دولة أفريقية تزوّد “الدعم السريع” بالسلاح الكيماوى
مجموعة هاربة من الدعم السريع تكشف مخططاً خطيراً

كتبت : د.هيام الإبس
كشفت مصادر إستخبارية معلومات عن وجود سلاح كيماوي بأيدي ميليشيا “الدعم السريع” قدمته لها إحدى الدول الأفريقية.
حيث أكدت المصادر بأن مليشيا “الدعم السريع” تتلقى أسلحة من شركة Rheinmetall Denel Munition “راينميتال دينيل مونيشن” الجنوب أفريقية، بما في ذلك ذخيرة عيار 40 ملم، محشوة بالفوسفور الأحمر، وتُستخدم، من بين أشياء أخرى، لمهاجمة المدنيين.
وكان وزير الإعلام والثقافة في الحكومة السودانية خالد الأعسر في تغريدة له على منصة “أكس” قد وجه اتهام مباشر لـ “الدعم السريع” بامتلاك واستخدام أسلحة محرمة دولياً أمريكية الصنع، وقال: “في الوقت الذي ضبطت فيه القوات المسلحة السودانية ذخائر أمريكية بحوزة ميليشيا الدعم السريع، التي ترتكب أعمالاً إجرامية خارج إطار الدولة، سارعت الولايات المتحدة إلى توجيه اتهامات إلى السودان باستخدام أسلحة كيميائية. وتُعد هذه الاتهامات محاولة متعمدة لتشتيت الانتباه وصرف الأنظار عن الحقيقة الأساسية وهي استخدام ميليشيا الدعم السريع المتمردة لأسلحة محرمة دولياً من صنع أمريكى، أسهمت في ارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضد الإنسانية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية في دارفور وعدد من المناطق.”
مجموعة هاربة من الدعم السريع تكشف مخططاً خطيراً
فى سياق آخر ، كشفتْ مجموعة هاربين من ميليشيا “الدعم السريع” بالسودان عن معلومات حسَّاسة تتعلَّق بتحضيرات عسكرية لاستهداف مدينة بورتسودان، باستخدام طائرات مسيَّرة متطورة؛ وذلك ضمن عملية قالت المجموعة، إنها تحظى بدعم مباشر من خبراء عسكريين أوكرانيين.
وبحسب ما أفاد به الفارون، فإن هذه المعلومات، التى حصل عليها صحفيون ، تتضمن تفاصيل دقيقة حول ضربة جوية يجري التخطيط لها، مشيرين إلى أن الهدف منها إحداث خلخلة استراتيجية في العمق الشرقي للبلاد، والتأثير في صورة الجيش السودانى وقيادته السياسية.
وثائق استخبارية مسربة من مليشيا آل دقلو
أوضحت المجموعة الهاربة أن المواد التى قدمتها للصحفيين تتضمن وثائق استطلاع جوي يُزعم أنها أعدت بواسطة ضباط أوكرانيين، وتحتوى على معلومات دقيقة عن مواقع ومنشآت استراتيجية تخطط الميليشيا لاستهدافها.
وتضم القائمة التى تنوي الميليشيا استهدافها مخازن المحروقات، محولات الكهرباء، قواعد عسكرية، قاعدة فلامنجو العسكرية بجانب مطار بورتسودان الدولى.
إحداثيات مسربة للمناطق المتوقع استهدافها
ووفق وسائل إعلام سودانية، تفيد الإحداثيات الواردة فى تلك الوثائق أن الضربات ستُنفذ بواسطة مسيّرات مختلفة، من بينها الطائرات الانتحارية، والطائرات القتالية بعيدة المدى، على أن تتم إدارتها من قبل عناصر أوكرانية شاركت سابقًا فى تنفيذ هجوم مشابه مطلع مايو الماضى، وبمساندة أفراد من مليشيا الدعم السريع تلقّوا تدريبات خاصة من أجهزة الاستخبارات الأوكرانية.
تفاصيل هجوم الدعم السريع المتوقع على بورتسودان
وبحسب شهادة العناصر المنشقين، فإن خطة الهجوم تنقسم إلى عدة مراحل تبدأ بتنفيذ ضربات محدودة بمسيّرات قصيرة المدى لاستهداف أنظمة الدفاع الجوى المنتشرة فى محيط بورتسودان، فى محاولة لرصد نوعية ومدى تغطية هذه المنظومات.
أما الضربة الأساسية فستتم بعد جمع المعلومات الاستخبارية المطلوبة، عبر استخدام مسيرات بعيدة المدى تحلق على ارتفاعات عالية لتجاوز الدفاعات، بينما سيتم تشتيت أنظمة الرصد بإطلاق موجات من الطائرات المسيّرة من خارج السودان، تحديداً من اتجاهى إثيوبيا والصومال، ضمن خطة تشويش وتمويه منظمة.
كما أشارت المصادر إلى أن خبراء أوكرانيين سيتولون مهمة تعطيل أنظمة الدفاع الجوى التابعة للجيش السودانى من خلال أجهزة تشويش متقدمة، ما قد يزيد من فاعلية الضربة الجوية، ويرفع منسوب الخسائر المحتملة.
غموض حول توقيت هجوم المليشيا على بورتسودان
رغم أن موعد تنفيذ الهجوم لم يُحسم بشكل نهائى، إلا أن المجموعة أشارت إلى أن المناقشات بشأن التوقيت كانت جارية حتى مطلع يوليو، على أن تتم الضربة قبل العاشر من يوليو، وفق ما ذكره أحد الفارين الذى قال: “عندما كنا فى المعسكر، كان موعد الهجوم لا يزال قيد النقاش، لكن كنا هناك بداية يوليو، وكان الحديث يدور حول موعد قبل العاشر من يوليو، وظل التفاوض حول التوقيت مستمراً”.
فى سياق متصل، كشف الفارون أن المراحل الأولى من التخطيط تضمنت مقترحاً من الجانب الأوكرانى لاغتيال رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، إلا أن هذا الاقتراح قوبل بالرفض من قيادة الدعم السريع، ليتم التوافق لاحقاً على استراتيجية بديلة تقوم على إظهار البرهان بمظهر العاجز أمنياً عبر تنفيذ ضربة نوعية تستهدف المدينة دون المساس المباشر به.
جاء تسريب هذه المعلومات من قبل الصحفيين بهدف تمكين السلطات السودانية من اتخاذ إجراءات وقائية، والتحقق من المعلومات الاستخبارية عبر قنواتها الأمنية والعسكرية.
كما يسعى النشر إلى تحذير الرأى العام فى البلاد، لا سيما فى بورتسودان، من احتمال وقوع هجوم من هذا النوع، وما قد يترتب عليه من دمار وتعطيل للخدمات الحيوية.
ويرى مراقبون أن نشر هذه التفاصيل يساهم فى إجهاض المخطط وحرمان المليشيا من عنصر المباغتة، كما يكشف مدى التورط الأجنبى، خاصةً من الجانب الأوكرانى، فى إشعال النزاع المسلح داخل السودان، وتحويل الصراع إلى ساحة لتصفية الحسابات الجيوسياسية.
تعقيدات جديدة فى المشهد الأمنى فى السودان
إزاء هذا التطور، تبدو القوات المسلحة السودانية أمام اختبار أمنى جديد، يستدعى تعزيز قدرات الرصد الجوى، وتطوير تقنيات التصدى للطائرات المسيّرة، فى ظل تصاعد الحرب باستخدام أدوات الجيل الرابع من الحروب.
ويطرح هذا المخطط تساؤلات ملحة حول مستقبل التوازن العسكرى فى السودان، ومخاطر الدور الأجنبى المتنامى فى تغذية الفوضى، وتحويل المدن الحيوية مثل بورتسودان إلى أهداف مباشرة لعمليات انتقامية أو استعراضية تهدف لتقويض الثقة بالقيادة العسكرية.
إثيوبيا تنفى إتهامات سودانية
من جهة أخرى ، نفت الخارجية الإثيوبية، الخميس، تحريك قوات إثيوبية في اتجاه منطقة الفشقة الحدودية مع السودان، وأكدت أن الجيش فى بلادها لا يقوم بأى نشاط هناك.
وقال المتحدث باسم الوزارة، نبيات جيتاتشو، فى مؤتمر صحفى بمقر الخارجية الإثيوبية، إن إثيوبيا تجدد التزامها بسياسة حسن الجوار وعدم التصعيد، مشدداً على أن علاقات بلاده مع دول الجوار تستند إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.بحسب ما أوردت شبكة” الطابية”
وكان القيادى بتنسيقية شرق السودان، مبارك النور، قد تحدث عن توغّل جديد لمليشيات إثيوبية مسنودة من الجيش الرسمى على طول قرى الشريط الحدودى مع ولاية القضارف، ومنعها عشرات المزارعين السودانيين من فلاحة أراضيهم.
وقال مبارك النور، وهو برلمانى سابق عن منطقة الفشقة بولاية القضارف، إن “هناك توغلاً جديداً لميليشيات إثيوبية فى نفس الأراضى التى استُردت سابقًا“، وأوضح أن عدداً من المزارعين الإثيوبيين عادوا إلى هذه المناطق، وينشطون فى نظافة الأراضى الزراعية تحت حراسة الحكومة والجيش الإثيوبى، تمهيداً لزراعتها، بعد أن طردوا السودانيين ومنعوهم من نظافة الأرض. وفقاً لـ”سودان تربيون”
وتجدر الإشارة إلى أن نفى الخارجية الإثيوبية لا يعنى بالضرورة عدم وجود تدخل، حيث تقول أديس أبابا إنها لا تسيطر على هذه المليشيات بينما فى الواقع فإن الجيش الإثيوبى يقوم بدعمها وتمويلها.
الرئيس الكينى يطلب مرتزقة من الدعم السريع
أفادت مصادر مقربة من الدعم السريع بأن اتصالات مكثفة جرت خلال الأيام الماضية بين الرئيس الكيني وليام روتو وقائد ثانى مليشيا الدعم السريع عبدالرحيم دقلو طلب من خلالها روتو الاستعانة بمرتزقة من الدعم السريع لحمايته والمساعدة فى حفظ الأوضاع فى العاصمة نيروبى مع تزايد الغضب الشعبى ضد الرئيس الكينى.
وبحسب المصادر فإن رتو طلب من دقلو عدد 1300 من جنود الدعم السريع للمساعدة فيما أسماه استباب الامن فى نيروبى إلا أن الخطوة فجرت الغضب داخل الجيش والأجهزة النظامية فى كينيا الأمر الذى دعى روتو الاتهام بعض الضباط بأنهم يخططون للانقلاب عليه وتحريك الشارع ضده.
واوضحت المصادر بأن طلب الرئيس لم يجد اى تجاوب من قادة الدعم السريع بعد أن عرض عليهم عبدالرحيم الأمر إلا أنهم أفادوا بأننا نواجه نقص متزايد فى أعداد المقاتلين لاسيما بعد معارك الجزيرة والخرطوم والخوي مع توالى قصف الطيران وفشل الاستنفار القبلى فى بعض المناطق.