اتفاق مع شركات مصرية لصيانة جسور الخرطوم فوراً

قمة نفطية بين الخرطوم وجوبا تنتهي باتفاقات حاسمة
كتبت : د.هيام الإبس
أعلن عماد الدين عدوي، سفير السودان بالقاهرة، إن التفاف الشعب حول قواته المسلحة مكّنها من تحقيق العديد من النجاحات وتحقيق المزيد من الاستقرار في عدد كبير من المدن بما في ذلك الخرطوم.
وأضاف العدوي، أن الجيش السوداني يسعى لفرض الاستقرار في بقية أنحاء السودان.
وأشار سفير الخرطوم إلى الترتيب مع الحكومة والشركات المصرية للمشاركة في جهود إعادة إعمار البنية التحتية من محطات مياه ومحطات كهرباء ومحطات صرف صحي.
ولفت إلى الاتفاق مع وزارة النقل المصرية على البدء فوراً في تنفيذ جسرين تدمروا جراء اعتداء الميليشات المتمردة في مدينة تريط الخرطوم وأم درمان، بخلاف جسر ثالث كان تنفيذه متعثراً، وأشار إن شركات مصرية عديدة تعمل في السودان، مثل المقاولين العرب وحسن علام وكذلك السويدي.
سودانيون في القاهرة يطلقون خطة تعمير السودان
شهدت قاعة جمعية إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب بالقاهرة تجمعاً حاشدًا ضم نحو 300 شاب وشابة سودانيين، استجابةً لدعوة مؤتمر الشباب الأول الذي نظمته الجمعية، أُقيم المؤتمر تحت رعاية الدكتور عصام، رئيس الوزراء المصري الأسبق، وحمل شعار “يلا نعمر”، مسلطاً الضوء على دور الشباب في جهود إعادة الإعمار.
تضمن المؤتمر عدة أوراق عمل ركزت على محوري الشباب والإعمار، تم تقديم ثلاث أوراق عمل بارزة: الأولى، بعنوان “قطاع ريادة الأعمال في الإعمار”، قدمها وليد ود عيسى. أما الثانية، فتناولت “التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لدعم الإعمار والتنمية”، وقدمها مهند شحاتة، فيما استعرضت الورقة الثالثة، التي قدمها المهندس شهاب عثمان، “كيف تكون مؤسسات القطاع العام جاذبة للشباب: التحديات والفرص”.
تمويل المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر
في تعقيبه على الأوراق المقدمة، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور عادل عبد العزيز إلى التحديات التي يواجهها المستثمرون، إلا أنه أشاد بسياسات البنك المركزي السوداني المرنة والداعمة لتمويل المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة، حاثًا الشباب على اغتنام هذه الفرص دون تردد، كما تطرق الدكتور عبد العزيز إلى التعديلات الأخيرة في سياسات الطاقة، التي سمحت بتركيب واستخدام الطاقة الشمسية دون رسوم جمركية، بل وأتاحت للحكومة شراء الفائض من الأفراد، مما يشجع الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة ويخفف الضغط على الشبكات التقليدية.
وانتقد الدكتور عبد العزيز ضعف فعالية الخطط السابقة بسبب غياب التنفيذ الجاد، مطالبًا بتأسيس مجلس قومي للتخطيط والتعاون الدولي يتبع لجهة عليا، ويتمتع بآليات محاسبة فورية، مستشهداً بنماذج عالمية ناجحة كماليزيا في عهد مهاتير محمد.
الزراعة والتحول الرقمي
أوضح الدكتور عبد العزيز أن الحرب تسببت بدمار واسع في القطاعين الصناعي والخدمي، بينما ظل القطاع الزراعي أقل تضرراً ويشكل أملًا لعودة سريعة للحياة الاقتصادية، ودعا الشباب إلى الانخراط في مشاريع الزراعة المنزلية وتربية الحيوانات والدواجن لتوفير مصادر دخل مباشرة وسريعة.
كما دعا، إلى تسريع جهود التحول الرقمي والاستفادة من النظم البديلة للأنظمة الغربية المحظورة، مثل أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية الصينية والروسية، مؤكداً ضرورة دعم وزارة الاتصالات والتحول الرقمي لأداء هذا الدور الحيوي.
