اقتصاد

ماذا لو استغنى الغرب عن بترول الشرق؟

بقلم/ حسن السعدني

منذ أن تدفقت أولى قطرات النفط من جوف رمال الجزيرة العربية، والشرق الأوسط يقف على براميل من الثروة… والقلق. لم يُنظر إليه يومًا في عيون الغرب بما يملكه من حضارة أو عقول، بل بما تضخه أرضه من الذهب الأسود إلى الأسواق العالمية.

ومع تسارع التحول الغربي نحو مصادر الطاقة المتجددة، يفرض سؤال نفسه بإلحاح:
ماذا لو استغنت أمريكا وأوروبا عن بترول الشرق؟


الطاقة المتجددة لم تعد حلمًا

الحديث عن الطاقة النظيفة لم يعد مجرد أطروحات أكاديمية، بل تحوّل إلى واقع ملموس.

  • محطات الرياح تغزو السهول.

  • الألواح الشمسية تكسو الأسطح.

  • السيارات الكهربائية تزيح محركات البنزين عن الطرقات.

والنتيجة؟
تقلّص تدريجي في الاعتماد الغربي على نفط الشرق، واستعداد جاد لخوض معركة المستقبل بدون الحاجة إلى هذه المنطقة.


مصطفى محمود.. نبوءة رجل سابق لعصره

من يقرأ كتابات المفكر الراحل د. مصطفى محمود – يرحمه الله –، يدرك كم كان بعيد النظر.
فمنذ نصف قرن تقريبًا، حذر من الاعتماد الكامل على النفط كمصدر وحيد للدخل، ومن التبعية الاقتصادية للغرب. بل أشار – وكأنه يستشرف الغد – إلى لحظة يُلقى فيها الشرق جانبًا بعدما يستغني عنه الغرب.

واليوم، تطرق عقارب الساعة أبواب تلك اللحظة، ويكاد صوته يعود من صفحات الماضي ليقول: “ألم أقل لكم؟”


مصر.. نموذج يُحتذى في التخطيط الاستراتيجي

وسط هذا التحول العالمي، برزت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كنموذج فريد في الرؤية والاتجاه.
فلم تنتظر حتى يسقط الشرق في مأزق التخلي الغربي عن النفط، بل استبقت المستقبل بخطط ومشروعات عملاقة:

  • مجمع بنبان للطاقة الشمسية بأسوان

  • مجمع رياح جبل الزيت بالبحر الأحمر

  • المشروع النووي السلمي في الضبعة


ربط الاقتصاد بالإنتاج والمعرفة

لم تكتفِ مصر بتنويع مصادر الطاقة، بل:

  • وسّعت قاعدتها الإنتاجية

  • طوّرت بنيتها التحتية

  • ربطت اقتصادها بالإنتاج والمعرفة، لا بالاستخراج والربح السهل

فمصر – كما يؤكد الرئيس السيسي مرارًا – تبني دولة متقدمة بسواعد أبنائها، لا بهبات الخارج، وتخوض معركة الاستقلال الطاقي والفكري والاقتصادي في آن واحد.


بترول الشرق.. نعمة قد تتحول إلى نقمة

الدول التي تأخرت في تنويع اقتصادها، ستواجه قريبًا عواصف لا ترحم.
فالبترول – إن لم يتحول إلى مصانع، ومدارس، ومراكز أبحاث – سيبقى لعنة في هيئة نعمة.

فمن كانت قوته في بطن الأرض، فقد يخسرها مع الزمن.
أما من وضع قوته في فكر الإنسان، فثروته لا تنضب أبدًا.


الوعي المبكر.. يصنع المستقبل

إذا قررت أمريكا وأوروبا الاستغناء النهائي عن نفط الشرق، فستسقط أنظمة وتترنح اقتصادات.
لكن مصر – بخططها الاستباقية وقيادتها الواعية – لن تقع.

لقد وعى الرئيس عبد الفتاح السيسي دروس التاريخ، وقرأ المستقبل كما تقرأ الخرائط.
صدق نبوءات العقول المفكرة بالأمس، فلم يتفاجأ بواقع اليوم.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى