رسالة حب ونصح لكل مسلم ومسلمة

إعداد: الشيخ / محمد محمود عيسى
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرّفنا باتباع خير الأنام، وجعل في طاعته سعادة الدنيا والآخرة، أما بعد:
أخي المسلم، أختي المسلمة…
هذه رسالة محبة وصدق، غايتها تذكير القلوب، وتنبيه الغافلين إلى بعض الأمور التي شاعت وانتشرت بين الناس، وهي مخالفة لما جاء به كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، فاستمع لها بقلبك، وتأملها بعقلك، وكن من الذين إذا ذُكّروا تذكّروا.
أولًا: لا تقل “بحق النبي” أو “بحق الكعبة”
لا يجوز للمسلم أن يقول في دعائه:
“يا رب بحق النبي” أو “بحق الكعبة” أو “بحق الأيام المفترجة” أو نحو ذلك، لأن الله لا يُسأل إلا بأسمائه وصفاته، وليس بين العبد وربه واسطة في الدعاء.
قال تعالى:
“ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر: 60)
وقال أيضًا:
“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة: 186)
فادعُ الله مباشرة بقلب خاشع، دون توسّط بحق أحد، فإن الله أقرب إليك من حبل الوريد.
ثانيًا: لا تحلف إلا بالله
احذر من الحلف بغير الله، فقد قال النبي ﷺ:
“من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت”
وقال أيضًا:
“من حلف بغير الله فقد أشرك”
إياك أن تقول:
“وحياة النبي” – “والأمانة” – “وحق العيش والملح” – “والكعبة” – “وطلاق مراتي” – “بالصلاة اللي بصليها”…
كل ذلك من الحلف بغير الله، وهو حرام ومُحرِّم، ويصل في بعض الأحيان إلى الشرك الأصغر، والعياذ بالله.
فلا تعرّض نفسك لسخط الله، والتزم بوصية نبيك ﷺ، تكن في أمان وسلام.
ثالثًا: لا تطلب المدد أو النفع إلا من الله
انتشر بين بعض الناس قولهم:
“مدد يا فلان” أو “أغثني يا وليّ الله” أو “اكشف ضري يا سيدي”…
وهذا لا يجوز، لأن الميت لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، فكيف لغيره؟
قال الله تعالى:
“إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ، وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ” (فاطر: 14)
الله وحده هو القادر، الحيّ الذي لا يموت، فادعه وحده، واستعن به وحده، فهو القائل:
“إياك نعبد وإياك نستعين” (الفاتحة: 5)
خاتمة محبة ونصيحة
يا عبد الله…
تمسّك بالقرآن والسنة، وابتعد عن البدع والخرافات، وكن على هدي النبي ﷺ وأصحابه، تُفلح في الدنيا وتفوز في الآخرة.
قال الله تعالى:
“وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا” (النور: 54)
نسأل الله أن يفتح علينا وعليكم أبواب الفهم والاتباع، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ محمد محمود عيسى
منشاة سلطان – منوف – المنوفية