الأمم المتحدة تحذّر من تداعيات “الأعمال العدائية المتصاعدة” في السودان
آلاف اللاجئين السودانيين عالقون على الحدود مع جنوب السودان بسبب توقف الدعم الدولى

كتبت : د.هيام الإبس
حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة من “العواقب الوخيمة الناجمة عن الأعمال العدائية المستمرة والمتصاعدة” في وسط وغرب السودان، مع استمرار النزاع على مناطق النفوذ بين الجيش والدعم والسريع.
وقال تورك في بيان إن القتال في أنحاء شمال دارفور وكردفان و”الخطر الجسيم من تفاقم الصراع الوحشي والمميت يثيران مخاوف جدية متعلقة بالحماية، في ظل بيئة تسودها ثقافة الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان”.
كانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قالت الأربعاء إن أكثر من 16 ألفاً نزحوا من مناطق في جنوب وغرب السودان خلال أسبوع واحد.
ومنذ انسحابها من الخرطوم في مارس بعد أن سيطرت على أجزاء واسعة من العاصمة لما يقرب من عامين، سعت قوات الدعم السريع إلى السيطرة على مساحات أخرى في مناطق أبعد.
وفى ولاية جنوب كردفان “لا يزال المدنيون محاصرين جراء القتال بين الأطراف الساعية إلى السيطرة على مدينة الدبيبات الإستراتيجية”، بحسب تورك الذي لفت إلى تقارير تفيد بحصار الدعم السريع لمدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، الخاضعة لسيطرة الجيش وفصائل متحالفة معه.
وحذّر المسؤول الأممي من أن الدعم السريع “قد تشن هجوما على (الأبيض) في الأيام المقبلة، وفقاً لما أعلنه قائدها”.
وخلال الشهرين الماضيين استهدفت قوات الدعم السريع عدة منشآت في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان من بينها سجن المدينة ومستشفيين وأحياء سكنية، ما أدى لمقتل العشرات.
وفى فبراير، كسر الجيش السوداني حصارًا فرضته قوات الدعم السريع لنحو عامين على مدينة الأبيض الواقعة عند تقاطع استراتيجي يربط الخرطوم (400 كيلومتر) بإقليم دارفور بغرب البلاد.
واستعاد الجيش السيطرة على مدينة الخوي الواقعة في ولاية غرب كردفان والتي تقع على مسافة نحو 100 كيلومتر من الأبيض وتعد مفترق طرق استراتيجياً بين الخرطوم ودارفور، لفترة وجيزة في أبريل الماضي قبل أن تسقط مجدداً في أيدي قوات الدعم السريع بعد أيام.
وأعلنت قوات الدعم في مايو سيطرتها على الدبيبات، وهي منطقة رئيسية تربط ولايتي شمال وجنوب كردفان.
وفرّ نحو 11 ألف شخص من عشر قرى في منطقة القوز بجنوب كردفان بين 12 و14 يونيو، على ما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة في بيانها الذي لم يُفصّل أسباب النزوح.
كارثة في الفاشر
وفى مدينة الفاشر الواقعة إلى الغرب من كردفان “شنّت قوات الدعم السريع هجوماً جديداً” في 15 يونيو، وذلك “بعد أشهر من تزايد حشد المقاتلين بما في ذلك تجنيد الأطفال في جميع أنحاء دارفور”، بحسب البيان.
وقال تورك إن الهجوم الأخير على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يذكّر “بهجوم قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين في أبريل، الذي أسفر عن مقتل مئات المدنيين وانتشار العنف الجنسي بالإضافة إلى كارثة إنسانية”.
ومع دخول النزاع عامه الثالث، تظل البلاد منقسمة بحكم الأمر الواقع إلى قسمين: الجيش يسيطر على الوسط والشرق والشمال، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريباً وأجزاء من الجنوب.
ولم تتمكن قوات الدعم السريع بعد من السيطرة على الفاشر لتشديد قبضتها على إقليم دارفور، لكنها تواصل قصف المدينة وسكانها المهددين بالمجاعة.
وكثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على غرب السودان بعد إخراجها من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بوسط البلاد، ما أدى لوقوع مئات القتلى ونزوح مئات الآلاف من الفاشر ومعسكرات النازحين المجاورة لها بالإضافة إلى نزوح عشرات الآلاف من مدن كردفان.
وبين 10 و14 يونيو، غادر ما يقرب من ألف شخص معسكر أبو شوك للنازحين على مشارف الفاشر، وفق تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.
وقبل أيام، أعلنت الدعم السريع سيطرتها على المثلث الحدودى بين السودان ومصر وليبيا، بعد إعلان الجيش انسحابه واتهامه المشير خليفة حفتر بدعم قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضده منذ أكثر من عامين.
ويقع المثلث الحدودى بين السودان ومصر وليبيا شمال الفاشر، وقالت الخارجية السودانية إنه يعد “معبراً رئيسياً للأسلحة” والمقاتلين كإمدادات للدعم السريع.
وبحسب بيان المنظمة الدولية للهجرة، نزح حوالى 4200 شخص من المثلث الحدودي بين 15 و17 يونيو الجارى.
وقال فولكر تورك في بيانه، الجمعة “نعلم إلى أين سيؤدي المزيد من التصعيد”، مضيفاً “طالما شهد العالم لفترة طويلة أهوالاً مروّعة غير محدودة تجري في السودان ومعاناة شعبه التي لا توصف”.
وأكد أنه “يجب حماية المدنيين مهما كلف الأمر، كما يجب إجراء تحقيق شامل في الانتهاكات والجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها”.
