احدث الاخبارفلسطين

جنود إسرائيليون يكشفون الحقيقة المغيّبة: الحرب في غزة جحيم ممنوع نشره

كتب: محمد السيد راشد

في تقرير صادم نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، كُشف الستار عن شهادات خمسة مجندين إسرائيليين يخدمون في قطاع غزة، يكذّبون الرواية الرسمية المتداولة في وسائل الإعلام، ويصفون ما يحدث هناك بأنه واقع مأساوي مليء بالرعب والانهيار النفسي والمعنوي.

قال الجنود: “ليس كل ما تنقله وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الحرب في غزة هو الحقيقة العارية… بل صورة مغايرة تمامًا لما نعيشه هنا”.


معاناة الجنود: إنهاك نفسي… وخوف دائم من الموت

هؤلاء الجنود، الذين جرى إرسالهم إلى قطاع غزة عقب تخرجهم من الثانوية العامة، أكدوا أنهم يعيشون في ظل خوف دائم، وإرهاق شديد، وبيئة قتالية تستنزف أرواحهم دون أي أفق واضح لنهاية المعارك.
كما أشاروا إلى أن أصوات الجنود على الأرض لا تجد طريقها إلى الإعلام، وأن المشاهد التي تعرضها القنوات غالبًا ما تكون مفبركة ومنسقة مسبقًا بتوجيه من الجيش.


انتهاك الحقيقة: الإعلام يخدم السردية الرسمية

وذكرت الصحيفة أن الناطقين العسكريين يختارون بعناية الجنود الذين يسمح لهم بالتحدث أمام وسائل الإعلام، ويملى عليهم ما يقولون مسبقًا، بينما تُروّج وسائل الإعلام لصور وردية كاذبة تصف الجنود بـ”جيل الأسود” و”المعنويات المرتفعة”، في حين أن الواقع مغاير تمامًا.


شهادات شخصية: بين الرعب وفقدان المعنى

يوناتان (21 عامًا)لواء كفير

روى كيف رأى أحد أصدقائه يُصاب بجراح قاتلة أمام عينيه بعد انفجارٍ بمخيم جباليا، وكيف أصبح غير قادر على النوم أو الأكل. وذكر أنه تعرّض لعقوبة بالحبس 28 يومًا لمجرد محاولته التنفس بعيدًا للحظات.

أور (20 عامًا)وحدة استطلاع المظليين

تحدث عن مشهد مروّع لجثث مدنيين، بينهم أطفال، نهشتها الكلاب تحت الأنقاض في خان يونس، قائلاً: “كان أمرًا لا يُنسى… دمّرني من الداخل”.

أومير (21 عامًا)لواء غفعاتي

قال: “الناس يعتقدون أن الجنود يموتون في المعارك، لكن الحقيقة أن كثيرين منهم يموتون بسبب الإهمال وسوء التخطيط… لقد دفنت عددًا لا أحصيه من الأصدقاء”.

يائير (21 عامًا)وحدة استطلاع ناحال

كشف عن تعرض فرقته لكمين في بيت لاهيا، وعن انهياره النفسي وعجزه عن التفاعل مع عائلته بسبب توتره. وقال: “لقد أُبيدت إحدى فرقنا بالكامل. كيف أنا حي؟ لا أعلم”.

أوري (22 عامًا)وحدة ياهالوم للهندسة القتالية

عبّر عن فقدانه الإيمان بالحرب وأهدافها قائلاً: “في البداية شعرت أنني أشارك في كتابة التاريخ، لكن الآن لا أرى سوى الموت بلا جدوى… الحرب مستمرة فقط لأسباب سياسية”.


النداء الأخير: “رجاءً… أوقفوا هذه الحرب”

اختتم الجنود شهاداتهم بنداء صريح موجَّه لقادة دولتهم وشعبهم:

متى ستفهمون أنه حان الوقت لإنهاء هذه الحرب؟ بعد 900 قتيل؟ ألف؟ توقفوا، احتجوا، لا تدعوا كل هذا الموت يستمر.


الواقع خلف الجبهة: الحقيقة التي لا يريد الإعلام سماعها

ما كشفه هؤلاء الجنود يكشف حجم التضليل الإعلامي والخذلان النفسي الذي يعانيه جنود الاحتلال الإسرائيلي. فبينما يُصوّرون على الشاشات كأبطال، هم في الواقع شباب محطمون يواجهون رعبًا يوميًا، وإرهاقًا مستمرًا، وموتًا بلا هدف.

وتتساءل هآرتس: إلى متى سيبقى هؤلاء الجنود وقودًا لحرب لا يعرف أحد إلى أين تمضي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى