السودانشئون عربية

السودان :الدعم السريع ترفض هدنة جزئية في الفاشر… وشراقي يحذر من فيضان وشيك للنيل الأزرق

كتبت: د. هيام الإبس

في خضم التصعيد المتواصل بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت قوات الدعم السريع رفضها لأي هدنة جزئية أو محلية، مؤكدة تمسكها بوقف إطلاق نار شامل يفضي إلى حل سياسي جذري للصراع السوداني، في وقت تتزايد فيه المخاوف من كارثة إنسانية واسعة، وسط تحذيرات مصرية من فيضان النيل الأزرق نتيجة فشل تشغيل سد النهضة.

لا تهدئة دون حل شامل

قال محمد المختار النور، المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط”، إن قواته لم تتلقَ أي إخطار رسمي من الأمم المتحدة أو واشنطن بشأن خطة هدنة في مدينة الفاشر. وأضاف:

“لن نقبل بأي هدنة جزئية في الفاشر أو غيرها من المناطق. نحن نتمسك بوقف إطلاق نار شامل مرتبط بحل سياسي يعالج جذور الأزمة في السودان”.

وأكد النور أن مدينة الفاشر أصبحت شبه خالية من المدنيين عقب موجة نزوح ضخمة، غادر خلالها الآلاف نحو مناطق طويلة وكرمة وجبل مرة، بينما تبقى داخل المدينة مقاتلون يتبعون الجيش السوداني.

جهود دولية تواجه التعنت

تأتي هذه التصريحات في ظل تحركات دولية حثيثة لتأمين ممرات إنسانية إلى المدنيين المحاصرين في المدينة، التي تواجه خطر مجاعة وشيكة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعلن عن اتصالات مع الأطراف المتحاربة، قائلاً إنه تلقى ردًا إيجابيًا من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، بشأن هدنة إنسانية في الفاشر.

وأوضح غوتيريش أن الأمل ما زال قائمًا في تجنب كارثة إنسانية كبرى، داعيًا كافة الأطراف إلى تغليب صوت العقل.

نصف مليون إنسان في مهب الخطر

تُؤوي مدينة الفاشر قرابة نصف مليون مواطن، وقد نزح إليها عشرات الآلاف منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. إلا أن أوضاع المدينة ومعسكرات النازحين حولها تزداد سوءًا، مع تفاقم نقص الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية.


فيضان وشيك للنيل الأزرق بسبب فشل تشغيل سد النهضة

من جانب آخر، حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من احتمال كبير بحدوث فيضانات على ضفاف النيل الأزرق، تمتد حتى العاصمة الخرطوم، نتيجة عدم تشغيل توربينات سد النهضة خلال الأشهر الماضية.

وقال شراقي، في منشور على صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”، إن بحيرة السد ممتلئة تقريبًا (نحو 55 مليار متر مكعب)، وهو ما يعني أن الفيضان الطبيعي للنيل الأزرق قد يمر بالكامل خلال شهري يوليو وأغسطس.

أمطار غزيرة تزيد من المخاطر

وأوضح شراقي أن هذه الظروف تتزامن مع توقعات بهطول أمطار غزيرة على الهضبة الإثيوبية، بحسب نماذج مركز إيغاد (IGAD) للتنبؤات المناخية، مما يزيد من احتمالية حدوث فيضانات واسعة النطاق في السودان.

ضرورة الفيضان رغم مخاطره

ورغم الأضرار المحتملة، أكد شراقي أن الفيضان يُعد المصدر الرئيسي للري بالنسبة لمزارعي النيل الأزرق، الذين حُرموا منه عامي 2023 و2024 بسبب التخزين المكثف في سد النهضة.

كما أشار إلى أن غياب شبكات ري بديلة فاقم من معاناة المزارعين، موضحًا أن الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة منذ اندلاع الحرب قد عطّلت تنفيذ هذه المشاريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى