احدث الاخبارأراء وقراءات

ما بعد الضربة الأمريكية لإيران

عاش ترامب ونتنياهو لحظات من النشوة الطارئة وأطلقا تصريحات متزامنة تعلن عن تحالف شيطاني حقير

 

فكيف ستتطور الأمور؟

وما هي السيناريوهات المحتملة بعد الضربة؟

‏ماذا بقي من الأهداف الأمريكية والإسرائيلية؟

 

بانتهاء الملف النووي لا يبقى للأمريكان أي أهداف عسكرية في إيران وهو ما عبر عنه ترامب بقوله أنه “حان وقت السلام” أما الكيان الصهيوني فلن يناسبه مثل هذا الوضع وسيجد نفسه عالقا في مستنقع رهيب لأن الخيوط كلها أصبحت بيد إيران وهي التي تقرر أين تتجه فما هي الخيارات؟

‏أولا: الحل السياسي:

 

من الناحية النظرية هناك فرصة مرتفعة للعودة للحل السياسي والمفاوضات حيث تعتبر الولايات المتحدة أن العقدة الكبرى في المفاوضات قد أزيحت من خلال ضرب المفاعلات الإيرانية

 

وعلى الأرجح سيقدم الأمريكي مقترحات مغرية لإيران منها رفع العقوبات في مقابل عدم العودة للمشروع النووي وعدم تهديد إسرائيل أو المصالح الأمريكية في المنطقة.

‏ثانيا: ضرب الأهداف الأمريكية

 

وهي ورقة على الأرجح ستمسك بها إيران كورقة تفاوضية مع الولايات المتحدة الأمريكية وستبقي مصالح أمريكا تحت التهديد لأطول فترة ممكنة.

 

وفي نفس الوقت سيتكفل أنصار الله في اليمن بتوجيه ضربات نحو الأمريكان والإضرار بمصالحهم خصوصا في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب وقد أعلنوا صراحة عن هذا الموقف.

‏ثالثا: استنزاف الكيان الصهيوني:

 

تعتبر إيران أن معركتها الأساسية مع الكيان وتدرك أن انتصارها في هذه المعركة هو ما سيعيدها لمكانتها التي تضررت بسبب الهجمات الإسرائيلية وبسبب ما أصاب حلفاءها في محور المقاومة.

 

وقد جاء الرد الإيراني على الكيان مباشرا وقويا بعد ضرب المفاعلات النووية وكأن إيران تقول إنها ستستكمل بنك أهدافها لدى الكيان ضمن الوعد الصادق 3 والتي وصلت إلى الموجة العشرين منه.

 

وتعرف إيران جيدا أن الاحتلال إنما طلب تدخل أمريكا لتقصير أمد المعركة وعدم السماح بأن تتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد تتسبب في انهيار اقتصادي وأمني واجتماعي صهيوني بالنظر لحالة عدم الاستقرار والإغلاق الجوي والبحري وانعدام القدرة على العمل والإنتاج فضلا عن الأضرار المادية والبشرية والمعنوية التي تسببها وجبات الصواريخ وأفواج المسيرات بشكل متتابع.

‏رابعا: مفاوضات الحل الشامل

 

والمقصود بذلك أن تسعى الولايات المتحدة عن حل شامل لكل منطقة الشرق الأوسط ليس مع إيران فقط ولكن يشمل غزة ولبنان واليمن وكل مناطق التوتر

 

وهو خيار قد يناسب نتنياهو من الناحية النظرية لكنه لن ينجح إلا إذا قدم تنازلات مريرة تشمل وقف حرب الإبادة في غزة والانسحاب من كل الجبهات والتوقف عن برامج التهويد في القدس والضفة الغربية المحتلة والاستعداد لتقديم تنازلات سياسية في الملف الفلسطيني

 

ومن المؤكد أن حكومة نتنياهو الحالية لا تستطيع المضي بمثل هذا الخيار وسينهار الائتلاف الحكومي في حال قبل نتنياهو بذلك المسار.

‏ما خيارات نتنياهو الممكنة؟

 

أمام نتنياهو مساران لا ثالث لهما

 

الأول: الاستمرار في الحرب والهجمات المتبادلة مع إيران إلى ما لانهاية حفاظا على ائتلافه الحكومي، وهو ما سيتسبب في معاناة متزايدة للكيان ولإيران وللمنطقة ككل وفي إطاره سيسعى للوصول إلى المرشد الأعلى علي خامنئي واغتياله.

 

والثاني: أن يغادر نتنياهو المشهد السياسي متذرعا بأنه قد نفذ ما وعد الإسرائيليين به وهو ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وبالتالي يتجه الكيان نحو انتخابات جديدة وحكومة جديدة ترفع شعارات سياسية مختلفة وتبدي استعدادا للتفاهم مع إيران والمحيط العربي وتقديم تنازلات سياسية.

وحسب معرفتنا بطبيعة نتنياهو فإن هذا الخيار مستبعد جدا لأن تداعياته على نتنياهو ليست سهلة وهي قطعا ستنتهي به في السجون او تحت الملاحقة الدولية.

‏الخلاصة:

 

الضربة الأمريكية لإيران تعطي نتنياهو وترامب شعورا مؤقتاً بالانتصار ولكن تداعياتها ستكون كارثية على الكيان والأمريكان، وإيران ستكون في وضع جديد يسمح لها بالتحكم الكامل بردود الفعل وطريقة العقاب الذي ستوقعه بالكيان الصهيوني.

وهي على الأرجح ستيتم بالرهان على قدرتها العالية على الصمود وإطالة أمد الحرب في مقابل ضعف هذه القدرة لدى الكيان الصهيوني بما يدفعه نحو الخضوع وتقديم تنازلات ليس فقط لإيران بل في كل الملفات.

مختارة من حساب فايد أبو شماله على منصة x

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى