صحيفة معاريف إسرائيل على أعتاب صفقة تمنح حماس نصرًا إستراتيجيًا

كتب / محمد السيد راشد 

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن فشل عملية “عربات جدعون” العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي مؤخرًا في قطاع غزة، مؤكدة أنها “مُنِيَت بفشل ذريع”، وأسفرت عن مقتل 34 ضابطًا وجنديًا من القوات الإسرائيلية، دون تحقيق أي مكاسب تذكر.

مكاسب استراتيجية لحماس وصفقة تبادل مرتقبة

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن تل أبيب تقف الآن على أعتاب صفقة تبادل أسرى متقدمة، قد تمنح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نصرًا إستراتيجيًا وضمانة أميركية لبقائها لسنوات طويلة، في ظل إخفاقات متكررة للآلة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

انتقادات لمنهج كاتس وزامير: القوة وحدها لا تكفي

وأشارت معاريف إلى أن الفشل لا يقتصر على نتائج العملية الأخيرة فقط، بل يشمل أيضًا النهج الكامل الذي اتبعه وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، القائم على استخدام مفرط للقوة دون استراتيجية عسكرية واضحة، مؤكدة أن “ما لا يُحسم بالقوة، لا يُحسم بمزيد منها”، وهي مقاربة أثبتت عجزها في قطاع غزة.

“نجاحات وهمية” وواقع مرير على الأرض

ووصفت الصحيفة “النجاحات” التي يتحدث عنها الجيش الإسرائيلي بأنها لا تتطابق مع الواقع الميداني، معتبرة أن غياب هدف عسكري واضح منذ البداية كان مؤشرًا على الإخفاق، إذ بُنيت العملية على “أمنيات سياسية” لا على خطة عسكرية مدروسة.

دعوات لتغيير جذري في النهج العسكري والسياسي

ودعت الصحيفة إلى تحول جذري في التفكير وأسلوب العمل الإسرائيلي، مشيرة إلى ضرورة تبني مبادئ جديدة من أبرزها:

• إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين خلال أيام.

• الانسحاب من معظم مناطق قطاع غزة.

• التوصل إلى اتفاق مع واشنطن يسمح لإسرائيل بالتدخل العسكري في حال أقدمت حماس على إعادة التسليح، كما هو الحال في النموذج اللبناني.

• إطلاق عمليات استهداف خارجية لقادة حماس، باعتبارها “الخطوة الوحيدة الكفيلة بإنهاء الحرب”.

مسؤول عسكري: “نجاحاتنا مزعومة ولا تعكس الواقع”

في السياق ذاته، نقلت معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك تأكيده أن “النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا في غزة لا تتطابق مع الواقع”، في إشارة إلى الفجوة بين الخطاب العسكري الرسمي وما يجري ميدانيًا.

مقاومة صلبة في وجه آلة الحرب

وعلى الجانب الآخر، أكد الخبير في الشؤون العسكرية أسامة خالد، أن حماس والمقاومة الفلسطينية أثبتت صمودًا كبيرًا رغم الظروف القاسية، والحصار، وغياب الدعم اللوجستي التقليدي، معتبرًا أن إسرائيل عجزت عن تحقيق إنجاز عسكري أو سياسي يُذكر.

وأشار إلى أن استمرار العمليات العسكرية دون نتائج ملموسة يضعف موقف تل أبيب التفاوضي ويعكس عمق الإخفاق في بلوغ الأهداف المعلنة، في ظل حالة الانقسام السياسي الداخلي بين الحكومة والمعارضة.

خسائر كارثية في غزة وسط صمت دولي

يُذكر أن إسرائيل، بدعم أميركي، تواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتكاب مجازر جماعية في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن:

• نحو 193 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

• أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.

• مئات الآلاف من النازحين والمشردين.

• مجاعة واسعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.