
كتبت : د.هيام الإبس
فى تقرير لافت، كشف كاميرون هديسون، مدير مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عن حجم استثمارات ضخم تقوده الإمارات العربية المتحدة فى السودان، موضحاً أن أبوظبى تُهيمن على استثمارات غير أمنية تقارب 22 مليار دولار فى عدد من القطاعات الحيوية، أبرزها الزراعة والموانئ والبنية التحتية.
10مليارات دولار لزراعة 2.4 مليون فدان
بحسب ما جاء في مقال هديسون، فإن أكبر هذه الاستثمارات يتمثل في مشروع ضخم لشركة الظاهرة الزراعية القابضة الإماراتية، التي تستثمر 10 مليارات دولار لإدارة 2.4 مليون فدان من الأراضى الزراعية في السودان، ما يعكس تركيزاً إماراتيًا قوياً على الأمن الغذائى واستغلال الأراضى الخصبة السودانية.
دعم إماراتى بـ5.7 مليار دولار لميناء استراتيجى على البحر الأحمر
كما أشار هديسون إلى دعم إماراتى مالى يُقدّر بـ 5.7 مليار دولار لتطوير ميناء أبو عمامة على البحر الأحمر، ويقع هذا الميناء على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال بورتسودان، ويمثل جزءاً من حزمة أوسع من مشاريع البنية التحتية بتمويل إماراتى يهدف إلى تعزيز النفوذ اللوجستى والتجارى فى شرق السودان.
الإمارات.. الممول الأبرز لقوات الدعم السريع
لم يكتف هديسون بالإشارة إلى الاستثمارات الاقتصادية فحسب، بل أوضح أيضاً أن الإمارات تُعتبر الداعم المالى والمادى الرئيسى لقوات الدعم السريع، التى تخوض صراعاً مع القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023، مبيناً أن هذا الدعم يشمل المركبات والأسلحة والطائرات المسيّرة، ما يُعزز من تعقيد المشهد السودانى المتأزم.
السعودية.. مليار دولار فى الزراعة والبنية التحتية
وبحسب هديسون، فإن المملكة العربية السعودية تمتلك استثمارات فى السودان تُقدّر بحوالى مليار دولار، تُركّز فى مشاريع الزراعة، والرى، وبناء السدود، والطرق، وحصاد مياه الأمطار، إلى جانب دعم مالى مباشر للبنك المركزى السودانى بقيمة 250 مليون دولار للمساعدة فى تحقيق نوع من الاستقرار المالى والاقتصادى فى ظل الحرب.
دعم سعودى للقوات المسلحة السودانية
أشار التقرير أيضاً إلى أن السعودية تُقدّم دعماً عسكرياً ومالياً للقوات المسلحة السودانية، فى ظل تنافس إقليمى محموم بين الرياض وأبوظبى على بسط النفوذ فى السودان، مع اختلاف الطرفين فى التموضع العسكرى على الأرض السودانية.
تركيا تدخل على خط الاستثمار والدعم العسكرى
ولم تغب تركيا عن المشهد، حيث كشف هديسون عن مشاركة تركية فاعلة فى قطاعات التعدين والطاقة وتطوير الموانئ فى السودان، ويبرز ذلك من خلال استثمار بقيمة 650 مليون دولار فى ميناء سواكن المطل على البحر الأحمر، والذى حصلت تركيا على عقد إيجار له لمدة 99 عامًا، فى خطوة تُثير تساؤلات إقليمية ودولية بشأن الأهداف بعيدة المدى لأنقرة.
أنقرة تتفاوض لإنشاء قاعدة عسكرية فى سواكن
أكد التقرير أن تركيا تُقدم الدعم المالى والعسكرى للقوات المسلحة السودانية، بما يشمل الأسلحة والطائرات المسيرة، كما أنها فى طور التفاوض لإنشاء قاعدة عسكرية فى سواكن، ما يُشير إلى تحوّل السودان إلى ساحة للتنافس الجيوسياسى بين القوى الإقليمية الكبرى.
24 مليار دولار حجم الاهتمام الخليجى بالسودان
أوضح هديسون أن السودان يُعد أكثر دولة أفريقية شرق القارة جذباً للاهتمام المالى من قبل دول الخليج، حيث بلغ إجمالى والأصول الخليجية فيه نحو 24 مليار دولار، على الرغم من أن جزءاً كبيراً من هذه المشاريع تم تعليقه بسبب الحرب الحالية.
صراع النفوذ الخليجى يطغى على المشهد السودانى
أوضح الدبلوماسى الأمريكى، أن السودان يُمثل ساحة انخراط مباشر بين عدة فاعلين إقليميين، حيث تختلف طبيعة المصالح والأدوات بين الإمارات، والسعودية، وتركيا، بينما يدفع المواطن السودانى ثمن هذه التنافسات فى شكل تدهور اقتصادى، ونزاع مسلح، وتراجع فى مستوى الخدمات، وسط غياب لأى توافق دولى لإنهاء الصراع.
خبير سودانى: نحتاج إلى دعم الدول العربية حتى نستعيد عافية الخرطوم
من جهة أخرى ، أكد الدكتور محمد عبد الرحيم علي، الخبير الاقتصادى الدولى، إن السودان يمر بمرحلة عصيبة من تاريخه الوطنى من أجل الاستقرار والأمن والأمان مطالباً كافة الدول العربية وعلى رأسهم مصر بدعم السودان وشعبه حتى يستعيد عافيته ويعود إلى سابق عهده كممثل لسلة غذاء الوطن العربى.
وأشار الخبير الاقتصادي، خلال مشاركته فى اجتماعات الدورة العادية رقم ١١٩ للأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية على مستوى المندوبين والسفراء ورؤساء الاتحادات العربية النوعية المتخصصة ، أن منظومة العمل العربى المشترك تحتاج إلى تضافر كافة الجهود من أجل عودة الروح الاقتصادية الوطنية لكافة الدول العربية، مؤكداً على تقديره الخاص للسفير محمدى أحمد الني، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وجهوده المخلصة لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية فى ربوع الوطن العربى.
وأشار الدكتورمحمد عبد الرحيم علي، إلى أنه يسعى مع مجموعة من أصحاب الاتحادات العربية النوعية المتخصصة إلى البحث عن حلول مشتركة لدعم الصناعة العربية الوطنية وجعلها تنافس الصناعات العالمية فى الأسواق الدولية.
ووجه عبد الرحيم، الشكر لمصر قيادةً وحكومةً وشعباً والشكر الخاص للرئيس عبد الفتاح السيسى والذى فتح بلاده بكافة مقوماتها وإمكانياتها للشعب السودانى الذى لجأ إلى أرض الكنانة مصر هرباً من الحرب هناك ، مشيراً أن الشعب السودانى لن ينسى مواقف مصر المشرفة تجاه بلاده.
كما قدم الشكر لدور مصر الاقتصادى مع السودان فى ظل أزمة الحرب وخصوصاً أن القوات المسلحة السودانية تواجه المليشيات المتمردة وأن السودان سيحرر قريباً ، مشيداً بدور السفير السودانى بالقاهرة الفريق اول عماد الدين مصطفى عدوى، خاصة مبادرته فى المجلس بدعم السودان اقتصادياً والخارطة الاستثمارية التى أشار لها، متمنياً أن تساهم الدول العربية فى دعم استقرار السودان.