ودعا تورك “جميع الدول إلى استخدام تأثيرها للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم، ووقف تدفق الأسلحة إلى البلاد وكبح جماح المصالح التجارية التي تغذي هذا الصراع”.
آلاف اللاجئين السودانيين عالقون على الحدود مع جنوب السودان
فى الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن آلاف اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب وجدوا أنفسهم عالقين على الحدود مع جنوب السودان، وذلك نتيجة الانخفاض الحاد في التمويل الدولي المخصص للمساعدات الإنسانية، مما تسبب في تعليق عمليات نقلهم إلى مناطق أكثر أمانًا.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أنها اضطرت، منذ الأول من يونيو الجاري، إلى توقيف استخدام وسائل النقل المختلفة — من قوارب وحافلات وطائرات — التي كانت تنقل النازحين إلى مناطق آمنة داخل جنوب السودان، وذلك بسبب نفاد الموارد المالية وتدهور الأوضاع الأمنية وصعوبة الوصول.
وفي بيان رسمي، اعتبرت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، أن “ما يحدث غير مقبول”، مضيفة أن هؤلاء اللاجئين الذين فروا من العنف والحرب، لا يمكن أن يُتركوا عالقين عند الحدود “دون وسيلة للوصول إلى بر الأمان أو أمل في إعادة بناء حياتهم”.
وحذرت المنظمة من أن هذا الوضع الخطير يفاقم الضغط على المجتمعات المحلية المستضيفة، ويزيد من احتمال اندلاع التوترات والأوبئة، في ظل تناقص الوصول إلى الموارد الحيوية مثل المياه، والخدمات الصحية، والأراضي، ووسائل العيش.
ويأتى هذا التطور في وقت يشهد فيه السودان منذ أبريل 2023 صراعًا داميًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من عشرة ملايين شخص داخليًا، ونزوح ما يزيد عن أربعة ملايين إلى خارج البلاد، بينهم أعداد كبيرة اتجهت جنوباً نحو دولة جنوب السودان، التي تعاني بدورها من هشاشة أمنية واقتصادية منذ استقلالها سنة 2011.
وتتوقع المنظمة الدولية للهجرة وصول نحو 125 ألف لاجئ إضافي إلى جنوب السودان ما بين يوليو ونهاية السنة، في حين أن 43 ألفًا منهم سيحتاجون إلى دعم لوجستي للنقل، ما دفع المنظمة إلى إطلاق نداء طارئ لجمع تمويل قدره 6.5 ملايين دولار لضمان استئناف هذه العمليات.
ويشار إلى أن الأزمة الراهنة تأتي في سياق تراجع عالمي واسع في التمويل الإنساني، بعد قرارات سياسية اتخذتها عدة دول كبرى — أبرزها الولايات المتحدة — بتقليص مساعداتها الخارجية، وهو ما أدى إلى اضطرابات في استجابة المنظمات الأممية للأزمات المتفاقمة في عدد من مناطق النزاع، وعلى رأسها السودان.
نجوم سودانيون يشاركون في فيلم «أسد» لمحمد رمضان
من جهة أخرى ، يشارك نخبة من نجوم السينما السودانية بقيادة السراج وإسلام مبارك في فيلم مصري من بطولة محمد رمضان.
ويُعد فيلم “أسد” من أبرز الأفلام المنتظرة في نهايات 2025، وهو عمل سينمائي جديد لـ محمد رمضان من إخراج محمد دياب، ويضم الفيلم مجموعة من نجوم السودان، وهم محمود السراج، إسلام مبارك،-مصطفى شحاتة، إيمان يوسف، ونزار جمعة.
وأثبت هؤلاء الممثلون السودانيون نجاحهم في مصر والسعودية وغيرها من الدول في أعمال أفريقية وأوروبية، خاصة بعد تألقهم في أفلام مثل “وداعًا جوليا” و”ستموت في العشرين”.
وتعكس مشاركتهم في فيلم “أسد” تنوع وتميز السينما السودانية وتأكيدًا على دورها في الساحة الفنية العربية.
قصة الفيلم
يدور فيلم “أسد” حول قصة ثورة العبيد التي قادها علي بن محمد الفارسي ضد الجيش العباسي في عام 1280 ميلادية خلال فترة حكم المماليك، ويتناول الفيلم هذه الفترة التاريخية بعمق، ويُسلط الضوء على التحديات والصعوبات التي واجهت الثورة.
يضم فيلم “أسد” 70 بطلًا، منهم 12 شخصية رئيسية وضيوف شرف من مصر ولبنان والسودان ودول عربية أخرى.
و تم تجهيز ملابس لأكثر من 2000 شخصية ثانوية في الفيلم، مما يدل على حجم العمل الضخم الذي بذل في الإنتاج، يذكر أن محمد رمضان لم يقدم مسلسلًا في رمضان 2024 ولا موسم 2025 بسبب تفرغه للعمل على فيلم “أسد”.
الإعلان عن الفيلم
تم الإعلان عن فيلم “أسد” لأول مرة في عيد الفطر 2023، حيث كان محمد رمضان ضيفاً على برنامج “صاحبة السعادة” مع إسعاد يونس.
و قال رمضان وقتها إن الفيلم يمثل مشروعاً مهماً جداً له مع المخرج العالمي محمد دياب.
ويراهن صنّاع الفيلم على تقديم تجربة سينمائية غير مسبوقة، حيث يجمع الفيلم بين الأكشن التاريخي والدراما الاجتماعية والرومانسية يتوقع أن يحقق فيلم “أسد” بطولة محمد رمضان نجاحًا كبيراً عند عرضه، خاصة مع المشاركة الفنية المتميزة من نجوم السودان والممثلين العرب.