وأثنى الدكتور عبد العزيز على الخطوة الذكية بإنشاء وزارة للبيئة والاستدامة، لما لها من دور في فتح الباب أمام التمويل الأخضر، الذي أصبح شرطاً أساسيًا لدعم المشاريع الجديدة عالميًا، مشدداً على أن المشاريع التي تراعي خفض الانبعاثات والكربون ستحظى بفرص تمويل أفضل.
مرونة الضمانات وتأهيل رواد الأعمال
طمأن الدكتور عبد العزيز رواد الأعمال بأن الضمانات أصبحت أكثر مرونة، حيث يمكن للبنوك الاعتماد حتى على شيوخ الأحياء أو قيادات المجتمع لضمان التمويل متناهي الصغر، وحث الشباب على إعداد دراسات جدوى مبسطة ومدروسة وعدم التخوف من خوض تجربة ريادة الأعمال.
واختتم الدكتور عبد العزيز تعقيبه بالتأكيد على أهمية المواءمة بين التخطيط القوي، ودعم المشاريع الصغيرة، والتحول نحو الطاقة المتجددة والرقمنة، لتجاوز آثار الحرب والحظر الاقتصادي وتحقيق اقتصاد مرن ومستدام للسودان.
قمة نفطية بين الخرطوم وجوبا
فى سياق آخر، استقبلت وزارة الطاقة والنفط في السودان، مساء اليوم، وفداً رفيع المستوى من دولة جنوب السودان، ضم وزيري المالية والنفط، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين، في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة القضايا الفنية العالقة المرتبطة بنقل بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية.
لقاء سنوي لمراجعة ترتيبات نقل ومعالجة النفط
وقال وكيل وزارة الطاقة والنفط، الدكتور محيي الدين نعيم، إن اللقاء يأتي ضمن الاجتماعات الدورية السنوية بين السودان وجنوب السودان، والتي تُعقد لمناقشة التفاصيل المتعلقة باتفاق نقل خام بترول الجنوب، خاصة وأن السودان يُعدّ الناقل الرسمي لهذا الخام، ما يجعل من هذا التعاون حجر أساس في العلاقة بين البلدين.
وأشار نعيم إلى أن الشراكة التاريخية بين الجانبين في مجال نقل ومعالجة النفط لا تزال قائمة، وتعكس عمق التعاون الفني والاستراتيجي بين الدولتين، مشدداً على أهمية هذه الاجتماعات في تقوية جسور التعاون وتجاوز التحديات الفنية التي قد تظهر.
قرارات حاسمة حول القضايا العالقة في ملف البترول
وصف وكيل وزارة الطاقة الاجتماع الذي انعقد اليوم بأنه كان ناجحًا بامتياز، وتمت خلاله مناقشة عدد من المسائل الحساسة المتعلقة بملف البترول، حيث توصل الطرفان إلى اتفاقات مهمة بشأن بعض القضايا التي كانت محل خلاف أو تفاهم غير مكتمل.
وأكد أن اللقاء اتسم برؤية واضحة وروح عالية من التفاهم، ما يعكس جدية الطرفين في معالجة الملفات المشتركة بروح الشراكة والمسؤولية، مشيراً إلى أن البرنامج سيتواصل مساء اليوم بمشاركة أطراف أخرى، ما يعطي دفعة قوية للمضي في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها.
مشاركة واسعة لقيادات وزارة الطاقة السودانية
كما شهد اللقاء مشاركة عدد من كبار قيادات وزارة الطاقة والنفط، الذين قدموا إسهامات حقيقية، بحسب الدكتور نعيم، أسهمت في تصحيح المسار وتوضيح بعض النقاط الخلافية، ما ساعد على إزالة المغالطات وتسهيل التوصل إلى حلول عملية.
وشدد وكيل الوزارة على أن ملف النفط يعتبر من الملفات الحساسة التي لا تقبل إلا بالتعامل بمهنية عالية، خاصة في ظل وجود شركاء دوليين يعملون ضمن قطاع النفط في كلا البلدين، وهو ما يتطلب دقة وتنسيقاً عالي المستوى لضمان استمرار العمليات بسلاسة وكفاءة.
مراعاة لظروف البلدين وتفاؤل بمستقبل التعاون
وأكد وكيل وزارة الطاقة والنفط أن الاجتماع راعى الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها كل من السودان وجنوب السودان، وهو ما أسهم في تسهيل التفاهم والوصول إلى توافق سلس دون تعقيدات، معرباً عن تفاؤله بأن تستمر هذه العلاقة الإيجابية خلال الأيام القادمة، بما يحقق مصالح الشعبين في مجال الطاقة والنفط.
وأعرب الدكتور محيي الدين نعيم عن أمله في أن تكون هذه اللقاءات الدورية نواة لتطوير أطر التعاون بما يتجاوز الجوانب الفنية إلى شراكة استراتيجية تخدم البلدين على المدى الطويل، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية التي تؤثر على سوق الطاقة والنفط في المنطقة.
حرب إيران وإسرائيل وتأثيرها على السودان.. خبير يكشف المخاطر الكارثية
من جهة أخرى، قطع الخبير الاقتصادي د. محمد الناير بتأثير الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل، إذا ما توسعت دائرتها واستمرت لفترة طويلة، على منطقة الخليج والمنطقة المحيطة بأماكن الحرب بصورة كبيرة.
وأشار الناير إلى أن تأثر اقتصاديات هذه الدول سيؤثر سلباً على سلاسل الإمداد الخاصة بتصدير النفط والصادرات والواردات لكل دول المنطقة المحيطة، مؤكداً أن التأثير لن يحدث الآن، موضحاً أن الأثر في الوقت الراهن يمكن أن يكون محدوداً ويعتمد على الاحتياطيات وترتيبات كل دولة.
وأضاف “لكن أقول إذا اتسعت الدائرة وإذا استمرت الحرب إلى فترة أطول، سيكون لها انعكاسات كبيرة على منطقة الخليج”.
أثر الحرب على الاقتصاد العالمي
وأضاف د. محمد الناير أن الحرب ستؤثر على الاقتصاد العالمي، لجهة تأثر سلاسل الإمداد بصورة كبيرة، منوهاً إلى أن الخليج ينتج من النفط نسبة مقدرة من الطلب العالمي اليومي، وبالتالي حينما تتأثر سلاسل الإمداد لكميات كبيرة من البترول في إمداد السوق العالمي، فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع أسعار البترول بصورة كبيرة، وعليه تتأثر كل السلع الأساسية والضرورية، وترتفع تكاليف النقل وتكاليف التأمين على الحركة في المنطقة كلها، بما في ذلك تأمين وسائل النقل كالبواخر وغيرها، وتأثر حركة الطيران في المنطقة بصورة كبيرة، مؤكداً أن كل هذه الآثار ستلقي بظلالها على منطقة الخليج وعلى الاقتصاد العالمي.
السودان ليس في معزل عن التأثر
وأقر بأن الاقتصاد السوداني ليس في معزل عن الاقتصادين العالمي والإقليمي، لافتاً إلى أن الاقتصاد السوداني يعاني من مشكلات أصبحت مركبة (الحرب الداخلية والحرب الإقليمية الآن)، ورأى أن المسألة ستكون بذلك أكثر تعقيداً.
تأثير مباشر محتمل على الاقتصاد السوداني
وقطع بأنه في المرحلة الحالية قد لا يكون هناك أثر كبير، ولكن إذا اتسعت دائرة الحرب واستمرت لفترة أطول، وأصبحت تؤثر على سلاسل الإمداد وانسياب تصدير النفط للسوق العالمي وعلى كثير من وسائل النقل في منطقة الخليج ومنطقة البحر الأحمر، فستكون لها آثار كبيرة جداً على الاقتصاد السوداني، وقد تؤثر على أسعار النفط، وبالتالي على الوضع الاقتصادي، سواء من حيث تكاليف النقل أو تكاليف إنتاج السلع، ودعا الناير إلى مراقبة تطورات هذه الحرب وما يحدث، ووضع الخطط والتدابير اللازمة التي تؤمن البلاد خلال المرحلة القادمة، وتؤمن احتياجاتها.