دراسة قرآنية: ماهو الذكر الذي تتعبد به جميع الخلائق لله جل جلاله ؟

كتب – وليد على
في رحلة تدبّرٍ مدهشة لآيات القرآن الكريم، تكشف دراسة قرآنية عن عظمة “التسبيح” لانه الذكر الذي تتعبد به جميع الخلائق لله جل جلاله وله أثره الكبير في الدنيا والأخرة .
فكل شيء في هذا الكون — السماوات، الأرض، الكائنات، الجمادات، حتى الرعد والجبال والطير — يسبح بحمد الله، وإن لم ندرك نحن كيفيته.
“تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، إنه كان حليما غفورا”
📖 [الإسراء: 44]
Table of Contents
Toggleالتسبيح هو الذكر الكوني العام
وهو التعبير الفطري لكل المخلوقات عن خضوعها وتنزيهها لله، وهو الذكر الذي لا ينقطع، ولا يُحد بزمان أو مكان، ولا يقتصر على الإنس والجن.
وله أثره العميق في حياة الإنسان والأنبياء والملائكة وجميع الكائنات، في تهدئة النفوس ورفع الهمّ.
التسبيح في آيات القرآن… معانٍ تتجاوز الذكر
1️⃣ يردّ البلاء
قصة يونس عليه السلام تكشف أن التسبيح يردّ القدر!
قال تعالى:
“فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون”
وكان تسبيحه: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.”
2️⃣ تسبيح الجبال والطير
داود عليه السلام ردد التسبيح حتى شاركت الجبال والطير صوته:
“وسخّرنا مع داود الجبال يسبّحن والطير.”
3️⃣ تسبيح جميع المخلوقات
كل شيء يسبّح، وإن لم نفقه لغتهم:
“ألم تر أن الله يسبّح له من في السماوات والأرض.”
4️⃣ وصية زكريا لقومه بالتسبيح
حين خرج زكريا من محرابه، أوصى قومه بالتسبيح:
“فأوحى إليهم أن سبّحوا بكرة وعشيّا.”
5️⃣ دعاء موسى بالتسبيح مع أخيه هارون
قال موسى عليه السلام:
“كي نسبّحك كثيرًا ونذكرك كثيرًا.”
6️⃣ تسبيح أهل الجنة
قال تعالى:
“دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام.”
7️⃣ تسبيح الملائكة
قال تعالى:
“والملائكة يسبّحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض.”
💡 التسبيح.. دواء الضيق وترياق القلوب
قال تعالى لنبيه ﷺ:
“ولقد نعلم أنّه يضيق صدرك بما يقولون فسبّح بحمد ربك وكن من الساجدين.”
التسبيح يوسّع الصدر، ويُطفئ همّ القلب، ويصل بينك وبين السماء!
🌌 نحن نعيش في كونٍ يسبّح كله!
“يسبح الرعد بحمده…”
“تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم.”
نعم… كل ذرة في الكون تسبّح لله، فكم من اللحظات ضاعت من أعمارنا دون أن نشارك هذا التسبيح الكوني العجيب؟
فائدة التسبيح في الآخرة
التسبيح ليس فقط عبادة عظيمة في الدنيا، بل له ثمار عظيمة في الآخرة، وردت في النصوص الشرعية، ومن أبرزها:
التسبيح زاد أهل الجنة
قال الله تعالى عن أهل الجنة:
“دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام”
📖 [يونس: 10]
→ أي أن ذكرهم في الجنة يبدأ بالتسبيح، فهو شعارهم الدائم، ودعاؤهم الأرقى.
التسبيح يُثقّل الميزان يوم القيامة
قال النبي ﷺ:
“كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”
📘 متفق عليه
→ فـ ثقل ميزانك بالحسنات يوم القيامة مرهون بكثرة هذا الذكر البسيط العظيم.
التسبيح غراس الجنة
قال ﷺ:
“من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غُرِست له نخلة في الجنة”
📘 رواه الترمذي
→ كل تسبيحة تزرع لك نخلة في الجنة.. فكم نخلة نزرع كل يوم؟
التسبيح يُنجّي من النار
ورد في الحديث أن رسول الله ﷺ قال:
“أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟”
قالوا: كيف؟ قال:
“يُسبّح الله مئة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة أو يُحط عنه ألف خطيئة”
📘 رواه مسلم
→ فـ التسبيح يمحو الذنوب ويزيد الحسنات، وهو ما تحتاجه يوم الحساب.
التسبيح نور في القبر وفي الحشر
الذكر عمومًا والتسبيح خصوصًا، هو نور للعبد في حياته، وفي قبره، وعلى الصراط يوم القيامة، كما ورد في آثار كثيرة، منها قول النبي ﷺ:
“الذكر نور”
📘 رواه أحمد بإسناد حسن
التسبيح مفتاح النعيم الأبدي، وغراس الجنة، وثقل الميزان، ودواء الذنوب، ونور الطريق يوم القيامة.
فلا تحرم نفسك من هذا الكنز العظيم الذي لا يتطلب إلا قلبًا حاضرًا ولسانًا رطبًا.