الصراط المستقيم

كيف ينظر الله إلينا؟

بقلم / حسن السعدني

في زحام الألم، وسط الحروب والأزمات، وبين مشاهد الضعف الإنساني والتقصير… يتردد في قلب كل مؤمن سؤال مُلح: كيف ينظر الله إلينا؟

هل سخط علينا؟ هل تخلّى عنا؟
أم أن رحمته لا تزال تحيط بنا رغم كل هذا الغياب عن الطريق؟

يا مسلمين… تُرى كيف ينظر الله إليكم؟

النظر بعين الرحمن الرحيم… لا بعين الغاضب

سينظر إلينا ربّنا بعين الرَّحمن الرحيم ،

بعين مَن يعلم ضعفنا، ويرحم عجزنا، ويُمهلنا لنعود

سينظر إلينا كما ينظر الأبُ الشفيق إلى أبنائه،

زلّوا… لكن ما زال في قلوبهم نور، وإن خفتَ.

سينظر ربنا  إلينا،

فيرى فينا من يسجد في الليل ويدعوه بحرقة،

يرى فينا  من يبكي سرًّا من خشية أن يُقصّر،

يرى فينا  من يُطعم جائعًا، ويكفكف دمعة،

يرى فينا  الأمّ تُربي على الإيمان، والمعلم الذي يُنير بعلمه السبيل،

 

 

أمة الخير… لم تمت

يرى فينا من يخطو خطوات صغيرة إلى الخير،

لكنّه يعلم أنها صادقة.

 سيرى فينا أمةً ما زالت تُصلّي، وإن قلّت،

وتصوم، وتُبشّر، وتُعطي، وتُحسن،

يرى فينا  شعوبًا تُكابد، لكنّها لم تيأس من رحمته،

يرى فينا  القلوبَ التي تُحبّه وإن غفلت،

ويرى من يقول: “اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا”،

فلا يكلهم، لأنه أرحم بهم من أنفسهم.

رسالة الله للمسلمين… أمل لا ينقطع

يا مسلمون ..

ما دام فيكم من يُصلّي،

ومن يذكر، ومن يتصدّق، ومن يستغفر،

فأنتم بخير… والله يُبشّركم بخير.

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾

فرجاء الله أعظم، ونظره أحنّ، وأمله فيكم كبير…

فكونوا كما يحبّ، يكن لكم كما تُحبّون

حسن محمد السعدني

كبير معلمي اللغة العربية -مدرسة السعدية الثانوية

إدارة شربين التعليمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى