السودانشئون عربية

الصين تدافع عن السودان في مجلس الأمن… و”الجنجويد” يتلقون ضربة جوية موجعة

كتب / د. هيام الإبس

في ظل تصاعد حدة الصراع في السودان، أكدت الصين دعمها الكامل للجهود السياسية الجارية في البلاد، مجددة رفضها لأي تدخلات خارجية، وذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي التي ناقشت مستجدات الأزمة السودانية. وتزامن الموقف الصيني مع تطورات ميدانية لافتة، أبرزها قصف جوي مكثف من الجيش السوداني استهدف معسكراً للدعم السريع في غرب دارفور، وسط استمرار المجازر بمدينة الفاشر وصدور تحذيرات دولية من تدهور كارثي في عدد من الدول، بينها السودان.


الصين: ندعم خارطة الطريق ونرفض الحلول المفروضة

أشادت الصين بتعيين رئيس وزراء السودان وتشكيل حكومة مدنية جديدة، معتبرة ذلك خطوات حاسمة في تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها داخليًا. ودعت بكين المجتمع الدولي إلى دعم تلك التحركات دون فرض حلول خارجية أو التدخل في الشؤون الداخلية للخرطوم.

وأكد المندوب الصيني على أن السودان يملك الحق في تقرير مصيره واختيار نظامه التنموي بما يتماشى مع خصوصياته الداخلية، مشيرًا إلى ضرورة تقديم المساعدة الدولية بما يحترم السيادة الوطنية.


قصف جوي يدمر معسكرًا للدعم السريع في غرب دارفور

ميدانيًا، نفذت القوات الجوية السودانية ضربة موجعة استهدفت معسكرًا لمليشيا الدعم السريع في قرية “هبايل” قرب مدينة الجنينة، ما أسفر عن تدمير كامل للمعسكر ومقتل عدد من عناصر المليشيا والمرتزقة الأجانب الذين كانوا يستعدون لهجوم على الفاشر وبابنوسة.

وتُعد هذه الضربة تطورًا نوعيًا، كونها أول استخدام للطائرات المسيّرة في ولايتي وسط وغرب دارفور، بعد أن كانت عمليات الطيران تتركز على مدينة نيالا.


مجزرة جديدة في الفاشر رغم إعلان الهدنة

وفي الفاشر، ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة جديدة بقصف مدفعي عنيف طال أحياءً سكنية وأسواقًا مدنية، ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا، بينهم 3 أطفال، وإصابة 21 آخرين، بحسب شبكة أطباء السودان.

ويأتي هذا القصف رغم إعلان رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، موافقته على هدنة إنسانية لمدة أسبوع خلال اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ونددت تنسيقيات مقاومة الفاشر بالقصف ووصفته بجريمة حرب متعمدة ضد المدنيين، مشيرةً إلى أن الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من عام تسبب في نقص فادح في الغذاء والدواء.


“ماهرية تشاد” تنسحب من القتال: صدمة داخل الدعم السريع

في تطور آخر، كشفت مصادر سودانية عن قرار قبيلة “الماهرية” التشادية سحب جميع أبنائها من القتال في صفوف مليشيا الدعم السريع، بعد اجتماع عقده وزير الدولة والمستشار الرئاسي التشادي، بشارة عيسى جاد الله، في نجامينا.

وأكد جاد الله أن الحرب في السودان أثبتت فشلها، بعد أن كلفت القبيلة أكثر من 20 ألف قتيل وآلاف الجرحى، وسط صدمة داخل قيادة الجنجويد.

وتُعد هذه الخطوة ضربة معنوية للمليشيا، لا سيما وأن النظام التشادي يُعد أحد أبرز الداعمين للإمداد الإماراتي واللوجستي لقوات حميدتي، بالتنسيق مع مجموعات من أفريقيا الوسطى وليبيا.


البنك الدولي يحذر: السودان بين 39 دولة تواجه الانهيار

وفي تقرير جديد، حذر البنك الدولي من تدهور أوضاع 39 دولة هشة، بينها السودان وإثيوبيا وأوكرانيا وغزة، نتيجة تصاعد الصراعات وتداعيات ما بعد جائحة كورونا. وأشار التقرير إلى أن أكثر من 420 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر في هذه الدول، ويعاني 200 مليون منهم من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأكد التقرير أن الدول المتورطة في صراعات مسلحة شديدة الحدة تخسر ما لا يقل عن 20% من ناتجها المحلي بعد خمس سنوات من بدء النزاع، وهو ما ينذر بانهيار اقتصادي طويل الأمد، في ظل بنية تحتية متهالكة ومستويات تعليم منخفضة ومتوسط عمر أقصر.


دعوات عاجلة لوقف التصعيد وفتح الممرات الإنسانية

طالبت منظمات مدنية ومهنية، من بينها شبكة أطباء السودان وتنسيقيات مقاومة الفاشر، بوقف التصعيد العسكري فورًا ورفع الحصار المفروض على المدنيين، وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الغذاء والدواء.

كما شددت على ضرورة تحويل المقترحات الأممية إلى التزام فعلي من طرفي النزاع، مشيرة إلى أن الهدنة المؤقتة لا تكفي لمعالجة الأزمات المتفاقمة.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى