محمد البرادعي يحذر: حرب عدوانية على إيران تهدد باشعال الشرق الأوسط 

المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: اللهم قد بلغت.. هذه حرب على أساس من الخداع

كتب – محمد السيد راشد

في تحذير شديد اللهجة وصفه بـ”نداء للتاريخ”، وجّه الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رسالة قوية عبر صفحته الرسمية على منصة “إكس”، قال فيها إن الحرب العدوانية على إيران ستؤدي إلى آثار مدمرة على المنطقة بأسرها، محذرًا من تكرار نفس السيناريو الكارثي الذي شهدته منطقة الشرق الأوسط في حرب العراق عام 2003.

 حرب على أساس من الخداع

أكد البرادعي أن الحرب على إيران تأتي رغم غياب أي دلائل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على وجود برنامج نووي عسكري لدى طهران، مضيفًا أن الحرب تُشن من جانب دولتين تمتلكان آلاف الأسلحة النووية، في مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.

وكتب البرادعي:

“حرب تعيد إلى الذاكرة الحرب الكارثية على العراق التي قامت على الخداع… اللهم قد بلغت”.

وأضاف:

“الاتفاق النووي لعام 2015 وفّر ضمانات كافية حول سلمية البرنامج النووي الإيراني، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018، والآن نحاول إعادة اختراع العجلة من خلال حرب رهيبة قد تجر المنطقة كلها إلى الهاوية”.

تصعيد عسكري واسع: إسرائيل تضرب وإيران ترد بعنف

تأتي تحذيرات البرادعي في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط أخطر تصعيد عسكري منذ سنوات، بعد أن شنت إسرائيل، يوم الجمعة 13 يونيو، هجومًا جويًا واسعًا على منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية باستخدام أكثر من 200 طائرة مقاتلة.

استهدفت الغارات مواقع حساسة في نطنز، أصفهان، طهران وشيراز، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري وعلماء نوويين بارزين، إلى جانب 263 مدنيًا و154 عنصر أمن، وفقًا لإحصائيات رسمية إيرانية.

إيران ترد بأكثر من 450 صاروخًا وألف طائرة مسيّرة

ردًا على الهجوم الإسرائيلي، شنت إيران هجومًا جويًا هو الأضخم من نوعه باستخدام أكثر من 450 صاروخًا وأكثر من 1,000 طائرة مسيّرة، استهدفت مواقع في تل أبيب، حيفا، بئر السبع، ومناطق حدودية.

ورغم نجاح منظومة “القبة الحديدية” في اعتراض معظم الصواريخ، إلا أن بعض الضربات أصابت أهدافًا حيوية، بينها مستشفى سوروكا في بئر السبع، ما أسفر عن إصابة أكثر من 50 شخصًا، وتسجيل دمار واسع في البنية التحتية الطبية.

ووفقًا لبيانات رسمية، ارتفع عدد القتلى في إسرائيل إلى 24 شخصًا، فضلًا عن مئات المصابين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال 30 قائدًا عسكريًا إيرانيًا و17 عالمًا نوويًا منذ اندلاع التصعيد.

مواقف دولية متباينة ومفاوضات متعثرة

وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني أن المقترحات الأوروبية خلال محادثات جنيف بشأن البرنامج النووي “غير واقعية”، مؤكدًا أن وقف التخصيب بالكامل (صفر تخصيب) يعد “طريقًا مسدودًا”، وأن **البرنامج الصاروخي الإيراني غير قابل للتفاوض”.

كما صرح عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية، بأن “الثقة في الولايات المتحدة أصبحت شبه معدومة”، لا سيما بعد الضربة الإسرائيلية التي سبقت جولة المفاوضات المقررة.