنطقة إلى بؤرة صراع متكرر بين مجموعات محلية ومجتمعات اللاجئين.
أزمة إنسانية متفاقمة
وبحسب آخر إحصاءات مفوضية شؤون اللاجئين، فإن أكثر من 38 ألف سوداني لجأوا إلى إفريقيا الوسطى منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، من أصل 4.1 ملايين فرّوا إلى بلدان الجوار، وسط ظروف إنسانية هشّة وانعدام دائم للحماية.
ففي غياب تدخل أمني دولي ملموس أو وجود نقاط تماس مشتركة بين البلدين لمراقبة الحدود، يظل خطر الانزلاق نحو مواجهات حدودية مفتوحة قائماً، ما لم يتم احتواء الأزمة بتدخل عاجل من الحكومتين وبدعم من بعثات حفظ السلام والمنظمات الإنسانية.
فى الأثناء، دعت فعاليات محلية إلى تدخل حكومي عاجل لمنع تحول الأوضاع إلى نزاع قبلي دموي، ومطالبة بفتح تحقيق مشترك لمحاسبة الجناة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم.